عاجل
الإثنين 15 ديسمبر 2025 الموافق 24 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

الزعيم وافق في 5 دقايق.. قصة زواج مصطفى متولي من شقيقة عادل إمام

زواج مصطفى متولي
زواج مصطفى متولي وشقيقة عادل إمام

مع وفاة شقيقة عادل إمام اليوم، زوجة الفنان الراحل مصطفى متولي، تستدعي الذاكرة حكاية بدأت بالصدفة، وانتهت بعائلة امتزج فيها الفن بالأصالة، والنجومية بالبساطة، في توقيتٍ يختلط فيه الحزن بالحنين، تعود إلى الواجهة واحدة من أكثر قصص الزواج إنسانية ودفئًا في الوسط الفني.

قصة زواج مصطفى متولي وشقيقة عادل إمام

لم تكن قصة زواج مصطفى متولي من شقيقة عادل إمام التي يرصدها موقع تحيا مصر وليدة تخطيط مسبق أو إعجاب عابر، بل جاءت كما وصفها بنفسه في لقاء سابق، «ضربة قدر» غيرت مسار حياته الشخصية بالكامل، ففي صيف عام 1980، وأثناء استعداده للسفر إلى الأردن لتصوير أحد المسلسلات، التقى مصادفة بالمنتج عصام إمام، الذي طلب منه المرور على منزل الأسرة لجلب بعض الملابس قبل السفر. زيارة عابرة، لكنها كانت كفيلة بأن تفتح بابًا جديدًا في حياة متولي.

زواج مصطفى متولي وشقيقة عادل إمام 

داخل المنزل، رنّ الهاتف، وكان المتصل عادل إمام من الإسكندرية، دقائق قليلة تحوّلت إلى منعطف حاسم، حين طلب الزعيم من مصطفى متولي أن ينقذ موقف مسرحية «شاهد ماشفش حاجة» بعد سفر سعيد طرابيك، وألحّ عليه بالحضور فورًا. تراجع متولي عن السفر، وتوجّه إلى الإسكندرية، حيث اتفق مع عادل على تناول الغداء سويًا قبل الذهاب إلى المسرح، وهناك حدث اللقاء الأول الذي سيغيّر كل شيء.

زيارة مصطفى متولي إلى منزل عادل إمام

يقول مصطفى متولي إنه في تلك الزيارة رأى للمرة الأولى أخت عادل إمام الصغرى، ولم يكن يعلم أصلًا بوجودها، مؤكّدًا أن فكرة الزواج لم تخطر بباله يومًا قبل هذا التاريخ، بل كان معروفًا بين أصدقائه بأنه «مُضرب عن الزواج»، لأسباب تتعلق بطبيعته الشخصية، وبوجود أسرته كاملة معه بعد أن أحضرهم من كفر الشيخ – بيلا – للإقامة معه في القاهرة، فلم يشعر يومًا بالغربة أو الحاجة التقليدية لتكوين أسرة جديدة.

لكن بيت عادل إمام، كما يروي، لم يكن مجرد منزل، بل نسخة مطابقة لبيته القديم، بنفس الروح العائلية، ونفس العلاقات الدافئة بين الأب والأم والأبناء. في تلك اللحظة، ومع نظرة صامتة متبادلة بينه وبين شقيقة عادل، اتُخذ القرار دون كلمات: «في النظرة دي قررت إني أتجوزها».

مصطفى متولي يطلب يد شقيقة عادل إمام

جانب آخر من القصة كان بطله والد عادل إمام، الذي ترك أثرًا عميقًا في نفس مصطفى متولي. يصفه بأنه رجل فلاح أصيل، يجمع بين الحزم وخفة الظل، ويحمل روح الحكمة الشعبية، ويحفظ القرآن، ويتحدث في الدين والحياة والتاريخ كما لو كان شاهدًا على عصور قديمة، دون أن يتدخل يومًا في شؤون الفن، هذا الأب، كما يقول متولي، شعر معه بأنه يجلس إلى والده الحقيقي، وأن متعته النفسية كانت تكتمل بمجرد الجلوس والاستماع إليه.

مع انتهاء موسم الصيف، نضج القرار، فتوجه مصطفى متولي إلى عصام إمام بشكل مباشر طالبًا الزواج من شقيقته، وطلب إبلاغ عادل إمام، وبعد أيام قليلة جاءه الرد: «عادل عاوز يقعد معاك»، جلسة قصيرة لم تتجاوز خمس دقائق، شاي بسيط، وسؤال مباشر من الزعيم: «عايز تتجوز أختي؟»، وإجابة مختصرة: «آه»، وردّ نهائي: «أوكيه».

زواج مصطفى متولي وشقيقة عادل إمام

لم تكن هناك مفاوضات أو شروط أو تفاصيل مادية. لم يناقش عادل إمام مقدمًا أو مؤخرًا أو مهرًا أو عفشًا، الموافقة جاءت لأن عادل، بحسب رواية مصطفى متولي، شعر حين دخل بيتهم أنه وسط عائلته، وأن أم متولي هي أمه، وأن التركيبة الاجتماعية والإنسانية واحدة.

تم عقد القران في بيت عادل إمام، وسط الأسرتين، في أجواء عائلية خالصة، ثم خرج الجميع للاحتفال في «كازينو الليل»، حيث أحيت الليلة شريفة فاضل وأحمد عدوية، حقيبة ملابس مصطفى متولي كانت في سيارته، ومنها انتقل للعيش عامًا كاملًا في بيت عائلة إمام، قبل أن ينتقل مع زوجته إلى شقته بعد تأثيثها، مصطحبًا معهما «عم إمام» – والد عادل – بناءً على طلبه الشخصي، لشعوره بالراحة والسكينة في وجوده.

إعجاب مصطفى متولي بشخصية عادل إمام

في حديثه، لم يُخفِ مصطفى متولي إعجابه الشديد بشخصية عادل إمام داخل الأسرة، مؤكدًا أنه «حكيمها» بلا منازع، وأن الجميع، صغيرًا وكبيرًا، اعتاد الرجوع إليه في الرأي والمشورة، لما يتمتع به من رجاحة عقل وذكاء وقدرة فطرية على احتواء من حوله، وهي الصفات نفسها التي جعلته – بحسب وصفه – حكيم أسرته الصغيرة، وحكيم العائلة الفنية والجماهيرية أيضًا.

ومع رحيل شقيقة الزعيم اليوم، تعود هذه القصة لتُقرأ من جديد، لا كحكاية زواج فنانين فحسب، بل كوثيقة إنسانية نادرة، تكشف وجهًا آخر لعائلة عادل إمام، حيث البساطة، والدفء، والاختيارات التي تُبنى على الإحساس والانتماء، قبل أي اعتبار آخر. قصة حب بدأت بنظرة صامتة، واستمرت عمرًا، وبقيت شاهدًا على زمن كانت فيه العلاقات تُحسم بالقلب، وتُوثّق بالصدق.

تابع موقع تحيا مصر علي