عاجل
السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

«النائب الصامت».. 143 عضو في حالة «سكوت وسكون».. وسط غياب كامل واختفاء كلي من الدوائر.. تقارير المجلس تكشف الظاهرة وأسماء لامعة بينهم

تحيا مصر

على الرغم من مئات الساعات من الحديث والتصريحات لنواب البرلمان، والتي وثقها تقرير أداء وإنجازات المجلس، إلا أن آخر التقارير الصادرة أظهرت بشكل غير مباشر، رقم لافت جدا، بعدما حصرت النواب اللذين تقدموا بطلبات للمداخلات النيابية، وعددهم 451، وبحساب الإجمالي 594، يصدمنا أن 143 نائب كانوا في "الوضع الصامت".

النسبة الصادمة للنواب اللذين لم يتحدثوا، أكد عليها المتابعين والمراقبين للشأن البرلماني، والمحررين والإعلاميين المكلفين بتغطية جلسات المجلس، حيث بات النواب النشطين والمتحدثين "معروفين"، وذات وجوه محفوظة وحضور معتاد، أما عدد ليس بالقليل، فلا يعرف أحد صوته دون مبالغة.

الرقم جاء مناقضا تماما لما تحتاجه الدوائر الإنتخابية، والمواطنين، من تكثيف للنشاط والظهور على حد سواء، فطرح الرقم على البعض أثار أندهاشهم الشديد، من نواب ممثلين عن الناس، يحملون قضاياهم وملفاتهم في أحد أكثر فترات البلاد حساسية، ورغم ذلك، فقد التزموا الصمت التام، ولم يشتركوا أو يتفاعلوا بأي شكل تحت القبة.

"النواب الصامتين" لايأذون أنفسهم فقط، ولا يقصروا في حق من يمثلونهم فقط، وإنما يمتد مايخلفونه من آثار سلبية، إلى باقي زملائهم النواب، ممن يتأثرون بانتقادات المواطنين للغائبين الصامتين، فيتم تشويه أداء الملتزمين من النواب النشطين، ويؤدي تكاسلهم وانحسار أدائهم إلى النيل من الصورة الكلية للمؤسسة البرلمانية العريقة.

اللافت في الأمر، هو أن من بين "النواب الصامتين" أسماء شهيرة، تعشم المواطنين في أن يكونوا "شعلة نشاط" وأن يتدفق منتجهم التشريعي والرقابي، ليظهر الواقع العكس تماما من ذلك، فمن بين الذين تجاوزت نسب غيابهم 30 %، السفير محمد العرابي، النائب أحمد سعيد، بخلاف أغلب كتلة حزب النور السلفي التي لايظهر منها إلا رئيسها، وقائمة طويلة من سيدات المجلس، ودعاء الصاوي، وسارة جاد المولي وسهير نصير، ومنى الشبراوي وكارولين ماهر وغادة صقر وغيرهم.

والملحوظ، أن غياب النواب عن التواجد تحت قبة المجلس أو في أروقة البرلمان، ينسحب أيضا على تواجدهم في أرض الواقع بين المواطنين، مما قد يشفع لهم انشغالهم، ولكن الغياب يشمل ويعم كافة المواقع، فلا طلب للكلمة، أو تفعيل لأداة برلمانية، ولا حضور في مواجهة الحكومة، ولاحتى تواجد بين المواطنين.

رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال، لم يتوقف طوال 4 سنوات عن محاولة تقويم وتصويب أداء نواب البرلمان، والخروج بأفضل مافيهم من قدرات برلمانية ومهارات قام بتطويرها دون كلل أو ملل، حتى وصل بالتشيكلة التي بين يديه إلى مستوى احترافي، وتمكن من تجهيز كوادر قادرة بحق على أن تتولى أرفع المناصب الحكومية والبرلمانية، أمثال النائب السيد الشريف، أشرف رشاد، صلاح حسب الله، أحمد السجيني، وغيرهم من الكوادر التي تمثل واجهة مشرفة.


ومع احتفاظ المجلس بشهور معدودة في عمر آخر دوراته البرلمانية، بات لزامات على هؤلاء النواب أن يخرجوا من "حالة السبات" وأن يسارعوا إلى تبني قضايا المواطنين، وتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي ببذل أقصى الطاقات في المرحلة الحالية، وأن يستغلوا ما تبقى لمصالحة الجماهير، واللذين باتوا في أقصى حالات ترقبهم لأداء النواب، قبل منح أصواتهم لأعضاء جدد كليا خلال شهور قليلة.


تابع موقع تحيا مصر علي