عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

دموع الجائعين.. 20 روحًا تُزهق في طابور مساعدات غزة

20 روحًا تُزهق في
20 روحًا تُزهق في طابور مساعدات غزة

في مشهد مروّع يُضاف إلى سلسلة المآسي الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، لقي 20 فلسطينيًا مصرعهم، صباح الأربعاء، بالقرب من مركز توزيع مساعدات إنسانية في منطقة خان يونس جنوب القطاع، نتيجة تدافع شديد وإطلاق نار. 
الحادث الذي وقع في منطقة الطينة أثار موجة من الجدل والاتهامات المتبادلة بين مؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة أميركيًا وإسرائيليًا من جهة، وحركة حماس والسلطات المحلية في غزة من جهة أخرى، وسط اتهامات باستخدام العنف ضد الجائعين، وتحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع المحاصر.

روايتان متضاربتان للحادث

بحسب بيان صادر عن مؤسسة "غزة الإنسانية"، فإن 20 شخصًا لقوا حتفهم عند مركز توزيع مساعدات إنسانية في خان يونس، موضحة أن 19 منهم سقطوا دهسًا نتيجة التدافع، بينما توفي شخص طعنًا.

وأشارت المؤسسة إلى أن الحادث وقع بعد إثارة اضطرابات متعمدة من قبل عناصر مسلحة ينتمون إلى حركة حماس، مضيفة أن موظفيها رصدوا وجود أسلحة نارية داخل الحشد، وتمت مصادرة واحدة منها، كما تعرض أحد العاملين الأميركيين للتهديد بسلاح ناري.

لكن المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، محمود بصل، قدّم رواية مختلفة تمامًا، مؤكدًا أن إطلاق نار مباشر من الجيش الإسرائيلي وقوات أمن المركز هو ما تسبب في الفوضى والتدافع، مشيرًا إلى أن المسعفين نقلوا 20 شهيدًا إلى مستشفى ناصر، بينهم أطفال، مؤكدًا أن الاحتلال أطلق النار والغاز على المواطنين أثناء تجمعهم بحثًا عن الطعام.

الاختناق والتدافع سلاح جديد ضد الجائعين

في بيان آخر، قالت وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى بلغ 21 شخصًا، منهم 15 قضوا اختناقًا نتيجة إطلاق الغاز المسيل للدموع، فيما قضى الآخرون نتيجة التدافع العنيف.
ووصفت الوزارة هذه الحوادث بأنها مجازر ممنهجة بأساليب جديدة، متهمة الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسة الأميركية بالوقوف وراء هذا النمط الجديد من القتل غير المباشر.

مستشفى ناصر يستقبل الشهداء من مناطق متفرقة

مصدر طبي في مستشفى ناصر بخان يونس أكد لوكالة "فرانس برس" وصول 9 جثامين من مناطق الطينة والشاكوش، تبعد كل منهما أكثر من كيلومتر عن مركز المساعدات. 
وأوضح المصدر أن الضحايا كانوا في طريقهم للحصول على مساعدات غذائية حين أُغلقت أبواب المركز وأُطلق الرصاص عليهم، مما أدى إلى حالة من الذعر والتدافع الكبير.

مؤسسة موضع جدل ورفض دولي

بدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع المساعدات في أواخر مايو الماضي، عقب شهرين من منع إدخال أي مساعدات إلى القطاع. 
لكن المؤسسة تواجه رفضًا واسعًا من الأمم المتحدة ومعظم منظمات الإغاثة الدولية، التي تتهمها بخدمة أهداف أمنية إسرائيلية والتسبب بمزيد من الفوضى والمعاناة في القطاع. 
وفي هذا السياق، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن 875 فلسطينيًا قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام منذ بدء عمل المؤسسة، منهم 674 في محيط مواقعها.

كارثة إنسانية متواصلة وسط حرب طاحنة

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة قبل 21 شهرًا، يعيش سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة أوضاعًا كارثية، حيث تحوّلت معظم مدنه إلى أنقاض، وتوقفت الخدمات الأساسية، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء. 
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن 844 شخصًا قُتلوا بالقرب من مراكز توزيع المساعدات وحدها منذ أواخر مايو حتى منتصف يوليو، ما يعكس حجم المأساة الإنسانية المتواصلة بلا هوادة.

حادثة خان يونس تمثل جرس إنذار جديد لما قد تؤول إليه الأمور إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وضمان توزيع المساعدات بشكل آمن وإنساني. 
ففي وقت يموت فيه الفلسطينيون وهم يبحثون عن رغيف خبز، تبقى التساؤلات: من يتحمّل المسؤولية؟ وإلى متى ستظل غزة تدفع هذا الثمن؟

تابع موقع تحيا مصر علي