عاجل
السبت 20 ديسمبر 2025 الموافق 29 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
عمرو الديب

سبب اعتزال سمية الألفي: مش هرجع للفن تاني

سمية الألفي
سمية الألفي

مع رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي، يستعيد الوسط الفني وجمهورها واحدًا من أكثر قرارات الاعتزال وعيًا وهدوءًا في تاريخ الفن المصري، لم يكن اعتزالها صدمة مفاجئة، ولا انسحابًا قسريًا فرضته الظروف، بل جاء كخيار شخصي نابع من قناعة عميقة ورؤية مختلفة لمعنى الفن والنجومية والحياة نفسها.

اعتزال سمية الألفي

امتد مشوار سمية الألفي الفني الذي يرصده موقع تحيا مصر لما يقرب من ثلاثين عامًا، قدمت خلالها أعمالًا رسخت حضورها بهدوء وثبات، دون ضجيج أو سعي محموم خلف الأضواء، وحين قررت التوقف، لم تفعل ذلك لأنها أُقصيت أو لأن الفرص قلت، بل لأنها شعرت بالاكتفاء والرضا، وهو شعور نادر في عالم لا يعترف غالبًا إلا بالاستمرار مهما كانت التكلفة.

سمية الألفي

كانت الفنانة الراحلة صريحة في تفسيرها لقرار الاعتزال، إذ أكدت في أكثر من مناسبة أنها لم “تبع فنها” ولم تتخلَّ عنه، بل اعتبرت ما فعلته نقطة تحول طبيعية بعد رحلة طويلة، وأوضحت أن النجومية لم تكن يومًا شهوة أو هوسًا بالنسبة لها، بل تجربة أحبتها وعاشتها كهواية ممتعة، وحين انتهى الشغف، ودّعتها ببساطة ومن دون ندم، مؤكدة أنها لن تعود إليها مرة أخرى.

سبب اعتزال سمية الألفي

هذا التصريح يلخص فلسفة سمية الألفي تجاه الفن، فهي لم ترَ التمثيل قدرًا أبديًا، ولا الشهرة مقياسًا لقيمة الإنسان، تعاملت مع الأضواء كلعبة جميلة لها بداية ونهاية، لا كحياة كاملة يجب التمسك بها حتى آخر العمر. ومن هنا جاء قرارها بالانسحاب وهي في حالة رضا عام عن الدنيا، وعن نفسها، وعن ما حققته.

اعتزال سمية الألفي لم يكن هروبًا من الفن، بل اكتمالًا لرحلة، فقد اختارت أن تغادر المشهد وهي محتفظة باحترامها لذاتها ولجمهورها، دون صراعات أو شكاوى أو محاولات للعودة عبر إثارة الجدل. فضّلت الصمت على التبرير، والهدوء على الضجيج، والحياة الخاصة على البقاء الدائم تحت الكاميرا.

وفاة سمية الألفي

برحيلها اليوم، لا يتوقف الحديث عند أعمالها فقط، بل يمتد إلى موقفها الإنساني الذي يظل علامة فارقة. فقد قدمت نموذجًا لفنانة أدركت أن النجاح لا يُقاس بطول البقاء في الضوء، بل بصدق التجربة، وأن الاعتزال في لحظة الرضا قد يكون شجاعة لا يملكها كثيرون.

هكذا غادرت سمية الألفي الفن، وهكذا نودعها اليوم؛ فنانة لم تطارد النجومية، ولم تساوم على قناعاتها، وتركت وراءها درسًا هادئًا مفاده أن بعض الانسحابات ليست خسارة، بل انتصار صامت لإنسان اختار أن يعيش الحياة كما يريد، لا كما يُطلب منه.

تابع موقع تحيا مصر علي