عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

وضع تاريخ القدس فى المناهج العربية أبرز توصيات مؤتمر الكتاب العرب فى أبو ظبى

تحيا مصر

أعلن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، برئاسة الشاعر حبيب الصايغ، توصيات ختام مؤتمر "مدينة القدس العربية.. المكان والمكانة"، الذى عقد فى مدينة أبو ظبى بدولة الإمارات العربية المتحدة، الذى اختتم مؤخرًا.

وجاء توصيات المؤتمر كالآتى :

1- نظرًا للقيمة الكبيرة للأبحاث التى أعدت وقدمت للمؤتمر، وعددها اثنان وثلاثون بحثًا، وتغطيتها لموضوع مكان ومكانة مدينة القدس العربية من جوانبه السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية والقانونية، فقد تقرر طباعتها فى كتاب توثيقى، وتوزيعه على اتحادات وروابط وأسر وجمعيات ومجالس الأدباء والكتاب العرب، والمكتبات العربية عمومًا، وإهدائه إلى المؤسسات ذات الصلة عربيًا وعالميًا، ليكون وثيقة يمكن الرجوع إليها عند الحاجة. كما يتم ترجمته إلى اللغات الحية وإهدائه إلى الدول والمنظمات الدولية.

2- يرفض المشاركون فى مؤتمر القدس فى أبوظبى، والأدباء والكتاب والفنانون والمثقفون العرب فى كل مكان، الآن ومستقبلاً، أى قرار أو تحرك أو تفكير من أية دولة فى العالم، تغير طبيعة كون القدس العربية هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين الحرة المستقلة، كما يرفضون أى خطوة من شأنها استغلال الوضع الظالم الحالى لتغيير الحقائق على الأرض، ويستنكرون ويدينون المساس بالمقدسات العربية الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس، مع إلزام المحتل الصهيونى الغاصب بالحفاظ على التراث الثقافى الوطنى الفلسطينى، بحكم ماهو ثابت تاريخياً ومستقر فى الوجدان الجمعي، وبحكم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

3- وفى هذا الإطار، وارتباطًا بالفقرة السابقة، فإن الأدباء والكتاب والمثقفين العرب، يؤكدون استياءهم الشديد من القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، متزامنًا مع ذكرى النكبة وإعلان قيام الكيان الصهيوني المغتصب على الأرض العربية، وهو ما يمثل خرقًا فاضحًا ومفضوحًا للاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ووضع مدينة القدس، ومنها قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وترتيبات المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني، كما يمثل تعديًا على الحقوق التاريخية للفلسطينيين فى أرضهم ومقدساتهم، وتمكينًا للاحتلال الاستيطانى العسكرى المناهض للشرعية الدولية.

4- رأى الحضور أن مناهج التعليم فى الدول العربية لا تعرض القضية الفلسطينية، ومكانة مدينة القدس التاريخية، بشكل مناسب للطلاب العرب، ولذلك تقرر أن يقوم الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، نحو مساعدة المختصين والباحثين والمثقفين والعلماء العرب، بوضع مقرر تعليمى ومساق استرشادى يتم تقديمهما لوزارات التربية والتعليم والجامعات لتقريرهما على الدارسين أو الاسترشاد بهما على الأقل فى وضع مناهج التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية والقومية.

5- إن مدينة القدس والقضية الفلسطينية يجب أن تكون حاضرة دائمًا فى الوجدان العربى، وفى إبداع الأدباء والشعراء العرب، باعتبارها أهم القضايا الإنسانية العادلة فى العصر الحديث، كونها جرحًا حقيقيًا فى وجه العالم المتحضر، الذى يرى بعينيه عذاب الشعب الفلسطينى فى الداخل والشتات، والصلف الصهيونى، والاستخدام المفرط للقوة من قبل جيش الاحتلال، من دون أن يحرك ساكنًا ولو بالاستنكار والرفض.

6- قضية مدينة القدس، والقضية الفلسطينية بشكل عام، ليست قضية دينية ولا صراعًا بين منتسبى الأديان السماوية، ولكنها قضية سياسية وإنسانية، حيث قامت مجموعات من المهاجرين الذين لا ينتمون إلى دين سماوى واحد، بالتجمع فى أرض فلسطين العربية تلبية لنداء دول وقوى دولية لها مصالح في المنطقة، وبناء على وعد صريح مكتوب من وزارة الخارجية البريطانية حينئذٍ، وكونوا فرقًا ومجموعات إرهابية، أجبرت المواطنين الفلسطينيين على ترك أرهم، التى تم اغتصابها، وأقاموا فوقها دولة احتلال، هى أقبح أشكال الاحتلال العسكري الاستيطانى فى العالم، وتعد سبة فى جبين الحضارة الإنسانية التي قطعت شوطًا طويلاً نحو التقدم والرقى واحترام الاختلاف وعدم الاعتداء على الحقوق العامة والحريات الشخصية.

7- من خلال الفيلم الوثائقي، ومن خلال شهادات بعض الشهود، اطلع الحاضرون على المعاناة الكبيرة التي يواجهها سكان القدس من العرب المحيطين بالمسجد الأقصى وقبة الصخرة، حيث تضيِّق عليهم سلطات الاحتلال، وتحاربهم في أرزاقهم، حتى يضطروا إلى ترك المكان والهجرة بحثًا عن أعمال أخرى في أماكن تدر عليهم ما يكفيهم، لذلك شدد المؤتمر على ضرورة دعم المقدسيين العرب، ماديًّا ومعنويًّا، من خلال الحكومات والمنظمات الأهلية العربية، سواء بالدعم المادي المباشر، أو عن طريق شراء منتجاتهم وبضائعهم، حتى يثبتوا في أماكنهم ولا يتركوها للاحتلال وقواته المغتصبة.

8- وأخيرًا.. فإن المجتمعين لاحظوا أن مفهوم "التطبيع" غير ثابت أو متفق عليه في الأوساط الثقافية والسياسية والفكرية فى الوطن العربى، مما يسهل استغلاله لدى البعض بغير حق، وتطبيقه بمعايير مختلفة وحسب الأهواء والتكتلات السياسية والثقافية، وهو الأمر الذى يضع على كاهل الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب مسؤولية تخصيص ندوة خاصة، مصاحبة لأحد اجتماعاته المقبلة، لدراسة المصطلح ووضع مفهوم ثابت له، ومن هنا فإن مؤتمر القدس في أبو ظبي يؤكد على أن مقاومة التطبيع نهجًا وأداءً وعقلية وثقافة، مع الاحتلال الصهيونى العنصرى الاستيطانى الاحلالى، هو أحد ثوابت الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، باعتبار أن التطبيع العربي مع العدو الصهيوني هو إقرار له على احتلاله واستيطانه وظلمه وقمعه وتهويده وروايته المزيفة، وبخاصة للقدس المحتلة، ودعامة رئيسة للتغلغل الصهيونى فى الإقليم العربى.

تابع موقع تحيا مصر علي