مرافعة النيابة في قضية "منشار الإسماعيلية" : شيطان من الإنس وشيطان من الجان اجتمعا على القتل
في مرافعة وُصفت بالأقسى والأشد وقعًا، استعرضت النيابة العامة أمام محكمة الجنايات بالإسماعيلية تفاصيل جديدة وصادمة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«قضية المنشار»، مؤكدة أن المتهم خطط لجريمته في وضح النهار وبدم بارد، مستعينًا – على حد وصفها – بـ«شيطانه الإلكتروني» عبر برامج الذكاء الاصطناعي.
تخطيط بالذكاء الاصطناعي وتنفيذ حرفي للجريمة
كشفت النيابة أن المتهم استخدم هاتفه المحمول للوصول إلى برنامج ذكاء اصطناعي (ChatGPT)، ووجه له سلسلة من الأسئلة: «كيف أقتل؟ كيف أتخلص من الجثة؟ كيف أخفي الحمض النووي؟ وكيف أضلل الشرطة؟».
وبحسب النيابة، تلقى المتهم ردودًا شكّلت «خطة شيطانية» كاملة نفذها على أرض الواقع، بدأت بدافع حقد نفسي وغيرة دراسية بينه وبين المجني عليه «النابغ المتفوق»، في مقابل «راسب وفاشل» – كما وصفت النيابة.
لحظات تنفيذ الجريمة.. من الخنق إلى التمثيل بالجثمان
تحت قاعة مترقبة، قدم ممثل النيابة عرضًا تفصيليًا للحظات الجريمة داخل غرفة المتهم، موضحًا أنها بدأت بمحاولة خنق المجني عليه، ثم تهشيم رأسه باستخدام مكواة ملابس لإسكات استغاثاته التي سمعها شقيقا المتهم فهربا مذعورين.
وتابعت النيابة: بعد القتل، استخدم المتهم «صاروخًا كهربائيًا» لتمزيق الجثمان إلى ستة أجزاء، ثم أقدم على فعل مروّع باختياره قطعًا من لحم الفخذ والبطن وطهيها وتناولها، محاكيًا أحداث مسلسل «Dexter» الذي تأثر به بشدة.
«خطر الشاشة».. رسالة النيابة للمجتمع
المرافعة تحولت إلى رسالة تحذير واضحة للأهالي، إذ قال ممثل النيابة: «الخطر صار يسكن البيوت لا يحمل خنجرًا، بل شاشة، تعلم أبناءكم الفساد إن غاب عنهم الرقيب».
وأكدت النيابة أن المتهم حاول طمس آثار الجريمة باستخدام البخور لإخفاء الروائح، قبل أن يوزع الأشلاء داخل أكياس قمامة بمناطق مهجورة.
دفاع المتهم يطلب الطب النفسي ويشكك في رواية النيابة
على الجانب الآخر، قدم فريق الدفاع عن المتهم برئاسة الدكتور أحمد محمد حمد، مذكرة طلبات واسعة تضمنت ضرورة عرض المتهم على الطب النفسي، وتفريغ الأحراز الإلكترونية، واستدعاء ضباط وشهود لإعادة تقييم ظروف الواقعة.
واستند الدفاع إلى وجود خلافات سابقة وأفعال منسوبة للمجني عليه، مستشهدًا بتحريات النقيب محمود طارق شامله والرائد أحمد جمال، إضافة إلى طلب شهادة ثلاثة طلاب من دائرة المجني عليه.
كما ركز الدفاع على ما سمّاه «عقدة ديكستر»، معتبرًا أن السلوكيات التي ارتكبها المتهم – من طهي أجزاء من الجسد وتصوير الدم – تشير إلى خلل نفسي يستوجب تقييمًا متخصصًا، رغم تأكيد الطب الشرعي سابقًا على تمتع المتهم بوعي كامل وإدراك تام.
تأجيل القضية
واختُتمت الجلسة بقرار المحكمة تأجيل نظر القضية إلى جلسة 20 يناير 2026 لاستكمال الإجراءات، وسط اهتمام واسع من الرأي العام وتوقعات بمرافعات أكثر شدة في الجلسات المقبلة.
تطبيق نبض





