عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

توطين صناعة الكتان في مصر.. فرصة استراتيجية للنهوض بالاقتصاد القومي |تفاصيل

جانب من الإجتماع
جانب من الإجتماع

يمثل الكتان أحد المحاصيل الزراعية التي تتمتع بمكانة استراتيجية نظراً لتعدد استخداماته الصناعية والغذائية، ومع ذلك، ظل لفترات طويلة خارج دائرة الاهتمام الجاد على المستوى الرسمي والاستثماري، إلا أن التوجهات الحكومية الجديدة، بقيادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصناعة والنقل، بدأت في تحويل دفة الاهتمام إلى هذا القطاع الواعد، بهدف تطوير سلسلة القيمة المتكاملة من الزراعة حتى التصنيع والتصدير.

أولاً: أهمية الكتان كمحصول استراتيجي وصناعي

يُعد الكتان من المحاصيل متعددة الاستخدامات، حيث يدخل في صناعات عديدة تشمل:

المنسوجات والملابس الجاهزة.

الورق والمنتجات الورقية.

زيوت الطعام والمكملات الغذائية (زيت الكتان).

الأعلاف الحيوانية.

صناعة الأخشاب، مثل الخشب الحبيبي والميلامين.

وبالتالي، فإن استغلال الكتان في الصناعة يمكن أن يساهم في:

زيادة القيمة المضافة للمنتج المحلي.

تقليل الواردات في بعض القطاعات.

فتح أسواق تصدير جديدة بمنتجات نهائية وليست خامة.

ثانياً: رؤية الحكومة لتطوير قطاع الكتان

خلال الاجتماع الموسّع الذي جمع وزراء الصناعة، وقطاع الأعمال، والزراعة، وعدد من المستثمرين والمصنعين، تم التأكيد على:

التكامل بين الزراعة والصناعة من خلال تطوير سلاسل القيمة.

تحفيز الاستثمار في مصانع الكتان، ودعوة المستثمرين الجادين للحصول على التراخيص الصناعية الفورية.

دعم وزارة الزراعة في توفير التقاوي والأسمدة وحصر الأراضي الصالحة لزراعته.

دعم شركات قطاع الأعمال لإعادة تأهيل المصانع الحكومية، وعلى رأسها شركة طنطا للكتان.

ثالثاً: استثمارات واعدة في أفق الصناعة

من أبرز مشروعات الاستثمار الأجنبي في هذا القطاع:

شركة كينجدوم لينين الصينية:

ستقيم مصنعًا في مدينة السادات.

مساحة المصنع: 50 ألف متر مربع.

استثمارات: 60 مليون دولار.

بدء الإنتاج: أكتوبر 2026.

الطاقة الإنتاجية: 4 آلاف طن غزل كتان سنويًا.

هذه الاستثمارات تشير إلى وجود فرص اقتصادية حقيقية وجاذبة في هذا القطاع، خاصة مع التوجه العالمي نحو المنتجات الطبيعية والمستدامة.

رابعاً: التحديات الحالية التي تواجه زراعة الكتان

رغم وجود فرص، إلا أن هناك عدة تحديات يجب العمل على حلها، منها:

نقص الكوادر الفنية في الجمعيات الزراعية لحصر الأراضي بدقة.

مشكلات تتعلق بـ تعطين الكتان، وضرورة تطوير طرق التعطين لتصبح صديقة للبيئة.

غياب إجراءات الدفاع المدني في قرى زراعة الكتان، مما يعرّض المحصول لخطر الحرائق.

عدم توافق مواصفات الكتان المصري مع الكتان الأوروبي، مما يصعب تصديره.

نقص الإرشاد الزراعي والتدريب للمزارعين على الأساليب الحديثة.

خامساً: دور غرف الصناعة والقطاع الخاص

أكدت غرفة الصناعات الغذائية استعدادها لتقديم:

برامج تدريبية على تكنولوجيا استخلاص زيوت الكتان.

دعم الشركات للتوافق مع اشتراطات هيئة سلامة الغذاء.

مساعدة المنتجين على المشاركة في المعارض المحلية والدولية.

تحفيز صناعة زيوت الكتان لزيادة القيمة المضافة.

سادساً: خطوات مطلوبة لتحويل الكتان إلى صناعة قومية

وضع استراتيجية وطنية متكاملة للكتان تشمل الزراعة والتصنيع والتسويق.

تحفيز الزراعات التعاقدية وربط المزارع بالمصنع مباشرة.

دعم البحث العلمي والتطوير لإنتاج سلالات ذات إنتاجية عالية وجودة مناسبة للتصنيع.

تطوير البنية التحتية الصناعية وتوفير مناطق صناعية مخصصة لهذا النوع من النشاط.

سن تشريعات وتنظيمات تحفز الاستثمار وتراعي الاشتراطات البيئية.

الكتان ليس مجرد محصول زراعي، بل يمثل فرصة اقتصادية حقيقية يمكن لمصر من خلالها تحقيق قفزة نوعية في مجالات الصناعة والتصدير وتوفير فرص العمل، وتحقيق تنمية ريفية وصناعية مستدامة والجهود الحكومية الحالية إذا ما استمرت بشكل تكاملي مع القطاع الخاص، يمكن أن تجعل من الكتان أحد أعمدة الاقتصاد المصري في السنوات القادمة.

تابع موقع تحيا مصر علي