يصيب واحد في المليون.. قصة طلعت زكريا مع المرض النادر: يأكل العضلات
في ذكرى ميلاده التي تحلّ اليوم، تعود إلى الواجهة تصريحات مؤثرة للفنان الراحل طلعت زكريا كان قد أدلى بها في لقاء سابق، كاشفًا خلالها عن محطات قاسية في حياته الشخصية والصحية، ومقدّمًا صورة مختلفة عن الفنان الذي عُرف بخفة ظله وأدواره الكوميدية.
معاناة طلعت زكريا مع التدخين
في حديثه الذي يرصده موقع تحيا مصر، استعاد طلعت زكريا ذكريات طفولته وبدايات علاقته بالتدخين، مؤكدًا أنه بدأ في سن مبكرة جدًا، حين كان لا يزال في الصف الثاني الإعدادي، وروى كيف كان يتعرض للعقاب من والده بسبب شرب السجائر، قائلًا إنه كان يُضرب بالحزام، في محاولة لردعه عن هذه العادة.

ومع مرور السنوات، تفاقمت الأزمة حتى وصلت إلى حدٍ خطير؛ إذ كشف الفنان الراحل أنه كان يدخن أكثر من 60 سيجارة يوميًا، ما يعادل ثلاث علب ونصف العلبة، دون أن يشعر في البداية بأي شكوى صحية من القلب أو الصدر.
لكن التحول الحقيقي، بحسب روايته، جاء حين “فاض الكيل” وبدأ الجسد يعلن احتجاجه، وأشار إلى أنه وصل إلى مرحلة نفور كامل من رائحة السجائر، مؤكدًا أن والده كان يدهس السيجارة بالحذاء تعبيرًا عن رفضه القاطع للتدخين، وكأنه يردد: «لو دي نعمة تزول من قدامي»، كما أوضح أنه حاول اللجوء إلى السجائر الإلكترونية أملاً في الإقلاع، إلا أن التجربة لم تنجح.
تجربة مرضية نادرة غيّرت مسار حياة طلعت زكريا
الأكثر تأثيرًا في تصريحات طلعت زكريا كان حديثه عن تعرضه لغيبوبة استمرت شهرًا كاملًا نتيجة إصابته بفيروس نادر، وصفه بأنه يصيب واحدًا من كل مليون شخص، وشرح أن المرض كان “يأكل عضلات الجسم”، إلى درجة تعطّل جميع العضلات، بما فيها عضلة القفص الصدري المسؤولة عن التنفس.
وعلى الرغم من قسوة التجربة، قال زكريا إنه تعامل معها بروح مختلفة، بل عبّر عن شعور بالفرح لأنه اعتبر نفسه “متميزًا” حتى في المرض. وأضاف أنه سافر إلى باريس لتلقي العلاج، وباع كل ما يملك من أجل التعافي والنجاة.
درس تعلمه طلعت زكريا من المرض
خرج الفنان الراحل من تلك المحنة برؤية جديدة للحياة، واعترف بصراحة بأنه قبل هذه التجربة لم يكن كثير الدعاء، لكنه بعد الغيبوبة توصّل إلى قناعة راسخة بضرورة التوجه إلى الله، قائلًا إن أهم ما خرج به هو أن يقول دائمًا: «يارب»، بعدما كان غافلًا عن ذلك تمامًا.
تكتسب هذه التصريحات أهمية خاصة في ذكرى ميلاده، لأنها تكشف جانبًا إنسانيًا عميقًا من شخصية طلعت زكريا، بعيدًا عن الكاميرا والأضواء، فخلف الضحكة التي زرعها في قلوب جمهوره، كانت هناك معارك شخصية مع الألم، والمرض، والعادات القاسية، انتهت بتحول داخلي ترك أثره عليه حتى آخر أيامه.
وفي يوم ميلاده، لا يستعيد محبوه فقط أعماله الفنية، بل يتوقفون أيضًا أمام تلك الكلمات الصادقة التي تعكس رحلة إنسان واجه ضعفه، واعترف بأخطائه، وخرج من أقسى تجاربه بإيمانٍ أقوى ونظرة أعمق للحياة.
تطبيق نبض




