بعد إعلان الصحة العالمية نجاح مصر في القضاء عليه.. ما هو مرض "التراخوما"
مرض التراخوما.. تصدر مرض "التراخوما"محرك بحث جوجل خلال الساعات القليلة الماضية بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، أن مصر نجحت في القضاء على مرض "التراخوما" بوصفه من مشاكل الصحة العامة، لتصبح بذلك سابع دولة في إقليم شرق المتوسط تحقق هذا الإنجاز.
ما هو مرض التراخوما

كما أكدت المنظمة أنه بذلك ارتفع العدد الإجمالي للدول التي تخلصت من "التراخوما" على مستوى العالم إلى 27 دولة.
ويقدم لكم موقع تحيا مصر ابرز المعلومات عن التراخوما.. العدو الصامت المسبّب للعمى القابل للوقاية.
تُعدّ التراخوما، أو ما يُعرف بالحَثَر، من أخطر أمراض العيون المعدية في العالم، إذ تُصنَّف كأحد الأسباب الرئيسية للعمى الذي يمكن الوقاية منه. ويُقدَّر أن الملايين حول العالم ما زالوا يعانون من تبعاتها، خصوصًا في المناطق التي تعاني من ضعف في خدمات النظافة العامة والرعاية الصحية.
مرض قديم ما زال يحصد الأبصار
تنتج التراخوما عن عدوى بكتيرية تسببها بكتيريا المتدثرة الحثرية(Chlamydia trachomatis)، وهي بكتيريا شديدة العدوى تصيب بطانة العين والجفن. وعلى الرغم من الجهود العالمية لمكافحتها، فإن المرض لا يزال يشكل عبئًا صحيًا كبيرًا في العديد من الدول النامية.
طرق انتقال مرض "التراخوما"

تنتقل العدوى بطرق متعددة، أبرزها الاتصال المباشر بإفرازات العين أو الأنف من شخص مصاب، خاصة بين الأطفال الذين يُعتبرون المصدر الرئيسي لانتشار المرض داخل الأسر والمجتمعات. كما يمكن أن تنتقل العدوى بطريق غير مباشر من خلال استخدام الأدوات الملوثة، مثل المناشف، أو الملابس، أو حتى مستحضرات تجميل العين.
وفي البيئات الفقيرة بالنظافة، يلعب الذباب دورًا إضافيًا في نقل العدوى، إذ يلتقط البكتيريا من إفرازات المصابين وينقلها إلى الآخرين.
أعراض مرض التراخوما
تبدأ الإصابة عادةً بأعراض بسيطة تشبه الالتهابات العادية في العين، مثل الحكة، والاحمرار، وانتفاخ الجفن، والشعور بوجود جسم غريب داخل العين. ومع استمرار العدوى أو تكرارها دون علاج، يتفاقم الالتهاب مؤديًا إلى تكوّن ندبات داخل الجفن.
ومع مرور الوقت، قد تؤدي هذه الندبات إلى انقلاب الجفن نحو الداخل، في ظاهرة تُعرف باسم الشَعْرَة، حيث تحتك الرموش بالقرنية مسببة جروحًا وتلفًا تدريجيًا فيها، ما ينتهي أحيانًا بـ العمى الدائم.
المضاعفات: من التهاب بسيط إلى فقدان البصر
تتمثل أخطر مضاعفات التراخوما في:
تكوّن الندبات داخل الجفن نتيجة الالتهابات المتكررة.
انقلاب الجفن والرموش نحو الداخل مما يسبب تهيج القرنية.
تلف القرنية الذي يؤدي إلى تعتيمها.
وأخيرًا، العمى الكامل في حال عدم التدخل الطبي في الوقت المناسب.

الوقاية والعلاج: بين النظافة والمضادات الحيوية
يؤكد الأطباء أن الاكتشاف المبكر والعلاج بالمضادات الحيوية يمكن أن يوقف تطور المرض تمامًا، إذ تُستخدم أدوية مثل الأزيثرومايسين أو مراهم التتراسيكلين لعلاج العدوى في مراحلها الأولى.
أما في الحالات المتقدمة التي يحدث فيها تشوه بالجفن، فيلزم التدخل الجراحي لإصلاح موضع الرموش ومنع احتكاكها بالقرنية. كما يمكن اللجوء إلى زراعة القرنية أو العلاج بالليزر إذا تسبب المرض في تلف دائم للقرنية.
استراتيجية “SAFE”.. طريق القضاء على المرض
تتبع منظمة الصحة العالمية استراتيجية شاملة تعرف باسم SAFE، وهي اختصار لأربع خطوات:
Surgery (الجراحة): لعلاج الحالات المتقدمة من تشوه الجفن.
Antibiotics (المضادات الحيوية): للحد من العدوى النشطة.
Facial cleanliness (نظافة الوجه): للوقاية من انتقال البكتيريا.
Environmental improvement (تحسين البيئة): عبر توفير المياه النظيفة والصرف الصحي.
رغم أن التراخوما مرض يمكن الوقاية منه بسهولة، إلا أنه لا يزال يحرم الملايين من نعمة البصر بسبب الإهمال وضعف الوعي الصحي.
كما أن تعزيز النظافة الشخصية، وتحسين البيئة، وتوفير العلاج المجاني، هي مفاتيح القضاء على هذا المرض القديم الذي لا يزال يهدد العيون في القرن الحادي والعشرين.
الإصابة بمرض التراخوما
ويذكر أن الإصابة بمرض التراخوما ينتشر عالميًا، ويعاني نحو 80 مليون شخصًا من عدوى نشطة تسبب الإصابة بهذا المرض، وفي بعض المناطق، يتم الإصابة بالعدوى لما يصل من 60 إلى 90% من الأطفال.
ومن بين البالغين، يصيب النساء أكثر من الرجال، ويرجع ذلك على الأرجح إلى اتصالهم الوثيق بالأطفال.
ويسبب المرض ضعف البصر لدى 2.2 مليون شخص، منهم 1.2 مليون مصاب بالعمى التام، وتُعد التراخوما مشكلة صحية عامة في 38 دولة في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأمريكا الوسطى والجنوبية وأستراليا، وهناك 103 مليون شخص معرضون للخطر، نتيجة الإصابة بالتراخوما، الذي ينتمي إلى مجموعة من الأمراض تُعرف باسم أمراض المناطق الاستوائية المهملة.
تطبيق نبض