عادل إمام يحكي عن بداياته: لم أملك ثمن تذكرة الاتوبيس.. ومكنش في جيبي مليم
يُعدّ الفنان الكبير عادل إمام واحدًا من أهم رموز الفن العربي، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن رحلة صعوده بدأت من تحت الصفر حرفيًا، وبخطوات طويلة كان يقطعها سيرًا على الأقدام كل ليلة.
بدايات عادل إمام
لم يكن الشاب عادل يمتلك ثمن تذكرة الأتوبيس، وفقا لحوار سابق مع عادل إمام رصده موقع تحيا مصر، ومع ذلك لم يشعر يومًا أن فقره يمثل عائقًا أمام حلمه، كان يعمل في مسرح التلفزيون بالقطعة مقابل خمسين قرشًا في الليلة، مبلغ لا يكاد يكفي لأي شيء، لكنه كان يعتبره بداية الطريق نحو عالم الفن الذي طالما حلم به، كان يعود كل ليلة من منطقة الأوبرا بميدان العتبة إلى بيت أسرته مشيًا، لا لأن المشي كان متعة، بل لأن جيبه كان خاليًا تمامًا.

ورغم هذه الظروف، لم يهتز إيمانه بنفسه لحظة واحدة، كان يشعر بسعادة داخلية غريبة، لأنه كان يعرف بعمق أن الطريق الصعب الذي يسلكه هو نفسه الطريق الذي سيصنع منه فنانًا مختلفًا عن الآخرين.
مصروف عادل إمام
كان الفقر بالنسبة له حافزًا، لا عائقًا. يقول إنه كان يتمسك بأحلامه أكثر كلما واجهته ظروف قاسية، وكان يعتز بشخصيته ويؤمن بقيمته حتى وهو مفلس ولا يملك مليماً واحدًا.
واستمرت هذه الروح العنيدة معه خلال سنوات الجامعة، كان يتقاضى أربعة جنيهات فقط كمكافأة من الجامعة، مبلغ لا يكفي طالبًا صغيرًا، لكنه كان يتعامل معه كما لو كان ثروة صغيرة.
فلسفة عادل إمام مع الفقر
لم يكن يدّخر شيئًا منها، بل كان يسارع لشراء قميص جديد أو تناول وجبة “فخيمة” من وجهة نظره في ذلك الوقت. لم يكن يفكر لحظة في الثراء أو جمع المال، فقد كانت أولوياته بسيطة وواضحة: أن تبدو ملابسه نظيفة وأنيقة، وأن يأكل جيدًا، وأن يحافظ على كرامته قبل أي شيء.
ولم تختلف هذه الفلسفة عندما تحوّل لاحقًا إلى نجم تتصدر أفلامه شباك التذاكر، ويحصل على الملايين بدلًا من الخمسين قرشًا. ظل يرى أن القيمة الحقيقية للإنسان ليست في حجم المال الذي يجنيه، بل في مبادئه وثقته بنفسه والكرامة التي يحملها أينما ذهب. ويحمد الله دائمًا أنه ظل الشخص نفسه في الفقر والغنى، وأن الظروف لم تغيّر جوهره.
تلك البدايات الصعبة لم تكن مجرد مرحلة عابرة، بل كانت أساسًا صلبًا بنى عليه عادل إمام رحلته الفنية الطويلة، فالشاب الذي سار ليلًا لأنه لم يملك ثمن التذكرة أصبح لاحقًا “الزعيم” الذي يملأ اسمه العالم العربي كله. وهكذا تحولت خطوات المشي الطويلة من العتبة إلى البيت إلى خطوات ثابتة نحو المجد، وصارت قصة كفاحه واحدة من أكثر القصص إلهامًا في تاريخ الفن.
تطبيق نبض




