عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

ترامب يفرض رسوم ضخمة على تأشيرات العمل والهنود يكثفون طقوسهم في «معبد فيزا» للسفر إلى أمريكا.. ما القصة؟

ترامب
ترامب

وقع الرئيس دونالد ترامب على إجراء تنفيذي لفرض رسوم قدرها 100 ألف دولار لطلب تأشيرات العمل (H-1B)، في خطوة تؤثر بشكل كبير على القطاع التكنولوجي المستفيد من العمالة الماهرة من الخارج، كما أن القرار يعد ضربة قوية للهنود الذين يصلون ويتضرعون من أجل الحصول على التأشيرة للسفر إلى أمريكا وهذا ليس مجرد تشبيه بل حقيقة فالهند الدولة التي تكثر فيها المعابد قامت بتأسيس معابد خصيصاً لعبادة تأشيرات قبول السفر للعمل والدراسة وخاصة (الولايات المتحدة الأمريكية).

الهند.. ومعبد الفيزا

وبالحديث عن هذا المعبد، فيذهب الشخص الذي يريد السفر لدولة ما إلى المعبد ويصلي للإله "فيشنو" حتى يعطيهم فيزا للعمل أو الدراسة، ووفق الطقوس يقوم رجل الدين بأخذ جواز السفر ومباركته ليتم قبوله، وإن لم يستطع إلههم تقديم فيزا لأمريكا فإنهم يطلبون فيزا لأي دولة أخرى.

هنود يقومون بطقوس داخل معبد فيزا 

وأكثر التأشيرات يعبدها هؤلاء هي تأشيرة H-1B التي تخولهم للعمل في الولايات المتحدة.

وكشف إحصاء في الولايات المتحدة أنّ عدد السكان من أصول هندية ازداد بنسبة 50 في المئة ليصل إلى 4,8 ملايين في العقد المنتهي عام 2020، و أكثر من ثلث الطلاب الهنود الذين يدرسون في الخارج ويصل عددهم 1,3 مليون، يعيشون في الولايات المتحدة 

البطاقة الذهبية.. مليون دولار للإقامة الدائمة في أمريكا 

وبالحديث عن قرار ترامب بشأن هذا الإجراء قال: "نحن بحاجة إلى عمال عظماء، وهذا يضمن إلى حد كبير أن هذا ما سيحدث"، حيث شرح المسؤولون كيف سيعمل هذا الإجراء على تحفيز الشركات على توظيف العمال الأميركيين مع توفير مسار لتوظيف العمال الأجانب ذوي المهارات العالية في المجالات المتخصصة.

كما وجه ترامب أيضًا بإنشاء مسار هجرة يُسمى "البطاقة الذهبية"، قال إنه سيسرع منح التأشيرات لبعض المهاجرين مقابل رسومٍ باهظة. ستسرع هذه السياسة منح التأشيرات للأجانب الذين يدفعون مليون دولار أمريكي، بينما تسمح للشركات بدفع مليوني دولار لتسريع إجراءات منح التأشيرات للعامل الأجنبي الذي ترعاه.

إن برنامج البطاقة الذهبية الذي كشف عنه ترامب مصمم أيضًا بهدف ترجيح كفة المهاجرين نحو رجال الأعمال وأصحاب الدخول المرتفعة.

هذا البرنامج، من ابتكار وزير التجارة هوارد لوتنيك، سيُسرّع دخول الأجانب القادرين على دفع رسوم المليون دولار، أو يُلزم أصحاب العمل بدفع ضعف هذا المبلغ لرعايتهم. في المكتب البيضاوي يوم الجمعة، انتقد لوتنيك إجراءات منح البطاقة الخضراء للمهاجرين الراغبين في الإقامة والعمل بشكل دائم في الولايات المتحدة، مُجادلاً بأنها تُؤدي إلى استقبال البلاد "الربع الأدنى" من العمال الأجانب.

وقال لوتنيك عن برنامج البطاقة الذهبية: "سنقوم فقط بقبول الأشخاص المتميزين في القمة".

تمثل هذه الخطوات أحدثَ سلسلةٍ من الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية لتضييق الخناق على الهجرة وفرض قيودٍ صارمةٍ جديدةٍ على أنواع الأجانب المسموح لهم بدخول البلاد. وتُهدد هذه الخطوات بتأثيرٍ كبيرٍ على القطاعات التي تعتمد بشكلٍ كبيرٍ على العمال الحاصلين على تأشيرة H-1B.

تأشيرة H-1B هي تأشيرة عمل صالحة لمدة ثلاث سنوات وقابلة للتجديد لثلاث سنوات أخرى. ويرى خبراء اقتصاديون أن هذا البرنامج يُمكّن الشركات الأمريكية من الحفاظ على تنافسيتها وتنمية أعمالها، مما يُسهم في خلق المزيد من فرص العمل في الولايات المتحدة.

وقال وزير التجارة هوارد لوتنيك للصحفيين في مكالمة هاتفية مساء الجمعة إن الإدارة توصلت إلى رسوم قدرها 100 ألف دولار سنويا، بالإضافة إلى تكاليف التحقق، بعد التحدث مع الشركات.

وأشار إلى أن هيكل الدفع لا يزال قيد المناقشة مع وزارة الأمن الداخلي، من حيث "ما إذا كنا سنقوم بتحصيل 300 ألف دولار مقدما أو 100 ألف دولار سنويا لمدة ثلاث سنوات".

لقد قيد ترامب الوصول إلى تأشيرات العمال الأجانب خلال فترة ولايته الأولى واستهدف برنامج H-1B في تصريحات سابقة - ولكن خلال حملة 2024، أشار إلى الانفتاح على منح بعض العمال المولودين في الخارج وضعًا قانونيًا إذا تخرجوا من جامعة أمريكية.

قطاع التكنولوجيا يدفع ثمن قرار ترامب 

وتستخدم العديد من الشركات تأشيرات H-1B لسد احتياجات قواها العاملة. لكن قطاع التكنولوجيا هو الأكثر ارتباطًا بتأشيرات H-1B. وتؤكد شركات التكنولوجيا، الكبيرة والصغيرة، حاجتها إلى برنامج H-1B لتوظيف كفاءات مدربة لا تجدها في بلدها.

وسبق لترامب أن عارض برنامج تأشيرات H-1B كجزء من برنامجه الانتخابي لتشجيع الشركات الأمريكية على إعطاء الأولوية للعمالة الأمريكية على توظيف العمال الأجانب. خلال حملته الانتخابية عام 2016، اتهم ترامب الشركات الأمريكية باستخدام تأشيرات H-1B "لغرض صريح يتمثل في استبدال العمال الأمريكيين بأجور أقل".

تابع موقع تحيا مصر علي