عاجل
الإثنين 15 ديسمبر 2025 الموافق 24 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

علاج ثوري يمحو أورام سرطان المثانة بالكامل لدى معظم المرضى

المثانة
المثانة

أعلن فريق بحثي دولي عن نجاح نظام دوائي جديد يحقق القضاء التام على الأورام لدى نسبة كبيرة من مرضى سرطان المثانة عالي الخطورة الذين لم تستجب أجسادهم للعلاجات السابقة. 
ويعتبر هذا الإنجاز نقلة نوعية في مواجهة أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا وتأثيرًا على جودة الحياة.


نظام TAR-200 الجديد

يعتمد علاج سرطان المثانة المبتكر على جهاز دوائي صغير على شكل معجنات البريتزل يُعرف باسم TAR-200، ويحتوي على دواء جيمسيتابين الكيميائي.

يتم إدخال هذا الجهاز إلى المثانة عبر قسطرة طبية دقيقة، حيث يطلق الدواء بشكل مستمر لمدة ثلاثة أسابيع لكل دورة علاجية.

هذه الطريقة تختلف تمامًا عن الأساليب التقليدية التي تبقى فيها الأدوية الكيميائية داخل المثانة لبضع ساعات فقط.


آلية العمل والتفوق على الطرق التقليدية

قال الدكتور سيا دانشمند، قائد الفريق البحثي من مركز كيك الطبي: "اكتشفنا أن بقاء الدواء لفترة أطول داخل المثانة يسمح له بالاختراق العميق للأنسجة السرطانية وتدمير أكبر عدد ممكن من الخلايا المصابة.

وقد أثبت هذا الأسلوب تفوقه الواضح على الطرق التقليدية في القضاء على الأورام".


نتائج الدراسة السريرية العالمية

شارك في الدراسة 85 مريضًا من 144 مركزًا طبيًا حول العالم، جميعهم كانوا يعانون من سرطان المثانة غير العضوي عالي الخطورة الذي لم يستجب للعلاج المناعي القياسي.

وكان الخيار المتبقي لهؤلاء المرضى هو الاستئصال الجراحي الكامل للمثانة، وهي عملية خطيرة تؤثر على جودة حياتهم بشكل كبير.

بعد العلاج الجديد كل ثلاثة أسابيع لمدة ستة أشهر، تلاه علاج دوري لمدة عامين، اختفت الأورام تمامًا لدى 70 مريضًا خلال ثلاثة أشهر، فيما ظل نصفهم تقريبًا خالٍ من المرض بعد مرور عام كامل.

وأكد الباحثون أن الآثار الجانبية كانت طفيفة مقارنة بالعلاجات الكيميائية التقليدية.


مقارنة مع الجمع بين العلاج المناعي

وجد الباحثون أن الجمع بين TAR-200 ودواء مناعي آخر يُعرف باسم cetrelimab لم يكن بنفس فاعلية TAR-200 وحده، بل تسبب في زيادة الأعراض الجانبية.


آفاق مستقبلية لعلاج السرطان

يشير الخبراء إلى أن نجاح TAR-200 يفتح آفاقًا جديدة لعلاج السرطان عبر الإطلاق الدوائي البطيء، ويزيد الأمل في تطوير علاجات أكثر فاعلية وأقل ضررًا للمرضى حول العالم.
يواصل الفريق مراقبة المشاركين في الدراسة لمدة عام إضافي، فيما تم إغلاق باب التسجيل للمرحلة الحالية.

هذا العلاج قد يكون بمثابة خطوة ثورية في مجال الأورام، حيث يوفر خيارًا آمناً وفعالاً للمرضى الذين كانت خياراتهم العلاجية محدودة جدًا، ويعزز إمكانية تحسين نتائج العلاج دون اللجوء إلى التدخلات الجراحية الكبرى.
 

تابع موقع تحيا مصر علي