عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

«فرنسا على حافة المجهول».. ماكرون في سباق مع الزمن لتجنب الانهيار السياسي بعد سقوط حكومته

ماكرون
ماكرون

قدم رئيس الوزراء الفرنسي  سيباستيان ليكورنو، اليوم الاثنين، استقالته وقبلها الرئيس الفرنسي  إيمانويل ماكرون وذلك  بعد أقل من 26 يوماً من توليه المنصب، مما يضع سيد الإليزيه أمام تحديات سياسية جديدة وسط مطالبات بإقالته من الحكم.

بين دعوات الاستقالة وغياب الأغلبية.. الرئيس الفرنسي يواجه أخطر اختبار منذ وصوله إلى الإليزيه عام 2017

وبحسب مراقبين سياسيين، تقلّصت أمام ماكرون الخيارات الممكنة إلى ثلاثة مسارات رئيسية:  

أما تقديم ماكرون استقالته، إلا أن هذا الخيار غير مطروح حالياً على الطاولة.

أو الخيار الثاني، وهو حل الجمعية الوطنية أي مجلس النواب والدعوة إلى انتخابات مبكرة، لكن هذه الخطوة لن تضمن له غالبية نيابية بل سيكون ذلك مغامرة جديدة.

أما الخيار الثالث فيكمن بتكليف شخصية جديدة لتشكيل الحكومة، لكن في هذه الحالة ستكون الكتلتين النيابيّتين الوازنتين من أحزاب اليسار وحزب أقصى اليمين، ستكونان بالمرصاد لأية حكومة لا تنفذ مطالبهما، ما يعني أما ينفذ ماكرون مطالبهم أو ستتعرض الحكومة الجديدة لنفس سيناريو سابقيها.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

 

استقالة الرئيس.. خيار مطروح على الطاولة

بعد سقوط الحكومة، تعالت الأصوات المطالبة باستقالة الرئيس ماكرون، خاصة من حزب فرنسا الأبية بزعامة جان لوك ميلانشون، فيما سبق وطالبت مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، الرئيس بأن "يستمع إلى ضميره" ويتنحى حفاظًا على فرنسا.

أزمة بلا ميزانية.. فرنسا في مأزق اقتصادي خطير

تأتي هذه الأزمة السياسية في وقت تعاني فيه فرنسا من عجز مالي هو الأعلى منذ سنوات، إذ بلغ 6.1% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2024، متجاوزًا التوقعات السابقة البالغة 4.4%.

ويحذر خبراء الاقتصاد من أن استمرار الانسداد السياسي سيؤدي إلى تراجع ثقة الأسواق، وإضعاف الموقف التفاوضي الفرنسي داخل الاتحاد الأوروبي.

وقال أحد المحللين: “كلما طال غياب حكومة مستقرة، تراجعت قدرة فرنسا على التفاوض مع شركائها الأوروبيين والأميركيين والصينيين، مما يرسل إشارات مقلقة إلى الأسواق المالية”

ماكرون بين البقاء والمناورة

يرى مراقبون أن ماكرون، المعروف بعناده السياسي وثقته العالية، لن يقدم استقالته قريبًا، بل سيحاول استثمار الوقت لإعادة ترتيب تحالفاته الداخلية وإقناع الرأي العام بأنه ما زال قادرًا على القيادة.

لكن في المقابل، تتزايد المخاوف من أن يطيل الرئيس الفرنسي أمد الأزمة من دون حلول ملموسة، ما قد يؤدي إلى إرهاق مؤسسات الدولة وتآكل الثقة الشعبية في النظام السياسي بأكمله

في ظل غياب أغلبية برلمانية، وارتفاع الغضب الشعبي، وتفاقم الأزمة الاقتصادية، يجد إيمانويل ماكرون نفسه اليوم أمام أخطر تحدٍّ في مسيرته السياسية

فبين خيار الاستقالة التي تطيح بنظامه، والمناورة التي قد تنقذه مؤقتًا، تبقى فرنسا عالقة في حلقة مفرغة من الانقسام والعجز والارتباك

وفي الوقت الذي تنتظر فيه أوروبا قيادة فرنسية قوية لمواجهة تحولات العالم، يقف ماكرون على مفترق طرق: إما أن يُعيد ترميم الثقة المفقودة، أو يسجل التاريخ نهاية مبكرة لولايته الثانية.

تابع موقع تحيا مصر علي