الشيخ محمد صديق المنشاوي.. كروان التلاوة الذي أبكى الرئيس جمال عبد الناصر

بكى الرئيس عبد الناصر في عزاء والده وهو ينصت إلى تلاوة الشيخ محمد صديق المنشاوي  في اليوم التالي طلب منه أن يعاود التلاوة من جديد ، فقرأ عليه الشيخ محمد صدديق المنشاوي آيات من سورة «المؤمنون»، لتسيل دموع الرئيس مرة أخرى.

في 20 يناير 1920 ولد الشيخ محمد صديق المنشاوي بقرية المنشاة في محافظة سوهاج، حفظ القرآن كاملا في الحادية عشر من عمره، ورث من أبيه حلاوة الصوت والأستاذية في الأحكام،  بدأ القراءة في المحافل الكبرى منذ طفولته،  حيث اصطحبه والده إلى ليالي أخميم، فأذهل الحضور لينطلق بعدها إلى الآفاق، وتصل شهرته إلى كافة بقاع الأرض، في حين اعتمدته الإذاعة متأخرا عام 1954 ، وأول سورة سجلها هي «لقمان».

المواقف الإنسانية 

 تذخر حياة الشيخ محمد صديق المنشاوي بالعديد من المواقف الإنسانية منها أنه تواجد في ليلة حضرها كبار الشخصيات والأعيان في محافظة قنا، لكنه رفض القراءة حتى يدخل الفقراء والدراويش، ولم يبدأ إلا حين شاهدهم في الصفوف الأولى.

سيدة القطار

جلس بجانب سيدة بسيطة في القطار، لم تكن تعرف شخصيته الحقيقية، فحكت له عن أمنيتها في إقامة ليلة يحييها الشيخ محمد صديق المنشاوي، احتفالًا بقدوم طفلها الأول بعد سنوات من العقم، وهي لا تعلم حقيقة الشيخ، كما صارحته بأنها لا تملك ثمن إقامة مثل هذه الليلة، ولكنها فقط تتمنى ذلك، فما كان من الشيخ محمد صديق المنشاوي إلا أن تكفل بمصاريف الليلة وأحياها مجانًا.

محاولة اغتيال الشيخ

1963 تعرض لمحاولة قتل، بعد الانتهاء من القراءة في أحد السهرات، دعاه صاحبها لتناول الطعام مع أهل بيته، رفض الشيخ ولكنه ألح عليه فوافق، قبل أن يبدأ في تناول الطعام استيقظ ضمير الطباخ، وأخبره بأن شخصا طلب منه أن يضع السم في طعامه، فوضعه في أحد الأطباق التي أمامه،  فاعتذر الشيخ عن تناول الطعام، ولكن صاحب البيت أقسم عليه أن يتناول شيئا،  فأخذ قطعة من الخبز قبل وتركهم وانصرف.

مقرئ الجمهورية العربية المتحدة

سافر الشيخ محمد صديق المنشاوي إلى العديد من البلدان بدعوات من رؤساء دول، وحمل لقب، مقرئ الجمهورية العربية المتحدة، تلى القرآن الكريم في المسجد الأقصى، كما حصل على العديد من الأوسمة عديدة من دول مختلفة.

أسرة ألمانية والشيخ محمد صديق المنشاوي 

أسرة ألمانية  استمعت لصوته خلال تجولها بالأزهر، التقت بالشيخ وأعلنت إسلامها على يديه، بسبب صوته الذي يمس القلوب دون أن يسأل عن جنسيتها. 

مرض الشيخ محمد صديق المنشاوي 

 1966 أصيب الشيخ محمد صديق المنشاوي بمرض في المريء، نصحه الأطباء بعدم إجهاد حنجرته، أبى إلا أن يكمل رحلته في التلاوة، ظل يقرأ القرآن الكريم حتى وفاته، نبرته الخزينة منحته لقب صاحب الصوت الباكي، و20 يونيو 1969 رحل كروان التلاوة. 

قال عنه الشيخ الشعراوي: من أراد أن يسمع القرآن بخشوع وقلب يبكى فليسمعه من محمد صديق المنشاوي، وقال عنه (لشيخ ابن باز: «إنْ أردت أن تسمع القرآن كما نزل فاستمع إلى المنشاوي»