عاجل
السبت 13 ديسمبر 2025 الموافق 22 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

الاستخبارات الدنماركية تصنف أمريكا «تهديدًا أمنيًا» وتكشف استخدام القوة الاقتصادية والعسكرية لفرض إرادتها

ترامب - ذا أتلانتيك
ترامب - ذا أتلانتيك

أفاد تقرير سنوي صادر عن جهاز الاستخبارات الدفاعية الدنماركي لعام 2025 بأن الولايات المتحدة الأميركية، تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، تستخدم قوتها الاقتصادية لفرض إرادتها حتى على حلفائها، مع تهديد محتمل باستخدام القوة العسكرية كأداة للضغط في السياسة الخارجية. 

أميركا تحوّلت إلى تهديد أمني محتمل لأوروبا

ووصف التقرير الولايات المتحدة لأول مرة بأنها “مصدر تهديد أمني محتمل”، مشيرًا إلى أن واشنطن لم تعد تستبعد استخدام قوتها العسكرية ضد أصدقاء وشركاء، وهو تطور أثار قلق دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بوجه خاص. 

ترامب - ذا أتلانتيك

القوة الاقتصادية كأداة ضغط دولي

وحسب التقييم، تعتمد الولايات المتحدة على الضغوط الاقتصادية، بما في ذلك التهديد بفرض تعريفات جمركية عالية، لفرض إرادتها السياسية والاقتصادية، مما يعكس تحوّلًا نحو استخدام النفوذ الاقتصادي كبديل أو مكمل للنفوذ العسكري. 

تغير الأولويات الاستراتيجية الأميركية

ويشير التقرير إلى أن الأولوية الاستراتيجية للولايات المتحدة أصبحت محورية في التنافس مع الصين وتقليص نفوذها في المناطق الحيوية، خاصة في جوارها الأقرب، ما يعكس انتقال التركيز من التحالفات التقليدية إلى شراكات ثنائية تخدم المصالح الأميركية الخاصة. 

تزايد التوترات في القطب الشمالي وغرينلاند

كما سلّط التقرير الضوء أيضًا على أهمية القطب الشمالي الاستراتيجية المتزايدة، مع توثيق اهتمام أميركي متزايد بغرينلاند  الجزء ذي الحكم شبه الذاتي من الدنمارك — مما أثار خلافات بين الكيانات المشاركة في المنطقة. 

انعكاسات على التحالفات الدولية

تشير المخرجات إلى أن الكثير من الدول خارج الغرب باتت تختار شراكات استراتيجية مع الصين أو تبحث عن توازن بين القوى العظمى بدل الاعتماد المطلق على الولايات المتحدة، ما يمثل انعكاسًا لتراجع الثقة في الدور التقليدي للولايات المتحدة كضامن أمني عالمي. 

يمثل تقرير الاستخبارات الدنماركي تحولًا في السرد الدولي حول دور الولايات المتحدة على المسرح العالمي؛ فبدل أن يُنظر إليها كمصدر للضمان الأمني والداعم للتحالفات الجماعية، بات يُنظر إليها في بعض الدوائر كقوة تسعى إلى فرض إرادتها الاقتصادية والسياسية  وحتى العسكرية  على الجميع. يعكس هذا التحوّل تغيّرًا عميقًا في بنية النظام الدولي، حيث تتراجع الهيمنة الأميركية التقليدية لصالح تنافس متعدد الأقطاب، وتصبح العلاقات الأمنية والاقتصادية أكثر تقلبًا، مع تنامي خيارات الدول بين القوى الكبرى، ولا سيما في أوروبا وآسيا والقطب الشمالي.

وبينما يقدم التقرير رؤية دنماركية تحدد تهديدًا أمنيًا ناشئًا، فإنه يفتح باب تساؤلات أوسع عن مدى قدرة التحالفات التقليدية (كالناتو) على الصمود، ومستقبل الاستقرار الدولي في ظل تصاعد النزعة الأحادية والضغوط الاقتصادية والعسكرية في العلاقات بين الدول الكبرى.

تابع موقع تحيا مصر علي