الذكاء الاصطناعي في حياة رؤساء كبرى شركات التكنولوجيا
في العصر الحديث، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من جميع المجالات الحياتية، ففي حين تزايد تأثير هذه التقنية على القطاعات العالمية مثل التعليم والرعاية الصحية والترفيه، نجد أن الرؤساء التنفيذيين لشركات التقنية الكبرى يتبنون هذه التقنيات ليس فقط لتحسين الإنتاجية في العمل، بل أيضًا في حياتهم الشخصية. يكشف هذا التحول عن العلاقة المتزايدة بين الذكاء الاصطناعي وحياة القادة البارزين في عالم التقنية.
الذكاء الاصطناعي.. عامل تغيير في الاقتصاد العالمي
تتوقع شركة الاستشارات "بي دبليو سي" (PwC) أن يسهم الذكاء الاصطناعي في إضافة نحو 15.7 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030. لهذا السبب، يعد تحسين الإنتاجية أحد الأسباب الرئيسة التي تدفع الرؤساء التنفيذيين في الشركات الكبرى إلى تبني هذه التكنولوجيا.
ومع هذا التحسن في الإنتاجية، يتجه الذكاء الاصطناعي أيضًا إلى تحفيز الابتكار في مختلف الصناعات، بما يفتح أفقًا جديدًا لتحقيق التقدم التكنولوجي وتحسين الكفاءة.
الذكاء الاصطناعي في حياة الرؤساء التنفيذيين
فيما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي، لا يقتصر الأمر على تحسين الكفاءة في بيئة العمل فحسب، بل يتعدى ذلك ليشمل الحياة الشخصية لكثير من كبار القادة في مجال التكنولوجيا.
جين-سون هوانغ - الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"
يعد جين-سون هوانغ من أبرز الشخصيات في صناعة الذكاء الاصطناعي، إذ تقود شركته "إنفيديا" السوق العالمي في تطوير الشرائح الإلكترونية التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي. في مؤتمر معهد ميلكين العالمي في مايو 2024، تحدث هوانغ عن استخدامه اليومي للذكاء الاصطناعي كـ مدرس شخصي. وأوضح أنه يعتمد على الذكاء الاصطناعي لشرح المفاهيم الجديدة وكأنها دروس لطلاب في سن 12 عامًا، ومن ثم يطلب من النظام التعمق تدريجيًا في المواضيع حتى يصل إلى مستوى الدكتوراه.
كما يرى هوانغ أن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل المعلومات بسرعة قد تساهم في ردم الفجوات التقنية، مشيرًا إلى أن أغلب الأشخاص يمكنهم تعلم البرمجة باستخدام الذكاء الاصطناعي حتى لو لم يكن لديهم معرفة سابقة بلغات البرمجة المعقدة مثل C++.
ساتيا ناديلا - الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت"
ساتيا ناديلا، الذي يقود مايكروسوفت منذ عام 2014، يعتبر من بين أبرز المستثمرين في مجال الذكاء الاصطناعي. ففي عام 2023، أطلقت مايكروسوفت مساعدها الذكي "كوبايلوت"، وجعلت الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من استراتيجية الشركة.
ناديلا شخصيًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي في حياته اليومية؛ إذ يستخدم "كوبايلوت" لتحميل نصوص البودكاست التي يستمع إليها وتحليل محتوياتها أثناء تنقلاته. وعند وصوله إلى مكتبه، يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني عبر تطبيقات مثل "آوتلوك" و"تيمز". بالإضافة إلى ذلك، يستخدم ما لا يقل عن 10 وكلاء ذكاء اصطناعي من "كوبايلوت أستوديو" لمساعدته في إعداد الاجتماعات والأبحاث.
سام ألتمان - الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"
سام ألتمان هو أحد الأسماء اللامعة في عالم الذكاء الاصطناعي بفضل "شات جي بي تي"، وهو روبوت الدردشة الذي أطلقته "أوبن إيه آي" في عام 2022. ألتمان يوضح أنه يستخدم الذكاء الاصطناعي في حياته اليومية لتحسين الكفاءة وتسهيل المهام مثل معالجة رسائل البريد الإلكتروني وتلخيص الوثائق.
تيم كوك - الرئيس التنفيذي لشركة "آبل"
تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل، هو الآخر من بين كبار القادة الذين اعتمدوا الذكاء الاصطناعي في حياتهم الشخصية. ففي مؤتمر المطورين لعام 2024، أعلن كوك عن ميزة "آبل إنتلجنس" التي تساعده في تلخيص رسائل البريد الإلكتروني الطويلة. يصف كوك هذه التقنية بأنها غَيَّرت حياته، حيث وفرت له وقتًا ثمينًا في إدارة أعماله اليومية.
كما أظهر كوك في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" عام 2024 كيف ساعدته التقنيات الحديثة على تقليل الوقت المهدور.
وأشار إلى أن "توفير الوقت هنا وهناك يحدث فرقًا كبيرًا في نهاية اليوم أو الأسبوع أو الشهر".
جيريمي واكسمان - الرئيس التنفيذي لشركة "زيلو"
شركة "زيلو" العقارية تعتبر من الشركات الرائدة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدمين في الموقع الإلكتروني. جيريمي واكسمان، الرئيس التنفيذي للشركة، كشف في مقابلة مع "نيويورك تايمز" عن استخدامه اليومي للذكاء الاصطناعي لتلخيص الاجتماعات والوثائق الطويلة. بدلاً من مشاهدة مقاطع الفيديو أو قراءة المستندات الطويلة، يطلب واكسمان من "شات جي بي تي" تلخيص جميع المعلومات بشكل سريع وفعّال.
واكسمان أيضًا يشجع موظفي "زيلو" على استكشاف الذكاء الاصطناعي في العمل، حيث نظمت الشركة "أيام الذكاء الاصطناعي" لعرض المشاريع التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته داخل الشركة.
تطبيق نبض