عاجل
الخميس 11 ديسمبر 2025 الموافق 20 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

«تنازلات مقابل وقف الحرب».. زيلينسكي: أي تسوية بشأن الأراضي يجب أن تحسم عبر استفتاء شعبي

زيلينسكي
زيلينسكي

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن أي حلول إقليمية لإنهاء الحرب الروسية يجب أن يقررها الشعب الأوكراني، إما من خلال الانتخابات أو الاستفتاء، يأتي ذلك وسط ضغوط من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقناع كييف الموافقة على الشروط المقدمة على طاولة المفاوضات من أجل إنهاء النزاع المستمرة لقرابة 4 أعوام. 

زيلينسكي: أي تسوية بشأن الأراضي يجب أن تحسم عبر انتخابات أو استفتاء

قال زيلينسكي: "يريد الروس دونباس بأكملها - نحن لا نقبل ذلك.. أعتقد أن الشعب الأوكراني سيجيب على هذا السؤال. سواء كان ذلك في شكل انتخابات أو استفتاء، يجب أن يكون للشعب الأوكراني رأي."

طالبت موسكو أوكرانيا بسحب قواتها من منطقة دونباس الشرقية ، بما في ذلك أجزاء من منطقتي دونيتسك ولوجانسك التي لم تنجح القوات الروسية في الاستيلاء عليهما خلال الحرب.

يأتي ذلك فيما قال المستشار الألماني فريدريش ميرز إن مسودة خطة السلام الأخيرة لأوكرانيا قد تم تقديمها إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - بما في ذلك اقتراح بشأن التنازلات الإقليمية التي قد تكون كييف مستعدة لتقديمها. لكن ميرز سلط الضوء على أن القضية الإقليمية هي "مسألة يجب أن يجيب عليها في المقام الأول الرئيس الأوكراني والشعب الأوكراني".

وأشار ميرز قائلاً: "لقد أوضحنا هذا الأمر أيضاً للرئيس ترامب".

في الأسابيع الأخيرة، عمل القادة الأوروبيون بشكل وثيق مع أوكرانيا للتوصل إلى نسخة جديدة من خطة السلام التي تراعي مصالح ومخاوف كييف. ويبدو أن ترامب قد شعر بالإحباط من تعقيدات مسألة السيادة على الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا.

نظراً لأن فريقه التفاوضي قد عمل سابقاً بشكل وثيق مع موسكو، يخشى حلفاء كييف الأوروبيون أن يسعى الرئيس الأمريكي في نهاية المطاف إلى فرض حل تقوده روسيا على أوكرانيا.

سلام أم استسلام.. ؟! 

وقال ميرز في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس حلف شمال الأطلسي مارك روته: "سيكون من الخطأ إجبار الرئيس الأوكراني على قبول سلام لن يقبله شعبه بعد أربع سنوات من المعاناة والموت".

وأضاف أنه في المكالمة الهاتفية "البناءة" التي جرت يوم الأربعاء مع ترامب، أوضح هو ورئيس الوزراء الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن الأوروبيين بحاجة إلى أن تُسمع مصالحهم أيضاً.

من جانبه، قال ترامب إن المشاركين "ناقشوا أوكرانيا بعبارات شديدة اللهجة"، وأضاف أنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيحضر اجتماعاً في أوروبا. وقال: "لا نريد إضاعة الوقت".

لطالما أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى استعداده للتحدث مع ترامب مباشرة لمناقشة النقاط العالقة في الاتفاق، لكن الرئيس الأمريكي أشار إلى ضرورة تسوية جميع القضايا قبل عقد مثل هذا الاجتماع.

تُعدّ المسألة الإقليمية من أكثر المسائل تعقيداً. تطالب روسيا أوكرانيا بالانسحاب الكامل من أجزاء منطقتي لوجانسك ودونيتسك الشرقيتين التي لا تزال تسيطر عليها، وهو أمر ترفضه كييف، من حيث المبدأ، ولأنها تخشى أن يمنح ذلك موسكو موطئ قدم لغزوات مستقبلية.

قال زيلينسكي في وقت سابق من هذا الأسبوع: "ليس لدينا أي حق قانوني في [التنازل عن الأراضي]، بموجب القانون الأوكراني ودستورنا والقانون الدولي. وليس لدينا أي حق أخلاقي أيضاً".

في ظل النشاط الدبلوماسي المحموم رفيع المستوى الذي شهده الأسبوعان الماضيان بين المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين والأوكرانيين، مع صدور بيانات متكررة من جميع الأطراف، التزمت موسكو الصمت بشكل ملحوظ.

لافروف يشيد بوساطة ترامب 

يوم الخميس، أشاد وزير الخارجية سيرجي لافروف بترامب لمحاولته التوسط في التوصل إلى اتفاق، وقال إن الاجتماع الأخير بين فلاديمير بوتين والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في الكرملين قد "أزال" "سوء الفهم" الذي نشأ منذ قمة ترامب وبوتين في ألاسكا الصيف الماضي.

وذكر لافروف أن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا في ذلك الوقت على أن تعود أوكرانيا إلى وضع عدم الانحياز والحياد وخلوها من الأسلحة النووية.

كما رفض وزير الخارجية الاقتراحات التي تفيد بإمكانية منح كييف ضمانات أمنية في شكل قوات أجنبية متمركزة في أوكرانيا.

وقال لافروف: "هذه عودة أخرى إلى المنطق المحزن لما يسمى بصيغة السلام التي طرحها زيلينسكي"، مضيفاً أن موسكو قدمت للولايات المتحدة مقترحات "إضافية" بشأن الأمن الجماعي وأن روسيا مستعدة لتقديم ضمانات قانونية بعدم مهاجمة دول الناتو أو الاتحاد الأوروبي.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، صرّح زيلينسكي بأنه مستعد لإجراء انتخابات إذا ما ضمنت الولايات المتحدة والدول الأوروبية أمن أوكرانيا خلالها. وكان من المقرر أن تنتهي ولايته الرئاسية التي تمتد لخمس سنوات في مايو 2024، إلا أن الانتخابات معلقة في أوكرانيا منذ إعلان الأحكام العرفية عقب الغزو الروسي الشامل في فبراير 2022.

تابع موقع تحيا مصر علي