إسرائيل تتوعد: ضربات عسكرية لحماية الدروز وتحذير مباشر للنظام السوري
في تطور لافت يعكس تصاعد التوتر في الجنوب السوري، وجهت إسرائيل رسائل عسكرية وأمنية حازمة إلى النظام السوري، معلنة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما وصفته بـ"التهديدات الموجهة للأقلية الدرزية".
وجاء ذلك بعد سلسلة من الضربات الجوية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في محافظة السويداء، مستهدفاً دبابات سورية كانت تتحرك في المنطقة القريبة من الحدود مع الجولان المحتل.
كاتس: رسائل نارية إلى دمشق
قال وزير دفاع إسرائيل، يسرائيل كاتس، في تصريحات رسمية، إن الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي على أهداف داخل الأراضي السورية، وتحديداً في الجنوب، تشكل رسالة واضحة وإنذاراً صريحاً للنظام السوري.
وأضاف: "لن نسمح بالمساس بالدروز في سوريا، إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي تهديد لأمن هذه الطائفة أو لأمننا القومي".
وأكد كاتس أن الجيش الإسرائيلي مستعد للتحرك السريع والقوي كلما دعت الحاجة، مشدداً على أن حماية حدود إسرائيل الجنوبية من أي تمركز عسكري سوري أو ميليشياوي هو خط أحمر.
الجيش الإسرائيلي: لن نسمح بوجود تهديد جنوباً
وفي السياق ذاته، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن قوات الجيش نفذت ضربات مباشرة استهدفت دبابات سورية كانت تتحرك في اتجاه منطقة السويداء، واصفاً تحركها بأنه "يشكل تهديداً محتملاً لإسرائيل".
وقال أدرعي في بيان: "الجيش الإسرائيلي يراقب عن كثب التطورات في جنوب سوريا، ولن يسمح بوجود تهديد عسكري قرب حدود الجولان، وسيتحرك ضد أي محاولة لتغيير الواقع الأمني القائم".
وأشار إلى أن القصف استهدف دبابات في قرية السميع بمحافظة السويداء، حيث تشهد المنطقة اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وفصائل مسلحة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى من الطرفين.
إسرائيل والدروز: موقف ثابت منذ سنوات
تاريخياً، تحتفظ إسرائيل بعلاقة حساسة ومعقدة مع الطائفة الدرزية في سوريا، وقد سبق أن أعلنت أكثر من مرة استعدادها للتدخل عسكرياً في حال تعرضت هذه الأقلية لتهديد مباشر من النظام أو من جهات أخرى.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد حذرت في مناسبات سابقة من محاولات النظام السوري أو حلفائه خاصة الميليشيات المدعومة من إيران التمركز في المناطق القريبة من هضبة الجولان، مشددة على أن أي تحرك من هذا النوع "لن يمر دون رد".
رسالة أمنية وسياسية مزدوجة
التحرك الإسرائيلي الأخير يحمل أبعاداً مزدوجة: أمنية تتعلق بحماية الحدود ومنع تمركز قوات معادية قرب الجولان، وسياسية تعكس رغبة تل أبيب في التأكيد على دورها كلاعب إقليمي قادر على فرض الخطوط الحمراء داخل الأراضي السورية.
وفي وقت تزداد فيه تعقيدات المشهد السوري، تبقى منطقة الجنوب، وخاصة محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، مرشحة لمزيد من التصعيد، في ظل اشتباكات داخلية وتدخلات خارجية، تجعل من أي تحرك عسكري مسألة تتجاوز حدود التكتيك إلى عمق الاستراتيجيا الإقليمية.
تطبيق نبض