عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

الطريق إلى برلمان 2026

محمود فايد يكتب: «أمارة» مستقبل وطن (1)

تحيا مصر

أتفهم إلى حد كبير التحديات والمحددات التي يشهدها المشهد السياسي في مصر خلال السنوات الأخيرة، وما يطرأ عليه من تطورات أحيانًا وضوابط في أحيان أخرى كثيرة. هذه أمور واقعية تشهدها مختلف دول العالم. في مصر، لدينا حياة حزبية تضم العديد من الأحزاب التي تعمل على أرض الواقع ولديها رؤى وأفكار من خلال برامجها الفكرية والإيديولوجية، كما لدينا أحزاب أخرى لا يعلم عنها أحد، حتى أصحابها الذين قاموا بإنشائها أو حتى الإخطار بإنشائها.  

لا أحد يختلف على أن الحياة الحزبية المصرية شهدت فعالية في دورها خلال الفترة الأخيرة، لكن الجميع يحتاج إلى أن تتطور هذه الحياة بصورة أكبر، مع توفير مساحات أوسع للحركة. هذه مسؤولية مشتركة، يتحمل الطرف الأول فيها الأحزاب نفسها، من خلال فعالية دورها على أرض الواقع ووجودها الحقيقي بين الناس، وانتشارها في الشارع بشكل مستمر ومستقر. من هنا تتحقق المساحات التي لن تكون مكتسبات حقيقية إلا بالعمل والرؤية الجديدة والبرامج التي تواكب التطور في كل المجالات.  

محمود فايد يكتب: «أمارة» مستقبل وطن (1)  

من منطلق أن عدد الأحزاب في مصر يتجاوز 90 حزبًا وفقًا للتصريحات الرسمية الصادرة عن قيادات الحوار الوطني في فترات سابقة، ومن منطلق أننا في عام يشهد استحقاقات انتخابية هي الهدف الأسمى لأي حزب يمارس السياسة في الشارع المصري ويعترف بأوراقه، فلنا الحق كمهتمين بالشأن العام السياسي ومتابعين له عن قرب أن نسأل عن «أمارة» هذه الأحزاب على أرض الواقع. نتحدث هنا عن الأحزاب التي تمتلك هذه الأمارة حتى تكون الصورة واضحة للرأي العام المصري الذي يدرك قيمة وقت أي عملية انتخابية. فمن المواطنين من يبحث عن مكتسبات وقتية، ومنهم – وهم الأغلبية – من يبحث عن أمارة حقيقية لأي حزب يملك رؤية وفكرًا ويتواجد معه دائمًا، وبالتالي يتحرك من أجله ويذهب لاختيار أعضائه من خلال صناديق الاقتراع.  

سأعمل من خلال هذه المساحة، وحتى انتهاء الاستحقاقات الانتخابية، على الحديث عن «الأمارة» لكل أطراف المشهد السياسي، بدءًا من الأحزاب بكل تنوعاتها، مرورًا بأشخاصها الفاعلين وأفكارها وتوجهاتها، وغيرها من المحددات ذات الصلة بمجلسي النواب والشيوخ والأعضاء الفاعلين، حتى نصل إلى «أمارة» أتمنى أن تمثل إضافة تنويرية وتوعوية لكل مواطن مصري مهتم بالمشهد السياسي أو يعمل به ويحتاج إلى تبصرة أو وعي. هذا إيمانًا منا بدورنا المهني في التوعية وبناء الوعي لدى الجميع، خاصة مع الاستحقاقات الانتخابية القادمة.  

رقم واحد في المعادلة السياسية في مصر بلغة الأرقام  حزب مستقبل وطن هو صاحب الأغلبية البرلمانية في مجلسي النواب والشيوخ

رقم واحد في المعادلة السياسية في مصر بلغة الأرقام  حزب مستقبل وطن هو صاحب الأغلبية البرلمانية في مجلسي النواب والشيوخ، وهو الحزب الأكثر انتشارًا في مختلف محافظات الجمهورية. لذلك، من المنطقي أن نسأل عن «أمارته» في الشارع المصري خلال الفترة الأخيرة. إجابة المواطن العادي المتواجد في القرية والعزبة والنجع، قبل المتخصص في الشؤون السياسية والممارس للسياسة، ستكون واحدة: مستقبل وطن متواجد على أرض الواقع، ويمتلك قيادات وكفاءات وأعضاء يجعلون من يقود الحزب من القاهرة يتحدث عن مشكلة في أقصى قرية بمحافظة مطروح، أو أقصى قرية في محافظة الإسكندرية، أو شمال سيناء، أو أسوان. هذه إشارة واضحة إلى الانتشار على أرض الواقع والنجاح في إنشاء وحدات حزبية في كل محافظات الجمهورية.  

بطبيعة الحال، هذا الانتشار لا يتحقق بين ليلة وضحاها، بل يأتي مع الوقت ويمر بمحطات متعددة تكمل بعضها البعض. لكن التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على كل نقطة نجاح تتحقق. وأتصور أن هذه «الأمارة» التي نتحدث عنها بشأن حزب مستقبل وطن، فبجانب وجوده وانتشاره، فإنه يحافظ على نجاحه، وهذا تحدٍ كبير لا يستطيع أحد تحقيقه إلا بروح وإرادة وعزيمة وفريق عمل يؤمن برسالة الحزب على أرض الواقع. 

 الأمارة الأكبر تتمثل في «بناء نجاحات جديدة» مع الحفاظ على النجاحات الحالية 

الأمارة الأكبر في تصوري، الأمارة الأكبر تتمثل في «بناء نجاحات جديدة» مع الحفاظ على النجاحات الحالية. وهذا ما يعمل عليه الحزب خلال الفترة الأخيرة، حيث لا يكتفي بالشعارات التي تقول إنه صاحب الأغلبية والأكثر تأثيرًا في الشارع والأكثر قدرة على الحشد. بالمناسبة، كل ذلك واقع، ولكن مع كل ذلك نرى – ويرى الجميع – العمل مع الانتشار. بمعنى أننا منذ أكثر من عام نرى فريق عمل يُدير مستقبل وطن، نرى رؤى وأفكارًا وفعاليات يتم طرحها وتنفيذها بشكل مختلف. لا نرى شخصًا واحدًا في الصدارة في كل شيء، بل نرى صورًا جماعية تضم شخصيات ذات فعالية وتأثير في الشارع المصري.  

نرى أمانة مركزية برئاسة النائب أحمد عبد الجواد، وبجواره العديد من القيادات أصحاب الخبرات والكفاءات. كل هذه العناصر لا تجلس في المكاتب المكيفة وتتحدث للأعضاء بالمحافظات من أجل تنفيذ فعالية أو أخرى كل فترة زمنية، بل نرى خطة عمل تنفذ على أرض الواقع يشارك فيها الجميع. رأينا حتى الآن جولات في أكثر من 14 محافظة من محافظات الجمهورية، وهذه الجولات ليست لالتقاط الصور التذكارية، بل لتنفيذ مساعدات يدركها كل مواطن محتاج. فتجد الأسرة التي تحتاج إلى سترة لبناتها، والفلاح الذي يحتاج إلى مساعدة في مجاله، وذوي الهمم الذين يحتاجون إلى الدعم، وكبار السن الذين يحتاجون إلى زيارة بيت الله الحرام، والمتعفف الذي يحتاج إلى الدعم المادي. والأكبر من ذلك، نرى القطاع الصحي الذي يتم التبرع له بحجرات عناية مركزية وأجهزة طبية لازمة.  

الأمارة هنا ليست لأشخاص، بل لواقع كيان يتحرك على أرض الواقع فريق عمل قدم أوراق اعتماده لأبناء وقيادات الحزب قبل أن يتحرك

الأمارة هنا ليست لأشخاص، بل لواقع كيان يتحرك على أرض الواقع فريق عمل قدم أوراق اعتماده لأبناء وقيادات الحزب قبل أن يتحرك. وبجانب ذلك، نرى أيضًا تحركات الأمانات المركزية وأنشطتها المتداخلة مع مختلف الاهتمامات. نرى تحركات لأمانة الشباب وتوفيرها فرص عمل حقيقية، وأمانة العمل الجماهيري وطرحها لفعاليات يكون لها صدى في كل بيت مصري، مثل «مشوارك علينا»، وغيرها من الأمانات التي لو اتسعت المساحة للكتابة عنها لاحتاجت إلى صفحات وصفحات.  

برنامج شامل لحزب مستقبل وطن على كافة المستويات، يستطيع المواطن أن يراقب أداءه ويحاسبه عليه في الفصل التشريعي القادم


هذا ليس تمجيدًا لأحد أو إسقاطًا لأمور على آخرين، بل هو مساحة لتسليط الضوء على كل ما يحدث في المشهد السياسي المصري بكافة تحدياته ومحدداته. بلغة الأرقام، كان من المنطقي أن نبدأ بمستقبل وطن، الذي خلصنا إلى أمارته التي اعتمدها في الشارع المصري خلال الفترة الأخيرة من خلال العمل الميداني وتحركاته الكبيرة على مستويات أكبر. وما ننتظره خلال الفترة المقبلة هو أن نكون أمام أمارة جديدة لتحديات الفترة المقبلة، وأن نكون أمام برنامج شامل له على كافة المستويات، يستطيع المواطن أن يراقب أداءه ويحاسبه عليه في الفصل التشريعي القادم إذا حاز على ثقة المواطنين وظل ممثلًا لأغلبية مجلسي النواب والشيوخ.
للحديث بقية

تابع موقع تحيا مصر علي