عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

فرنسا عاصمة الذكاء الاصطناعي الأورربي.. ووزير الاتصالات

تصدرت فرنسا مشهد الابتكار وسوق الذكاء الاصطناعي على مستوي قارة أوربا، بعد أن أعلنت جمعية "فرنسا الرقمية" وجود 751 شركة ناشئة تعمل فى هذا القطاع حتي نهاية 2024، بزيادة قدرها 27% مقارنة بعام 2023.

وجمعت الشركات الناشئة الفرنسية فى مجال الذكاء الاصطناعي ما يقرب من 13 مليار يورو منذ تأسيسها، منها 2 مليار يورو فى عام 2024 فقط.

استراتيجية مصر 

وفي مصر حددت الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي مجموعة من الاهداف الاستراتيجية طويلة المدي، ومزمع تحقيقعا خلال فترت تنفيذ الاستراتيجية (2025 - 2030) منها تكين وعدم إنشاء أكثر من 250 شركة ناجحة فى مجال الذكاء الاصطناعي داخل مصر.

وفي محور النظام البيئي قامت الدولة المصرية بطرح حزمة جديدة موسعة من مزايا الاحتضان المتكاملة للشركات الناشئة فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى مايو 2025، تشمل رفع قيمة الدعم النقدي والخدمات العينية للمشروعات الفائزة فى الدورة السابعة والاربعين من برنامج الحاضنات التكنولوجية Start IT لتصل الى 480 الف جنيه بدلاً من 180 الف جنيه لتعزيز قدرة رواد الاعمال على تنفيذ مراحل التطوير والنمو بكفاءة اعلي.

السوق المصري للذكاء الاصطناعي 
كشف تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء عن مفاجاة كبيرة فى سوق الذكاء الاصطناعي فى مواقع القطاعات المختلفة بسوق الذكاء الاصطناعي فى مصر.

أولاً : دلالات واحصائيات رقمية

شهد قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتصنيع الإلكترونيات تحولاً كبيرا ونمو بمقدار14.4% خلال العام المالي  ،2024/2023 ، مقارنة بـنحو8.4 % خلال العام المالي 2014/2013 كما ارتفعت مساهمة قطاع الاتصالات وتصنيع الإلكترونيات في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.8% خلال العام المالي 2024/2023مقارنة بـنحو 3% للعام المالي  ،2014/2013 فضًلا عن ذلك، زادت الاستثمارات العامة في القطاع بمقدار 45 ضعف، لتصل إلى 32.2 مليار جنيه خلال العام المالي 2024/2023 مقارنة بنحو  0.7 مليار جنيه خلال العام المالي 2014/2013 وهو ما يعكس تسارع دور القطاع الاتصالات مع نمو الذكاء الاصطناعي فى أخر 10 سنوات بشكل مزهل حول العالم.

ثانياً: تقرير وزارة الاتصالات 

كشف تقرير الكتاب السنوي لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لعام 2024 أن مصر أصبحت واجهة رائدة لخدمات تكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بنسبة 28 % من إجمالي عدد العاملين في قطاع الخدمات العالمي في هذه المنطقة، مع تضاعف إيرادات السوق بمعدل  1.6 مرة خلال ثلاث سنوات، كما تستضيف القاهرة ما بين  75%و85% من القوى العاملة الماهرة.

ثالثاً: توقعات سوق الذكاء الاصطناعي
كشف تقرير مجلس الوزراء أن قيمة سوق الذكاء الاصطناعي في الدولة المصرية بلغت 785 مليون دولار في عام ،2023 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 16% من عام 2019% إلى عام 2023 % ما يعزز  النمو إلى الالتزام المتزايد من الحكومة بتعزيز تبني الذكاء الاصطناعي في مختلف  القطاعات، مما يعزز تصنيف الدولة في مؤشر مهارات الذكاء الاصطناعي العالمي، ومن المتوقع أن تصل قيمة السوق إلى أكثر من  3.9مليارات دولار بحلول عام ،203.

دور وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 

الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ورئيس المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي يقوم بدور كبير فى ملف الذكاء الاصطناعي بشكل عام ويقوم بمحاولات عديدة فى كافة الملفات الخاصة بهذا الملف، ومع ذلك من خلال المتابعة للتقارير الصادرة عن سوق الذكاء الاصطناعي فى مصر نجد ان السوق فى مصر لا يوجد له هيكل واضح بمعني أدق لا يوجد توجه واضح للحكومة المصرية نحو سوق الذكاء الاصطناعي وما هي أولويات الدولة نحو توفير بيئة أكثر ابداعاً نحو مجال محدد وهو أمر مهم جدا للتميز والابتكار ويساعد أن تصبح مصر في سنوات قليلة تمتلك وتكون قادرة على الابتكار في مجال معين له الريادة على المستوي الإقليمي والدولي فيما بعد.

حيث نجد البرمجيات على سبيل المثال تهيمن على الصادرات فى السوق العالمي طبقا للتقارير الدولي حتي عام 2022 بنسبة 41.3% من حصة السوق وبتأثير واضح بمختلف قطاعات الاتصالات والبنوك والانشاءات والصناعات المختلفة وجاء في المركز الثاني في السوق العالمي الإبداعي البحث والتطوير والاعلانات وبحوث التسويق والهندسة المعمارية وكل قطاع من هؤلاء له سوق مميز بكل دول العالم يميزها دون غير .

ومن هنا لابد أن يكون للدولة المصرية عن طريق حكومة الدكتور مصطفي مدبولي والمجلس الوطني للذكاء الاصطناعي برئاسة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات توجهاً واضحا نحو سوق الذكاء الاصطناعي في مصر وتقسيمه بامتيازات واضحة لجذب الاستثمارات والريادة ومن هنا نقترح ونتسأل الاتي: 
لماذا لا يتم تقسيم سوق الذكاء الاصطناعي بامتيازات مختلفة بمعني أن توجه الدولة وتقسم السوق الى 4 قطاعات "الابداع في التعليم – الابتكار في تكنولوجيا الاتصالات – التنمية المستدامة في الطاقة – الاستدامة في الصناعة" وهكذا.. وكل قطاع يمتلك مجموعه من المجالات وتطرح الدولة امتيازات معينه لقطاع عن الاخر حتى يتم توجيه الشركات الناشئة الدخول فيه والاستفادة من هذه الامتيازات وبالتالي زيادة عدد الشركات في هذا القطاع ومجالاته يفيد مع الوقت في الابداع والتطوير والتأثير في الاقتصاد الإقليمي والعالمي وتصبح لمصر الريادة فيه؟
لماذا لا يتم عقد مؤتمر عالمي سنوي عن سوق الذكاء الاصطناعي في مصر لجذب المزيد من الشركات العالمية والشركات الناشئة للعمل في مصر؟.

أين دور المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي في نشر ثقافة سوق الذكاء الاصطناعي وجذب الشباب للعمل فيه وفي الاقتصاد الإبداعي الذي أصبح الذكاء الاصطناعي عامل مؤثر وقوي للنمو بهذا الاقتصاد الذي يطلق عليه الاقتصاد البرتقالي؟.

لماذا لا يقوم المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي برئاسة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بعمل جولات ترويجية خارجية لجذب الاستثمارات لسوق الذكاء الاصطناعي في مصر وعرض مميزات العمل في السوق في مصر والامتيازات التي سيحصلون عليها؟.
أخيراً اين الرؤية والرسالة لسوق الذكاء الاصطناعي في مصر وتطبيقها على ارض الواقع؟.
لماذا لا تطمح الحكومة أن تكون لديها استراتيجية واضحة أن مصر تصبح عاصمة سوق الذكاء الاصطناعي فى افريقيا والشرق الاوسط؟!

وبعد أن مصر تمتلك القدرة ومقومات النجاح حول انشاء سوق للذكاء الاصطناعي قوي في مصر يكون متميز ورائد دون غيره في الشرق الأوسط ويكون مؤثراً إقليميا ودولياً معتمداً على المناخ المستقر بداخلها والعمالة الماهرة بالإضافة الى حرص الدولة على نجاح مجال الذكاء الاصطناعي في مصر والذي يظهر دائما في توجهات وتصريحات رئيس الجمهورية.

أخيراً أن كل خطوة تتخذها الحكومة والدولة المصرية اليوم بشكل أكبر وفعال وبتخطيط وتنفيذ واعي بمجال الذكاء الاصطناعي ستكون بمثابة خطوات تختصر سنين طويلة في المستقبل الذي نريده أفضل للأجيال القادمة.

د. محمد كمال
باحث في مجال الذكاء الاصطناعي

تابع موقع تحيا مصر علي