عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

تحذير رسمي من إيران: واتساب خطر أمني ورسالة مباشرة للمواطنين والجيش

تحذير رسمي من إيران:
تحذير رسمي من إيران: واتساب خطر أمني

في خطوة تعكس تصاعد المخاوف الأمنية في إيران، حذرت السلطات العليا في طهران من استخدام تطبيقات التراسل الفوري، وعلى رأسها واتساب، خصوصًا من قبل كبار المسؤولين والقيادات العسكرية.
ووجهت الحكومة رسالة مباشرة للشعب الإيراني تطالبهم بالحذر، وعدم استخدام هذه التطبيقات لتبادل المعلومات الحساسة أو الشخصية، في وقت تتحدث فيه تقارير أمنية عن استغلال إسرائيل لهذه الوسائل في تنفيذ عمليات استخباراتية داخل البلاد.

تشديد رسمي على القيادات: واتساب محظور

خلال مقابلة تلفزيونية، شدد حسين ميثمي، مدير عام مكتب تطوير التكنولوجيا في وزارة الاتصالات الإيرانية، على أن استخدام تطبيق "واتساب" يجب أن يكون محظوراً بشكل كامل على كبار المسؤولين في الدولة والقيادات العسكرية. 
وقال ميثمي: "يجب ألا يستخدم المسؤولون والضباط الكبار هذا التطبيق على الإطلاق"، مؤكداً أن تحذيره نابع من اعتبارات أمنية حساسة تتعلق بخصوصية البيانات القومية.

وأشار المسؤول إلى أن الاستخدام العام للتطبيق من قبل المواطنين لا يُعدّ مخالفاً، إلا أنه حثّ الإيرانيين على توخي الحذر الشديد، داعياً إلى تجنب تبادل أي معلومات شخصية أو حساسة عبر المنصات غير الآمنة.

تحذير أمني أوسع: الهواتف تحت المراقبة

التحذير الرسمي الأخير ليس الأول من نوعه، بل يأتي في سياق حملة أوسع تقودها الأجهزة الأمنية الإيرانية منذ أشهر، تهدف إلى الحد من استخدام تطبيقات التراسل العالمية، خاصة تلك التي يُعتقد أنها تخضع لمراقبة من أطراف أجنبية.

ففي يونيو الماضي، أصدرت الهيئة الرسمية للإذاعة والتلفزيون في إيران، نقلاً عن تقرير أمني، تحذيراً شديد اللهجة إلى المواطنين، تطالبهم بوقف استخدام تطبيقات مثل "واتساب"، و"تيليجرام"، وتطبيقات تحديد المواقع الجغرافية، مشيرة إلى أنها تُعد من الوسائل الأساسية التي تستخدمها إسرائيل لتحديد مواقع الشخصيات المستهدفة داخل إيران.

وجاء في التقرير: "بعد سلسلة الاغتيالات الأخيرة التي نُسبت لإسرائيل، بما في ذلك اغتيال علماء بارزين، تؤكد التحقيقات أن تتبع الهواتف المحمولة كان عنصراً حاسماً في تنفيذ تلك العمليات".

إجراءات وقائية: لا للهواتف في الأماكن الحساسة

وبحسب ما ورد في التقرير الأمني، فإن الأجهزة المختصة دعت الإيرانيين إلى اتباع سلسلة من الإجراءات الوقائية، من بينها: إغلاق الهواتف المحمولة قبل التنقل، وتجنب اصطحابها إلى المواقع الحساسة، خاصة للعاملين في مؤسسات أمنية أو تقنية.

كما أوصى التقرير بضرورة استخدام وسائل اتصال "مشفرة وآمنة"، خاصة لموظفي المؤسسات الحساسة، وعدم الاعتماد على التطبيقات التي لا توفر حماية كافية للخصوصية.

رسالة ضمنية: المواطنون في دائرة الاستهداف

التحذيرات المتكررة تعكس شعورًا متزايدًا في إيران بأن المعركة الأمنية لم تعد تقتصر على ساحات الاستخبارات، بل امتدت إلى الهواتف الذكية وتطبيقات التراسل، ما يضع جميع الإيرانيين، مسؤولين ومواطنين، في دائرة الاستهداف والمراقبة.

ومع استمرار الاتهامات المتبادلة بين إيران وتل أبيب، تظل الهواتف المحمولة وسيلة محتملة لتسريب الأسرار وكشف التحركات، في وقت تسعى فيه الحكومة الإيرانية لفرض سيطرة أكبر على الفضاء الرقمي الذي بات يشكل تحدياً أمنياً من طراز جديد.

تابع موقع تحيا مصر علي