عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

وزير الجيش الإسرائيلي يلوّح بتدمير مدينة غزة إن لم تُسَلِّم حماس الرهائن وتُسلِّم سلاحها

يسرائيل كاتس
يسرائيل كاتس

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس تهديدات قاسية أثناء زيارة ميدانية في غزة، اليوم الثلاثاء، ويؤكد أنّ الجيش سينفّذ قرارات السياسيين

تصريحات تثير قلق الحقوقيين وتزيد من الانقسام السياسي في تل أبيب

جدد يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، تهديده بتدمير مدينة غزة إذا لم تقم حركة حماس بإطلاق سراح المخطوفين وتسليم اسلحتها التقى خلالها جنودًا من القوات النظامية والاحتياط

وجاءت تصريحاته مصحوبة بتشديد على ضرورة «التحرك بكل قوة في غزة لإلحاق الضرر بالمقاومة من أجل حماية جنود الاحتلال». 

رسالة داخلية وخارجية: الجيش سينفّذ ما يقرّره السياسيون

أعلن كاتس خلال الزيارة أن الجيش «سينفّذ كل ما يقرره السياسيون»، في عبارة فسّرها مراقبون بأنها رسالة ضغط داخل الحكومة الإسرائيلية ورسالة تهديد موجهة إلى الخارج في آنٍ واحد.

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس 

تصريحات كهذه غذّت نقاشًا حول حدود الصلاحيات العسكرية وقدرة القادة العسكريين على الاعتراض على قرارات قد تُعتبر كارثية من منظور تكاليفها البشرية والعسكرية. 

أهداف الحرب وفق كاتس: هزيمة حماس وعودة الأسرى ووجود دائم في غزة

حدّد كاتس أهداف الحرب بأنها «هزيمة حماس» و«تهيئة الظروف لعودة الأسرى»، لكنه وضع هدفًا استراتيجيًا إضافيًا يتمثل في إقامة وجود عسكري دائم داخل قطاع غزة بهدف منع تهريب السلاح ومنع أي هجمات مستقبلية، وهو ما أثار حديثًا عن نوايا لإقامة «حزام أمني» أو إعادة إنتاج نموذج «المناطق العازلة» الذي فُشل سابقًا في حالات إقليمية أخرى. 

مخاوف حقوقية وسياسية واسعة

أثارت تصريحات كاتس قلق منظمات حقوق الإنسان والجهات الإعلامية والمحللين السياسيين، الذين حذّروا من أن تأكيد التنفيذ الأعمى لقرارات سياسيّة قد يُتيح ارتكاب مزيد من الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين ويزيد من عزل إسرائيل دوليًا. هذه المخاوف تفاقمت في ظل تقارير دولية وانتقادات متزايدة لأساليب القتال وآثارها على المدنيين والبنية التحتية في غزة. 

انقسام داخلي حول خطة احتلال غزة كاملاً

تصريحات كاتس تأتي في وقت تتزايد فيه الخلافات داخل الائتلاف الحكومي بشأن خطة رئيس الوزراء لاحتلال غزة بالكامل. منتقدو الخطة يحذّرون من أنها قد تؤدي إلى زيادة سقوط الجنود الإسرائيليين، تهديد حياة الأسرى المحتجزين لدى المقاومة، وتوسيع العزلة الدولية لإسرائيل مع تآكل صورة الردع. في المقابل يرى مؤيّدو الخطوة أنها شرط ضروري لإنهاء تهديدات حماس وإعادة الأسرى. 

تحذيرات من «غطاء للانتهاكات» وتصاعد العنف على الأرض

مراقبون يشيرون إلى أن عبارة كاتس حول «الجاهزية المطلقة لتنفيذ قرارات القيادة السياسية» يمكن أن تُستخدم ذريعة لعمليات عسكرية واسعة قد تتسبب في موجات نزوح ومزيدٍ من الكوارث الإنسانية في قطاعٍ يعاني أصلاً من حصار ودمار مستمرين. وفي الوقت نفسه، تواصل المعارك تصاعدها مع بدء عمليات برية موسّعة في بعض مناطق القطاع وفق تقارير ميدانية. 

تصريحات يسرائيل كاتس وضعت مؤشر التوتر الإقليمي في مستوى أعلى، وأعادت طرح تساؤلات قانونية وإنسانية وسياسية على الساحة الدولية والمحلية الإسرائيلية حول ثمن الخيارات العسكرية الكبرى. ومع تصاعد الحملة العسكرية، تبقى تبعات أي قرار واسع النطاق بشأن غزة على المستويين الإنساني والدبلوماسي كبيرة للغاية—وستكون محور متابعة صحفية ورقابية مكثفة في الأيام المقبلة. 

تابع موقع تحيا مصر علي