عاجل
الإثنين 15 ديسمبر 2025 الموافق 24 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

ترامب يختتم جولته الآسيوية بإصدار أمر إلى البنتاجون استئناف التجارب النووية.. ما السر وراء هذا الإعلان؟

ترامب
ترامب

أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليماته إلى البنتاجون بالبدء فوراً في تجارب الأسلحة النووية، ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع جولته الآسيوية والتي شملت ماليزيا، اليابان، كوريا الجنوبية، ولقاء مع عدد من قادة آسيا. 

أول تجربة نووية منذ عام 1992

وكتب ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال"، قائلاً: "نظرًا لبرامج التجارب النووية التي تُجريها دول أخرى، فقد أصدرتُ تعليماتي لوزارة الحرب بالبدء في اختبار أسلحتنا النووية على قدم المساواة. وستبدأ هذه العملية فورًا".

هذا الإعلان، جاء قبل أقل من ساعة من لقاء ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، الخميس، في مسعىً للتوصل إلى هدنة في الحرب التجارية. وكان هذا الاجتماع الأول بينهما منذ عام 2019.

أجرت الولايات المتحدة آخر تجربة نووية كاملة عام 1992، ولم يُعرف عن الصين وروسيا إجراء أي تجارب مماثلة منذ تلك الحقبة. وأثارت إشارة ترامب إلى "على قدم المساواة" غموضًا بشأن طبيعة تجارب الأسلحة التي قد تُجرى، أو ما إذا كان يشير إلى استعراضات قوة مماثلة لتلك التي أجرتها روسيا مؤخرًا.

ومنذ عام 1998، لم يؤكد أن أي دولة، باستثناء كوريا الشمالية، أجرت تجربة نووية تفجيرية كاملة. لكن دولًا نووية، مثل الولايات المتحدة، أجرت لاحقًا محاكاةً لانفجارات نووية باستخدام أجهزة كمبيوتر عالية القدرة، بالإضافة إلى تجارب فيزيائية نووية ذات صلة، واختبارات لصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وآليات رؤوس حربية، واختبارات "دون الحرجة" للمواد النووية، وذلك لضمان استمرارية ترساناتها.

وقال ترامب على متن الطائرة الرئاسية بعد اجتماعه مع شي إنه "يرغب في رؤية" نزع السلاح النووي، مضيفا أن الولايات المتحدة "تتحدث مع روسيا بشأن ذلك".

وأضاف " وسوف يتم إضافة الصين إلى هذه المجموعة إذا فعلنا شيئا"، دون الخوض في التفاصيل.

سباق التسلح النووى 

قالت وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي دوري يوم الخميس إن بكين تأمل أن تحترم الولايات المتحدة معاهدة منع الانتشار "وتتخذ إجراءات تساهم في السلام الإقليمي، وليس العكس".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون "نود التأكيد على أن الصين تظل ملتزمة بمسار التنمية السلمية، وتسعى إلى اتباع سياسات الأمن الوطني الدفاعية والسياسات الدبلوماسية الودية".

ويوم الأحد، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا اختبرت بنجاح صاروخها المجنح "الفريد" من نوعه، وهو صاروخ "بوريفيستنيك" المجنح النووي، القادر على حمل رأس نووي. ووصف الكرملين هذه التجربة بأنها جزء من جهود "ضمان الأمن القومي للبلاد". ووصف ترامب لاحقًا إعلان بوتين بأنه "غير لائق". وصرح سيرجي ريابكوف، أحد مساعدي بوتين المقربين، لوسائل إعلام روسية بأن موسكو أخطرت الولايات المتحدة مسبقًا بالتجربة.

إن توقيت اختبار صاروخ بوريفيستنيك الروسي جدير بالملاحظة، إذ يأتي في ظل تكثيف الكرملين لموقفه النووي وتوقف المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الحرب في أوكرانيا.

وقال بوتن يوم الأربعاء إن روسيا أجرت أيضا اختبارا لطوربيد نووي عملاق من طراز بوسيدون يقول محللون عسكريون إنه قادر على تدمير المناطق الساحلية عن طريق تفجير رأس نووي وإثارة موجات محيطية مشعة واسعة النطاق من شأنها أن تغمر المدن وتلوثها.

هل حقاً الولايات المتحدة أكبر تمتلك أسلحة نووية في العالم؟

وكان ترامب أشار في منشوره على موقع "تروث سوشيال" إلى أن الولايات المتحدة تمتلك أسلحة نووية أكثر من أي دولة أخرى، وهو ادعاء كرره خلال مؤتمره الصحفي على متن طائرة الرئاسة. وتمتلك روسيا حاليًا أكبر عدد من الأسلحة النووية المؤكدة، بأكثر من 5500 رأس نووي، بينما تمتلك الولايات المتحدة 5044 سلاحًا نوويًا، وفقًا للحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية .

أُجريت آخر تجربة نووية كاملة للولايات المتحدة، واسمها الرمزي "ديفايدر"، في 23 سبتمبر 1992 فيما يُعرف الآن بموقع نيفادا للأمن القومي. وفي العام نفسه، أعلن الرئيس آنذاك، جورج بوش الأب، وقفًا مؤقتًا للتجارب النووية تحت الأرض. ومع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة قادرة على استئناف التجارب في موقع نيفادا للأمن القومي.

رغم التصريحات المتكررة من موسكو وواشنطن حول رغبتهما في وقف سباق التسلح، لم يُحرز تقدم يُذكر. وقد انتقد الكرملين مؤخرًا مساعي ترامب لتطوير درع صاروخي - يُعرف باسم " القبة الذهبية" - يزعم أنه سيجعل الولايات المتحدة منيعة ضد أي هجوم.

وتشير التقارير إلى أن ترامب سعى خلال فترة ولايته الأولى إلى زيادة الترسانة النووية الأميركية "عشرة أضعاف".

في ديسمبر 2016، غرد قائلاً: "يجب على الولايات المتحدة أن تعمل على تعزيز وتوسيع قدراتها النووية إلى أن يعود العالم إلى رشده فيما يتصل بالأسلحة النووية".

تابع موقع تحيا مصر علي