عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

روما بين السلام والنار: واشنطن وإيران تستأنفان مفاوضات نووية في أجواء مشحونة بالتهديدات الإسرائيلية

المفاوضات الإانية
المفاوضات الإانية الأمريكية على صفيح ساخن

وسط توتر إقليمي غير مسبوق وتهديدات إسرائيلية صريحة بضرب منشآت نووية في إيران، انطلقت في العاصمة الإيطالية روما الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، بمشاركة إقليمية فاعلة تقودها سلطنة عمان. 

وفي الوقت الذي تؤكد فيه إيران تمسكها بحقوقها النووية السلمية، تصر إسرائيل على أن النافذة لضرب إيران تضيق، ما يرفع من سخونة المشهد واحتمالية التصعيد.

إسرائيل تصر على ضرب إيران وترامب يرفض الدعم

طهران: نلتزم بالدبلوماسية ولا نسعى لأسلحة نووية

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن برنامج بلاده النووي سلمي بالكامل، مضيفاً: نرفض أسلحة الدمار الشامل انطلاقاً من أسسنا الدينية وعقيدتنا الدفاعية. 

عراقجي والوفد المرافق له في اجتماع مع نظيره الإيطالي قبل بدء المفاوضات

وشدد عراقجي على أن الكيان الصهيوني هو العائق الأساسي أمام شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية.

كما أوضح أن إيران لا تسعى إلى المواجهة بل إلى تفاهم منطقي ومعقول، مشيراً إلى أن أي اتفاق يجب أن يحترم حقوق بلاده، ويؤدي إلى رفع العقوبات الدولية وإنهاء الشكوك حول طبيعة البرنامج النووي.

انطلاق الجولة الثانية في روما: وساطة عمانية وتحفظ أمريكي

انطلقت المفاوضات النووية في مقر إقامة السفير العماني في روما، حيث يتولى وزير الخارجية العماني نقل الرسائل بين الوفدين الإيراني والأمريكي، في ظل استمرار غياب الحوار المباشر بين الطرفين.

وأكدت وسائل إعلام إيرانية أن الوفد الإيراني وصل إلى روما برئاسة وزير الخارجية، فيما دخل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط إلى مقر السفارة العمانية للمشاركة في المحادثات. وذكرت وول ستريت جورنال أن المفاوضات ستتناول بحث جدول زمني وإمكانية وضع إطار عام لاتفاق جديد.

طهران: لن نستسلم وسنحمي مصالحنا الوطنية

قال المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي شمخاني إن المفاوض الإيراني يمتلك صلاحيات كاملة، ويشارك من أجل التوصل إلى اتفاق متوازن، لا استسلام فيه. 

 المستشار السياسي للمرشد الإيراني

وأضاف أن إيران تسعى لاتفاق يشمل ضمانات حقيقية، ورفع العقوبات، وتحييد التهديدات الإسرائيلية.

كما أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن طهران لا تكترث بالشائعات، وأن الأولوية الآن هي تأمين المصالح الوطنية.

إسرائيل على الخط: تهديدات صريحة وعين على الهجوم

في المقابل، نقلت رويترز عن مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب لم تستبعد توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، رغم رفض إدارة ترامب دعم ذلك حالياً.

وأكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مصادر أمنية إسرائيلية تعتبر أن الفرصة تضيق، وأن الهجوم على إيران سيكون أكثر تكلفة وضعفاً إذا لم يتم قريباً، محذرين من ضياع فرصة تاريخية إذا تأخر التنفيذ.

الجيش الإيراني: مستعدون لأي مواجهة

في ظل هذا التوتر، أكد قائد القوات الجوية في الجيش الإيراني أن القوات المسلحة في كامل جهوزيتها لحماية الأجواء الإيرانية، ما يعكس استعداداً إيرانياً لأي تصعيد عسكري محتمل في حال تنفيذ إسرائيل تهديداتها.

الطريق لا يزال طويلاً

رغم أجواء التصعيد، لا تزال الدبلوماسية تنبض في قلب روما، حيث تحاول الأطراف الدولية والإقليمية تجنيب المنطقة مواجهة مدمرة، عبر تفاهمات دقيقة وتنازلات محسوبة. 

ويبقى السؤال: هل تنجح روما في تفكيك ألغام الملف النووي الإيراني؟ أم أن الخيار العسكري سيكون هو الفصل الأخير

تابع موقع تحيا مصر علي