تفاصيل ترميم 100 أسطوانة نادرة للشيخ محمد رفعت لم تُذع من قبل
وجَّه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بالبدء الفوري في ترميم مائة أسطوانة نادرة تضم تسجيلات غير منشورة من تلاوات الشيخ محمد رفعت، الملقّب بـ قيثارة السماء، وذلك خلال لقائه بالسيدة هناء حسين رفعت حفيدة الشيخ الراحل بمشيخة الأزهر.
وتعد هذه الأسطوانات من أندر ما عُثر عليه من تراث الشيخ رفعت، وتمثل نسبة كبيرة من تسجيلاته، حيث سيتيح ترميمها استعادة ما يقرب من 70% من قراءة الشيخ محمد رفعت للمصحف الشريف بجودة تحفظ قيمته التاريخية وروحانيته الخاصة.
الأزهر يدرس مشروعًا شاملًا لحفظ تراث كبار المقرئين
وأكد الإمام الأكبر أن الأزهر الشريف ملتزم التزامًا كاملًا بصون تراث الشيخ محمد رفعت ونشره بالصورة التي تليق بمكانته كأيقونة من أيقونات دولة التلاوة في مصر والعالم الإسلامي.
وأشار فضيلته إلى أن حفظ التراث القرآني مسؤولية تاريخية يقوم بها الأزهر منذ نشأته، موجّهًا ببدء دراسة مشروع وطني شامل لحفظ تراث كبار المقرئين، يتضمن حصر وجمع التلاوات التي لم تُنشر بعد، والتنسيق مع الجهات المختصة لإعادة إحيائها وإتاحتها للأجيال القادمة.
ويأتي هذا التوجّه في إطار خطة الأزهر لتعزيز الهوية القرآنية وصون إرث القرّاء والمقرئين الذين شكّلوا مدرسة خالدة في فن التلاوة عبر العقود.
الشيخ محمد رفعت، واحد من أعظم الأصوات في تاريخ التلاوة القرآنية، يُعد رمزاً من رموز الفن القرآني الأصيل في مصر والعالم الإسلامي. وُلد رفعت في القاهرة عام 1882، وامتاز منذ صغره بموهبة استثنائية في حفظ وتجويد القرآن الكريم، ما أهله ليصبح من أبرز القراء في القرن العشرين. عُرف صوته العذب والجميل الذي يمزج بين القوة والرقة، وجعل كل آية تنبض بروحانية خاصة.
ساهم رفعت في نشر القرآن الكريم عبر أسطواناته التي سجلها منذ بدايات الصوتيات، ما مكّنه من الوصول إلى قلوب ملايين المسلمين حول العالم. كما لعب دوراً مهماً في تعليم القراء الجدد وتطوير أساليب التلاوة. ورغم مرور عقود على رحيله عام 1949، يظل إرثه القرآني خالداً، يُستمع إليه بإعجاب ويُدرّس في المعاهد القرآنية، ليظل صوت الشيخ محمد رفعت علامة مضيئة في تاريخ تلاوة القرآن الكريم.
تطبيق نبض

