مادورو يرفض الاستعمار الأمريكي: فنزويلا مستمرة في تجارتها الدولية وحماية سيادتها

أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في خطاب ألقاه فجر الخميس أن ما تطرحه الولايات المتحدة من مطالب حربية واستعمارية وسعي لتغيير النظام يمثل تهديداً مباشرًا لفنزويلا، مؤكدًا أن بلاده لن تخضع للاستعمار أبداً وستواصل تصدير جميع منتجاتها النفطية والمعادنية والتجارية إلى الأسواق العالمية دون توقف.

ودعا مادورو الشعب الكولومبي، في ظل الحملة الدبلوماسية والقانونية التي تتعرض لها حكومة كولومبيا من قبل واشنطن، إلى التوحد والحفاظ على احترام القانون الدولي، محذرًا من التدخلات الخارجية التي وصفها بسياسات "حكومات الشمال". وأضاف مادورو خلال خطابه عقب إعلان تصعيد الحصار على العاصمة كاراكاس: "ليس لدي شك في توحد شعبنا وجيشنا بالكامل لضمان حقنا في نفطنا ومعادننا وكل أراضينا".

كما ندد الرئيس الفنزويلي بسياسات الولايات المتحدة تجاه فنزويلا وكولومبيا، واصفاً إياها بالسياسات الإمبريالية التي تعتمد أسلوب "فرق تسد"، محذرًا من أن أي حكومة تفرضها واشنطن على كاراكاس لن تستمر في السلطة أكثر من 48 ساعة.

يأتي هذا التصعيد بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض حصار على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة إلى فنزويلا، في خطوة تهدف إلى زيادة الضغوط على مادورو. وقد سبق هذا القرار استيلاء القوات الأمريكية على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا الأسبوع الماضي، في إجراء غير معتاد تزامن مع حشد قوات عسكرية في المنطقة.

وفي منشور على منصة تروث سوشيال يوم الثلاثاء، كتب ترامب أن هذا الحصار يأتي بسبب مزاعمه بأن فنزويلا تستخدم عائدات النفط لتمويل تهريب المخدرات وأنشطة إجرامية أخرى، مؤكدًا فرض "حصار كامل وشامل على كل ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والتي تدخل فنزويلا وتخرج منها".

يُظهر خطاب مادورو وتصعيد الحصار الأمريكي تصاعد التوتر بين كاراكاس وواشنطن، ويؤكد تصميم فنزويلا على حماية سيادتها الوطنية واستمرار تجارتها الدولية دون الانصياع للضغوط الخارجية، في رسالة قوية للولايات المتحدة وللعالم بأن فنزويلا لن تكون تحت أي نفوذ استعماري أو سياسي خارجي.

فنزويلا ستواصل تعزيز علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع شركائها

وأكد مادورو أن فنزويلا ستواصل تعزيز علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع شركائها الدوليين بعيدًا عن أي ضغوط خارجية، مشيرًا إلى أن العقوبات الأمريكية لن توقف صادرات النفط أو المعادن الحيوية التي تشكل عمود الاقتصاد الوطني. وأضاف أن الحكومة تعمل على تنويع الأسواق وتعزيز الشراكات الدولية لضمان استقرار الاقتصاد الوطني وحماية مصالح الشعب الفنزويلي، مع التأكيد على أن السيادة الوطنية هي خط أحمر لا يمكن التنازل عنه تحت أي ظرف.