وجية» أقدم مزارعي الورق البردي بقرية القراموص بالشرقية : مهنة الأجداد ونسعي لإزدهارها
الورق البردي من النباتات الفرعونية القديمة التي ظهرت على ضفاف النيل منذ آلاف السنين، حيث كان يعتمد عليه الفراعنة في الكتابة، فمنذ بداية ظهوره بدأت النهضة الفكرية والحضارية والثقافية المصرية، وتعتبر قرية القراموص التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية من أشهر القري التي تحافظ على زراعة هذا الإرث التاريخي وتساهم في تصديره للخارج.
ويقول الأستاذ «وجيه» أقدم مزراعي نبات البردي بقرية القراموص، بأنه ورث المهنة عن والده منذ ما يزيد عن الخمسين عاماً، فهي مهنة أساسية لمعظم أبناء القرية، يعتمد عليها مئات الشباب والسيدات والرجال من أبناء القرية، مشيراً إلى أنها كانت مربحة منذ سنوات ولكن حاليا أصبح ربحها بسيط.
وأضاف الأستاذ «وجيه» بأن زراعة نبات البردي تبدأ من مساواة الأرض ثم رمي السماد فيها وتغميرها بالمياه، ثم يتم وضع الحبوب وتركه في الأرض لمدة ستة أشهر حتى يصبح النبات مناسب للاستخدام، مشيراً إلى أنه كل فترة لابد من وضع السماد في النبات حفاظا عليه حتى يصبح متين، كما لابد من ترك المياه أسفله، ولكن بعد مرور خمس سنوات لابد من تغيير الأرض.
وتابع الأستاذ «وجيه» بأنه يقوم بتقطيع نبات البردي من الأرض بعدما يصبح متين، بعدها تبدأ مرحلة تقطيعه بمقاسات حسب المطلوب، تليها خطوة تشريخ العود للتخلص من الغلاف الخارجي واستخدام الجزء الداخلي، حيث يتم وضعه في مياه بالكلور والبوتاس، وبعدها يتم رصه طبقات بالطول والعرض مع وضع قطعة قماش كفاصل بين كل ورقة، ثم يتم تجفيفه في ماكينة ضغط للتخلص من بقايا المياه.
وأردف الأستاذ «وجيه» بأن ورق البردي كان مربح في بداية صناعته، ولكن منذ عدة سنوات أصبح ربحه بسيط بسبب ارتفاع أسعار الورق الكرتون الذي يستخدم في التجفيف والكلور الذي يستخدم في غسل الورق البردي، مع ارتفاع أسعار العمال اليومية، وعلى الرغم من كل هذا لم ترتفع سعر الورقة في البيع، مطالبا وزارة السياحة بضرورة دعمهم حفاظا على الإرث التاريخي من الإندثار ودعم الشباب.
تطبيق نبض




