عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

ليلة الزيتون الدامية.. المقاومة تقلب موازين المعركة بهجوم متعدد المحاور في غزة

تحيا مصر

في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، وبينما كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تتخذ مواقعها في حي الزيتون المدمر جنوب مدينة غزة، نفذت كتائب القسام هجوماً مركباً أعاد رسم معادلة الاشتباك للمرة السابعة في نفس الحي الذي تدعي إسرائيل "سيطرتها التامة" عليه.

تفاصيل الهجوم

وفقاً لمصادر ميدانية من غزة، تمكن مقاتلو القسام من التسلل عبر شبكة أنفاق إلى عمق مواقع القوات الإسرائيلية بين حيي الزيتون والصبرة، حيث استخدم المقاتلون عبوات ناسفة كانت مزروعة مسبقاً، بالإضافة إلى عبوات "عمل فدائي" وأسلحة خفيفة وقذائف مضادة للدروع من طراز "ياسين".

انقسم المقاتلون إلى عدة مجموعات، هاجمت من اتجاهات متعددة، بينما قدمت عناصر أخرى دعمًا بقذائف الهاون ونيران القناصة، بينما استهدف الهجوم الثاني والثالث نقاطاً قريبة لمنع وصول التعزيزات الإسرائيلية، ووشمل الهجوم محاولة لأسر جنود إسرائيليين، لكن التدخل السريع للطائرات الحربية والمروحيات المسيرة أحبط هذه المحاولة باستخدام كثافة نارية هائلة 

الخسائر الإسرائيلية

حسب منصات المستوطنين على وسائل التواصل، والتي كانت المصدر الأول لنشر أنباء الهجوم، أسفر الهجوم عن مقتل جندي إسرائيلي قنصاً وإصابة 11 آخرين بجروح بينهم 3 في حالة خطيرة، كما تداولت بعض المنصات أخباراً عن فقدان الاتصال بأربعة جنود خلال الهجوم، لكن الجيش الإسرائيلي لم يؤكد هذه الأنباء رسمياً، في إطار سياسة التعتيم الإعلامي التي يتبعها منذ بداية العملية.

التعتيم الإسرائيلي

التزم الجيش الإسرائيلي صمتاً غير معتاد حيال تفاصيل الهجوم، بينما انتشرت أنباؤه أولاً عبر منصات المستوطنين، ووفقاً لتحليل لمواقع إسرائيلية، فإن هذا الصمت يشير إلى حساسية الموقف العسكري في غزة، خاصة أن الهجوم جاء بعد أيام من ادعاءات ضباط إسرائيليين في تقارير مصورة من داخل الحي أنهم "قضوا على مئات المسلحين" ولم يواجهوا مقاومة شديدة.

السياق الاستراتيجي

يأتي هذا الهجوم في إطار سلسلة عمليات مماثلة نفذتها كتائب القسام مؤخراً في خان يونس وبيت حانون، باستخدام أسلوب الهجمات المباغتة والمتعددة المحاور، وهذا الأسلوب يشبه ما اعتمدته القسام قبل شهرين بسلسلة هجمات متتالية، لكن هذه المرة بمشاركة أكبر عدد ممكن من المقاومين الذين ينقسمون إلى عدة مجموعات ويهاجمون أكثر من نقطة في وقت واحد.

دلالات الهجوم

تكمن أهمية هذا الهجوم في كونه وقع في منطقة يعمل فيها الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من أسبوعين، وادعى فيها قادة عسكريون سيطرتهم التامة، ما يثبت أن قدرة المقاومة على المناورة والضرب لا تزال قائمة، رغم الدمار الهائل وتوغلات الجيش التي استمرت لأشهر، في وقت شهد فيه حي الزيتون عمليات عسكرية متكررة منذ بداية الحرب على غزة، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي عملية برية في الحي للمرة السابعة على التوالي. وكان ضباط إسرائيليون قد تفاخروا في تقارير مصورة من داخل الحي في الأيام الماضية بأنهم "قضوا على مئات المسلحين" ولم يواجهوا مقاومة شديدة.

الرد الإسرائيلي

رداً على الهجوم، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على مناطق في حي الزيتون والصبرة. كما استمر الجيش الإسرائيلي في سياسة "الأرض المحروقة" التي يتبعها في المنطقة، والتي تشمل تدمير البنية التحتية والأحياء السكنية بهدف القضاء على أي مقومات للمقاومة.

تحليل عسكري

وفقًا للمحللين العسكريين، يظهر هذا النوع من الهجمات المعقدة القدرة المستمرة للمقاومة على التكيف تكتيكيًا على الرغم من الدمار الهائل في غزة، ودليل على أن الهجمات المتكررة في المناطق التي تعمل فيها الجيش الإسرائيلي لفترات طويلة تتحدى الروايات الإسرائيلية حول "السيطرة" وتظهر مرونة المقاومة.

التداعيات السياسية

يأتي هذا الهوسط في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة لوقف الحرب على غزة، كما يشكل تحدياً للادعاءات الإسرائيلية بـ"تحقيق الأهداف العسكرية" في القطاع، خاصة مع استمرار عمليات المقاومة في مختلف مناطق غزة، ما يؤكد أن المعادلة العسكرية في غزة لم تحسم بعد، وأن المقاومة لا تزال قادرة على مفاجأة الجيش الإسرائيلي حتى في المناطق التي يدعي سيطرته عليها.

تابع موقع تحيا مصر علي