عاجل
الإثنين 08 ديسمبر 2025 الموافق 17 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

عاصفة التسريبات… كيف تهزّ صورة الأسد فى الإعلام؟

تسريبات بشار الأسد
تسريبات بشار الأسد

شهدت الأيام الأخيرة موجة كبيرة من الحديث على منصات التواصل حول مجموعة من التسريبات المتداولة التي نُسبت إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وهي تسريبات لم تؤكّدها أي مصادر رسمية، لكنها مع ذلك خلقت مساحة ضخمة من الجدل عبر الإعلام العربي والعالمي، حيث أعاد هذا النقاش تسليط الضوء على الطريقة التي تتحول بها المواد غير الموثقة إلى قضايا رأي عام تُناقَش بكثافة، وتؤثر في مزاج المتابعين، خاصة في ظل بيئة إعلامية تتسارع فيها الأخبار ويتراجع فيها التثبت من صحتها، مما يجعل التسريبات – الموثوقة منها وغير الموثوقة – عاملاً مركزيًا في تشكيل الانطباعات العامة.

بين واقع السياسة وضجيج المنصات


وتأتي هذه التسريبات في لحظة إقليمية شديدة التعقيد، حيث تتداخل فيها الملفات الأمنية والعسكرية مع التحالفات الدولية، وتتشابك فيها مصالح أطراف متعددة، ما يمنح أي مادة إعلامية تحمل اسم الأسد وزنًا مضاعفًا وتأثيرًا خاصًا، وتجعل المتلقي يتساءل عن مدى واقعية ما يسمعه، وكيف يمكن للمواد المنتشرة – حتى لو كانت غير مؤكدة – أن تُستخدم في إطار صراع السرديات بين أطراف عديدة، كل منها يسعى لفرض روايته حول الوضع السوري ومساراته المستقبلية، وهو ما يعكس صراعًا إعلاميًا لا يقل حدة عن الصراع السياسي نفسه.

دور الإعلام في صناعة المشهد


ولعلّ ما تضيفه هذه التسريبات إلى المشهد هو كشفها عن حجم الدور الذي يلعبه الإعلام الجديد في إعادة تشكيل مراكز التأثير، 

خلاصة تحليلية

إنّ موجة التسريبات المتداولة حول الأسد، بصرف النظر عن صحتها، تُظهر كيف أصبحت المعلومات – سواء كانت دقيقة أو مجرد شائعات – جزءًا من أدوات الصراع الإعلامي والسياسي، وكيف يتحول الحديث عنها إلى مساحة مفتوحة للتأويل، وصنع الانطباعات، وتشكيل الرأي العام في عالم لم يعد يمنح للمعلومة وقتًا كافيًا للتحقّق قبل انتشارها.

انعكاسات التسريبات على مستقبل المشهد السوري


وتثير هذه التسريبات – رغم عدم تأكيدها – نقاشًا واسعًا حول انعكاساتها المحتملة على المشهد السوري الذي يمرّ أساسًا بمرحلة حساسة تتداخل فيها الضغوط الاقتصادية المتصاعدة مع التحديات الأمنية والسياسية، حيث يرى محللون أن انتشار مثل هذه المواد قد يُستخدم لإعادة ترتيب موازين القوى داخل البيئة المحلية أو الإقليمية، خاصة في ظل وجود أطراف تستثمر في كل معلومة أو شبه معلومة لتحسين موقعها التفاوضي أو لتعزيز روايتها في ملفات عالقة تتعلق بإعادة الإعمار، وخريطة النفوذ، والعلاقات مع الدول الكبرى، مما يجعل التسريبات – حتى وإن بدت عابرة – جزءًا من لعبة أكبر تتقاطع فيها المصالح وتتصادم فيها الرؤى حول مستقبل سوريا ومسارها القادم.

تابع موقع تحيا مصر علي