عاجل
الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

دار السلام تشتعل.. الخارجية الأمريكية تحذّر مواطنيها وسط تصاعد الاضطرابات في تنزانيا

تنزانيا تشتعل بالاضطرابات
تنزانيا تشتعل بالاضطرابات

أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، مساء الخميس، تحذيراً عاجلاً لمواطنيها في تنزانيا، دعتهم فيه إلى البقاء في أماكنهم وتجنّب التنقل غير الضروري، مشيرةً إلى أن التحذير يأتي على خلفية ظروف أمنية متقلبة لم تُكشف تفاصيلها بالكامل.

 وأوضحت الوزارة أن السفارة الأمريكية في دار السلام تتابع الأوضاع عن كثب، بالتنسيق مع السلطات المحلية، لضمان سلامة الرعايا الأمريكيين، مؤكدةً أن التحديثات ستُصدر تباعاً مع تطور الموقف الميداني.

 احتجاجات غاضبة ومحاولات لاقتحام المطار


شهدت العاصمة التنزانية دار السلام، يوم الخميس، احتجاجات حاشدة تخللتها محاولات اقتحام مطار جولياس نيريري الدولي، بعد أن حاول متظاهرون منع شخصيات سياسية من مغادرة البلاد. وأفادت وكالة رويترز بأن شوارع العاصمة تحوّلت إلى نقاط اشتباك مفتوحة، حيث أغلق المحتجون الطرق الرئيسية ورفعوا لافتات تطالب بـ«استرجاع الوطن» ووقف ما وصفوه بـ«التزوير الانتخابي». وشهدت المدينة انتشاراً أمنياً كثيفاً، تخلله إطلاق الغاز المسيل للدموع، واستخدام الذخيرة الحية في بعض المواقع، ما دفع السلطات إلى فرض حظر تجول شامل بدأ من الساعة السادسة مساءً بالتوقيت المحلي.

 خلفية انتخابية مضطربة وأزمة شرعية سياسية


تأتي هذه الاضطرابات بالتزامن مع الانتخابات العامة المقررة في 29 أكتوبر، وسط اتهامات متصاعدة بأن العملية الانتخابية تفتقر إلى الشفافية والنزاهة، خاصة بعد استبعاد أبرز المعارضين وتزايد الشكوك حول تأثير الحزب الحاكم “تشاما تشا مابيندوزي” (Chama Cha Mapinduzi) في توجيه مسار الانتخابات. ويعتبر محللون أن محاولة اقتحام المطار تعكس مستوى الاحتقان الشعبي وتدل على أن الشارع التنزاني بات يرى في استمرار الحكم الحالي تجديداً قسرياً للسلطة، ما يهدد بانفجار سياسي واسع النطاق.

اختبار حاسم لاستقرار النظام في تنزانيا


بحسب مراقبين، تمثّل الأزمة الحالية اختباراً حقيقياً لقدرة النظام التنزاني على احتواء الغضب الشعبي وإعادة إنتاج شرعيته في بلد عرف بنموه الاقتصادي السريع لكنه يعاني من هشاشة في التحول الديمقراطي. ويُنظر إلى ما يجري في دار السلام باعتباره مؤشراً خطيراً على انزلاق البلاد نحو مرحلة من الاضطرابات السياسية والأمنية، مع تزايد المخاوف من أن يؤدي القمع المفرط إلى تصعيد جديد في الشارع واهتزاز الثقة في مؤسسات الدولة.

تابع موقع تحيا مصر علي