الخبير العسكري الأردني لتحيا مصر: الخطة المصرية لإعمار غزة تكتسب شرعية أمام المشروع الأمريكي وتفقده قوته وحشده الدولي
بينما تتسارع الأحداث في قطاع غزة وتزداد التدخلات الإقليمية والدولية، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي الأردني نضال أبوزيد فى تصريحات خاصة لتحيا مصر، أن القمة العربية الأخيرة في القاهرة قد شكلت نقطة تحول في الصراع حول غزة، حيث خلقت زخماً دبلوماسياً عربياً دعماً للمشروع المصري، ما جعل هذا المشروع يكتسب شرعية كبيرة أمام المبادرات الأمريكية والإسرائيلية، التي بدأت تفقد قوتها وحشدها الدولي.
زخماً عربياً وإسلامياً يدعم المشروع المصري
أوضح أبوزيد أن القمة العربية التي انعقدت في القاهرة قد أعطت زخماً دبلوماسياً غير مسبوق للمشروع المصري، مشيراً إلى أن هذا الدعم العربي قد جلب معه تأييداً إسلامياً من خلال القمة الإسلامية المرتقبة، التي من المتوقع أن تعزز هذا التحالف الإقليمي.
هذا التحالف العربي والإسلامي سيحد من الانطلاق الأمريكي لمشاريع تهجير الفلسطينيين التي تحدث عنها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي كانت إسرائيل تسعى لدعمها.
إعادة إعمار غزة رؤية عربية وإسلامية
وأضاف أبوزيد أن تصريحات وزارة الخارجية المصرية حول رفض مشروع التهجير تتقاطع مع رؤية عربية موحدة، مما يجعل مشروع إعادة إعمار غزة ليس مجرد مبادرة مصرية بل رؤية عربية وإسلامية شاملة، مدعومة أيضاً من دول أوروبية بارزة، وهو ما بدا جلياً منذ الإعلان عن مخرجات القمة العربية، حيث أعلنت العديد من الدول الأوروبية دعمها لهذا المشروع.
الموقف الإسرائيلي والأمريكي المتراجع
وتابع أبوزيد قائلاً إن التصريحات الإسرائيلية الرافضة لمخرجات القمة العربية تأتي في إطار دعم أمريكا غير المتواصل، حيث يبدو أن الولايات المتحدة بدأت تتحول تركيزها عن غزة إلى ملفات أخرى مثل الحرب في أوكرانيا، وهو ما يبرز في التغيرات التي شهدها الخطاب الأمريكي، من فترات من التردد حول دعم غزة إلى تراجع في الاهتمام، الأمر الذي قد يكون سببه إدراك الإدارة الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول نقل مسؤولية أزمة غزة من إسرائيل إلى أمريكا، وهو ما أصبح واضحاً من خلال تأجيل زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل بشكل متكرر.
نتنياهو في مأزق: خيارات محدودة وصراع داخلي
وأشار أبوزيد إلى أن نتنياهو يواجه تحديات كبيرة في اتخاذ قرار حول الانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات، حيث أن الخيارات العسكرية الإسرائيلية أصبحت محدودة بسبب نقص القوى البشرية، بالإضافة إلى التهديدات من وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب من الحكومة.
وأضاف أن نتنياهو يحاول فرض معادلة "أكبر قدر ممكن من الأسرى مقابل أقل قدر من التنازلات"، وذلك لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تمديد المرحلة الأولى من المفاوضات، ما يمكن تسميته بـ "المرحلة الأولى +"، وهي خطوة تهدف إلى شراء الوقت.
وأشار الخبير العسكري، إلى أن المقاومة الفلسطينية في غزة ترفض هذا التمديد وتصر على الانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات.
المشروع المصري: الحل المقبول دولياً
حول الحلول التي قد يتقبلها المجتمع الدولي والولايات المتحدة، أكد أبوزيد أن المشروع المصري يعد الخيار الأفضل الذي قد يحقق اختراقاً في موقف الحلفاء التقليديين، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأضاف أن هذا المشروع قد يؤدي إلى حدوث صدام داخلي في الحكومة الإسرائيلية نفسها، خاصة مع وجود توصيات من المستوى الأمني والعسكري بضرورة الاستمرار في المفاوضات.
هل ينجح المشروع المصري في خلق حالة من التوازن في غزة؟
في النهاية، يظل التساؤل الأكبر: هل سينجح المشروع المصري في تحريك الوضع الراهن في غزة، وإنهاء حالة الجمود التي تسيطر على المفاوضات؟ وهل سيؤدي الزخم الدبلوماسي العربي والدولي إلى إيجاد حل دائم يضمن الأمن والكرامة لشعب غزة؟
تطبيق نبض