اكتشافات الذهب الجديدة تعيد ترسيم ثروات مصر تحت الأرض
تدخل مصر مرحلة ذهبية جديدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بعد أن شهدت السنوات الأخيرة زخماً غير مسبوق في عمليات التنقيب عن الذهب، واكتشاف احتياطيات جديدة تؤسس لعصر اقتصادي مختلف.
ومع توسع الدولة في منح التراخيص، وتحديث التشريعات، ودخول شركات عالمية كبرى، بات من المؤكد أن خريطة الثروات تحت الأرض في طريقها لإعادة الترسيم، بطلها المعدن الأصفر.
طفرة السكري.. منجم يتحول إلى شريان اقتصادي
يُعد منجم السكري الذي يرصده تحيا مصر في الصحراء الشرقية حجر الزاوية في طفرة الذهب المصرية، حيث تجاوز إنتاجه التراكمي منذ 2009 نحو 5.7 مليون أوقية ذهب، بإنتاج سنوي يناهز 450 إلى 500 ألف أوقية.
ومع تعاقدات جديدة واستحواذ شركة "أنجلو جولد أشانتي" على شركة سنتامين، تشير التوقعات إلى أن السنوات الثماني المقبلة ستشهد إنتاجًا يفوق مجمل ما أُنتج سابقًا، ما يعزز قدرة الدولة على تعزيز مواردها الدولارية.
إيقات وحمش.. الذهب يعود إلى الواجهة
لم يتوقف الزخم عند السكري، بل امتد إلى اكتشافات أخرى، أبرزها منجم "إيقات" جنوب شرق مصر، والذي تم الإعلان عنه في عام 2020، وبدأ إنتاجه التجريبي عام 2023، باحتياطي يُقدّر بأكثر من مليون أوقية ذهب.
كذلك عاد منجم "حمش" للعمل بعد تحديثات فنية، حيث يشهد إنتاجاً متزايداً، وهو ثاني أكبر منجم بعد السكري. إلى جانب ذلك، تُعزز مناطق مثل "البرامية"، و"أم عود"، و"أبو مروات" آفاق قطاع التعدين بمؤشرات جيولوجية قوية لوجود خامات ذهبية قابلة للاستخراج.
اكتشافات 2025.. مصر على أعتاب مناجم جديدة
شهد عام 2025 طفرة حقيقية في الاكتشافات الجيولوجية والأثرية المرتبطة بالذهب:
في منطقة Najros، غرب منجم السكري، كشفت شركة AngloGold Ashanti عن نتائج استكشاف أولية تبشر بوجود احتياطات ذهبية ضخمة، بعد عمليات حفر امتدت خلال 2023–2024. وقد تُصبح هذه المنطقة مركزاً جديداً للتنقيب التجاري مستقبلاً.
وفي منطقة أبو مروات، أعلنت شركة Aton Resources الكندية في منتصف 2025 عن مؤشرات تؤكد احتمالية وجود نحو 500 ألف أوقية ذهب في منطقتي Hamama Gharb وWest Rodruin، مع توقعات ببدء الإنتاج الفعلي خلال الفترة المقبلة.
هذه الاكتشافات تعني أن مصر قد تدخل قريباً على خريطة الاكتفاء الذاتي من الذهب، وربما تتحول إلى دولة مصدّرة بكميات أكبر من المتوقع.
مدينة الذهب الأثرية.. مفاجأة حضارية وسط الصحراء
في اكتشاف أثري غير مسبوق، أعلنت وزارة الآثار في فبراير 2025 عن توثيق ونقل "مدينة الذهب القديمة" الواقعة بجبل السكري، والتي تعود إلى أكثر من 3000 عام. تضمنت المدينة الأثرية منشآت تعدين ومعالجة ذهب، وسكنًا للعاملين، وعُثر فيها على مئات القطع الأثرية التي تعود للعصور الفرعونية والبطلمية.
كما كشفت بعثة أثرية فرنسية-مصرية في مارس 2025 عن أصفاد حديدية بمنجم "غوزة"، تُشير إلى استخدام العمل القسري في عمليات التعدين خلال العصر البطلمي، مما يفتح ملفاً مهماً حول الاقتصاد في مصر القديمة.
تطبيق نبض