عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

في قمة الدوحة.. خطاب السيسي يضع حدودًا جديدة للسلام

تحيا مصر

في لحظة مشحونة بالتوتر الإقليمي، ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خطابًا قويا خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، رافعًا صوتًا حازمًا ضد السياسات الإسرائيلية التي قال إنها تقوّض فرص السلام وتُهدد أمن المنطقة برمّتها، ليعيد مصر إلى قلب المشهد السياسي العربي والإسلامي، ويؤكد أن حماية الحقوق الفلسطينية وسيادة الدول خط أحمر يتطلب موقفًا موحدًا وإجراءات عملية تتجاوز البيانات التقليدية.

خطاب السيسي وتأثيره السياسي

في كلمته، شدد السيسي على أن ما تقوم به إسرائيل من سياسات عدوانية يفتح الباب أمام انهيار الاتفاقيات القائمة ويُعطّل أي إمكانية لمعاهدات سلام مستقبلية، محذرًا من أن أمن المنطقة برمتها على المحك إذا استمرت الانتهاكات بحق المدنيين وتجويعهم كأداة ضغط. 
وأكد أن مصر ترفض تمامًا العقاب الجماعي وتعتبره جريمة ضد الإنسانية، داعيًا إلى استجابة عربية وإسلامية ملموسة تتجاوز حدود التضامن اللفظي.
جاء الخطاب أكثر صراحة ووضوحًا وشجاعة مما اعتادت عليه المنابر الدبلوماسية، إذ لم يترك مجالًا للالتباس بشأن موقف القاهرة من التصعيد الإسرائيلي، ما انعكس في ردود الفعل السياسية، حيث اعتُبر حديث السيسي بمثابة إعادة تذكير بأن مصر لا تزال صاحبة اليد الطولى في الدفاع عن القضية الفلسطينية وصياغة مواقف جامعة للعالمين العربي والإسلامي.

ردود الفعل والترحيب بخطاب الرئيس 

لاقى خطاب السيسي ترحيبًا واسعًا بين الدول المشاركة، إذ رأى قادة عرب ومسلمون أن مصر وضعت النقاط على الحروف وأعادت ضبط اتجاه البوصلة السياسية في مواجهة إسرائيل. في الداخل المصري، كما اعتُبر الخطاب عودة للدور التاريخي للقاهرة في القضايا المصيرية، وقدمت وسائل الإعلام المحلية قراءة داعمة اعتبرته موقفًا شجاعًا يليق بمكانة مصر، كما تداولت أوساط سياسية ودبلوماسية عربية رسائل إشادة، معتبرة أن ما قاله السيسي يعكس إجماعًا عربيًا وإسلاميًا جديدًا حول ضرورة وقف الانتهاكات، بل ذهب بعضهم إلى اعتباره نقطة تحوّل قد تدفع باتجاه خطوات تنفيذية، مثل الضغط الدبلوماسي على المجتمع الدولي أو مراجعة علاقات بعض الدول مع إسرائيل.
 

التحليل السياسي لتأثير الكلمة

وفق خبراء أعاد خطاب السيسي رسم ملامح النقاش حول فلسطين ومستقبل المنطقة، إذ وضع سقفًا جديدًا للخطاب العربي الرسمي يقوم على الربط بين سياسات إسرائيل والأمن الجماعي للدول العربية والإسلامية. 
ويرى محللون أنه من خلال تحذيره من تهديد الاتفاقيات القائمة والمستقبلية، وجّه رسالة مباشرة إلى كل الأطراف الدولية بأن استمرار الانتهاكات لن يمر دون تداعيات. وقد رأى متابعون أن مصر استثمرت القمة لتأكيد دورها كقوة اعتدال قادرة على جمع الصفوف وفرض مواقف واضحة، بينما حذّر آخرون من أن قوة الكلمات يجب أن تتبعها خطوات عملية، وإلا ستبقى مجرد خطاب تاريخي آخر في سجل القمم ومع ذلك، يبقى الأثر الفوري للكلمة واضحًا في تعزيز وحدة الموقف العربي والإسلامي، ورفع سقف التوقعات من القرارات المرتقبة، فضلًا عن إحداث توازن جديد في معادلة الصراع مع إسرائيل.
وجاءت القمة الطارئة في الدوحة جاءت عقب هجوم إسرائيلي استهدف قيادات من حركة حماس داخل العاصمة القطرية، وأسفر عن سقوط قتلى بينهم ضابط أمني قطري، ما أثار موجة غضب عربية وإسلامية دفعت إلى الدعوة لعقد هذا الاجتماع الاستثنائي. 
وفي هذه الأجواء، ألقى عدد من القادة خطابات وصفت بالقوية، بينهم أمير قطر الذي دعا إلى رد ملموس على الانتهاكات الإسرائيلية، وملك الأردن الذي شدد على ضرورة احترام القانون الدولي، والرئيس التركي الذي حذّر من مخاطر استمرار التصعيد على استقرار المنطقة بأكملها. خطابات القادة تلاقت في رفضها للسياسات الإسرائيلية، لكنها اختلفت في درجة الصراحة والحدة، الأمر الذي جعل خطاب السيسي يحظى بتميّز خاص لما حمله من لهجة مباشرة وتحذيرات غير مسبوقة بشأن مستقبل العلاقات العربية مع إسرائيل إذا استمرت سياساتها على حالها

 


 

تابع موقع تحيا مصر علي