أسعار السكر تهبط إلى 28–35 جنيهًا بعد 25 شهرًا من الصعود القياسي
في عالم تتقلب فيه الأسعار بسرعة، يشهد سوق السكر المصري تحولًا لافتًا، حيث تنهار الأسعار بعد موجة ارتفاع حادة، ليصبح المستهلك على موعد مع مرحلة من الاستقرار غير المسبوق، وسط إنتاج محلي قياسي واستيرادات ضخمة من الخارج.
إنتاج محلي قياسي واستيرادات ضخمة من الخارج
شهدت الأسواق المصرية مؤخرًا انخفاضًا ملحوظًا في أسعار السكر، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ نوفمبر 2023، وهو ما يمثل نهاية فترة التضخم الحاد التي شهدتها الأسعار في العام الماضي، وحاليًا، يتراوح سعر الكيلو بين 28 و35 جنيهًا، وفقًا لتقلبات العرض والطلب في مختلف المحافظات، بعد أن وصل في وقت سابق إلى 60 جنيهًا للكيلو نتيجة أزمة نقص المعروض التي بدأت في أكتوبر 2023.
استيرادات ضخمة تجاوزت 750 ألف طن خلال العام الماضي
وتأتي هذه التراجعات مدعومة بالإنتاج المحلي القياسي الذي بلغ نحو 2.964 مليون طن في موسم 2025-2026، بزيادة 34% عن الموسم السابق، إلى جانب استيرادات ضخمة تجاوزت 750 ألف طن خلال العام الماضي، لتلبية احتياجات القطاعين العام والخاص.
وقد ساعدت هذه الكميات الكبيرة على تهدئة الأسعار، فيما فرضت الحكومة حظرًا مؤقتًا على استيراد السكر المكرر لمنع زيادة المعروض بشكل قد يؤثر على الصناعة المحلية.
تقليص السعر الاسترشادي لتوريد البنجر من 2400 إلى 2000 جنيه للطن هذا الموسم
في الوقت نفسه، انخفضت المساحات المزروعة بمحصول بنجر السكر بنسبة 11.5% خلال الموسم الحالي لتصل إلى نحو 558 ألف فدان حتى الأسبوع الثالث من نوفمبر، مقارنة بـ630 ألف فدان الموسم الماضي، ويأتي هذا التخفيض ضمن خطة الدولة لضبط الإنتاج بعد المستويات القياسية السابقة، مع تقليص السعر الاسترشادي لتوريد البنجر من 2400 إلى 2000 جنيه للطن هذا الموسم، بهدف تحقيق توازن بين الإنتاج والاستهلاك.
كما تشير التقديرات إلى أن امتداد موسم الزراعة وتأخره قد يقلل من إنتاجية السكر من البنجر، حيث قد تحتاج المساحات المتأخرة في الزراعة إلى نحو 15 طن بنجر لإنتاج طن واحد من السكر، مقارنة بـ7 أطنان في المواعيد الطبيعية، ما يقلل القيمة الاقتصادية للمحصول ويؤثر على أرباح المزارعين.
ويشهد سوق السكر المصري مرحلة جديدة من الاستقرار بعد ارتفاعات قياسية استمرت لأكثر من عامين، حيث تراجع سعر الكيلو إلى نطاق 28–35 جنيهًا. هذا الانخفاض جاء نتيجة تضافر عاملين رئيسيين: الإنتاج المحلي القياسي الذي بلغ نحو 2.964 مليون طن، واستيرادات ضخمة تجاوزت 750 ألف طن، وهو ما وفر المعروض الكافي لتلبية احتياجات السوق.
على الجانب الآخر، تقلصت مساحات زراعة بنجر السكر بنسبة 11.5% في الموسم الحالي، ما يعكس خطة الدولة لضبط الإنتاج بعد مستويات قياسية سابقة، مع تقليل السعر الاسترشادي للطن لضمان توازن السوق.
ورغم ذلك، يظل التحدي قائمًا بالنسبة للإنتاجية في المساحات المتأخرة، حيث يحتاج إنتاج طن واحد من السكر إلى كميات أكبر من البنجر، ما قد يقلل من القيمة الاقتصادية للمحصول. السوق يتجه الآن نحو استقرار نسبي، مع مراقبة دقيقة لتقلبات الأسعار مستقبلًا.
جوجل نيوز
تطبيق نبض
