عاجل
الخميس 02 مايو 2024 الموافق 23 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

كورونا وغلق الحرم المكي .. "غضب إلهي" أم خطأ بشري؟

تحيا مصر

لم يكن انتشار الوباء والمرض نذير إلهي على غضب دفين في نفس الله، وكأن الخالق سبحانه وتعالى يستمتع بضرر البشرية، بينما البشر أنفسهم هم أسباب الضرر والمرض.. والغضب أيضا.

تعرض الحرم المكي مرارا لأحداث تسببت في غلقه كان آخرها العام الماضي، بعد انتشار ظاهرة الحشرات التي تراكمت في صحن الطواف. إذ غزت أعداد كبيرة من الصراصير أراضي الحرم الشريف في مكة المكرمة، وتسببت في جدل واسع بالمملكة. وتوجت كافة الفرق المتخصصة للعمل في المكافحة للقضاء على هذه الحشرات وعملت 22 فرقة مكونة من 138 فرد و111 جهاز مكافحة، لرصد هذه الحشرات بجميع الساحات.

تداول الآلاف وقتها عبر مواقع السوشيال ميديا هاشتاج بعنوان "صراصير الحرم"، والذي استطاع بعد فترة وجيزة تصدر قائمة الهاشتاجات الأكثر تداولا في منطقة الخليج. برر فيها الكثيرون وجود حشرات بكثرة في الحرم الشريف أنه دلالة على غضب الله على عباده بسبب تقصيرهم في العبادة ونسيان فضل الله عليهم وكثرة ذنوبهم، وأنه يجدر على البشرية التوبة.

اقرأ أيضًا.. وزيرة الصحة: إجراء تحاليل لـ 2166 حالة مشتبه في إصابتها بفيروس كورونا وجميعها سلبية

تكرر الأمر أمس بعد قرار المملكة بغلق الحرم المكي في غير أوقات الصلاة الأساسية، وتداولت صور خلو صحن الطواف من أي معتمر رغم حلول موسم العمرة في رجب، كاجراءات احترازية ضد وباء كورونا وحرصا على سلامة الأشخاص.

وفي بداية مارس الجاري، أصدرت وزارة الحج السعودية قرارا بتعليق موسم الحج، منعا لحدوث إصابات بمرض كورونا على أراضيها، في مراسم يختلط بها ملايين المسلمين الوافدين من بقاع الأرض بما فيها الدول الموبوءة بالمرض.

وشمل قرار تعليق العمرة المؤقت للمواطنين والمقيمين في مكة المكرمة، بعدم السماح للمحرمين بدخول المسجد الحرام والساحات المحيطة به. شملت أيضا الإجراءات الوقائية عدم السماح بالاعتكاف والافتراش، أو إدخال الأطعمة والمشروبات، حتى إغلاق مشارب ماء زمزم، وإغلاق المسجد القديم في الحرم النبوي الشريف، بما فيه الروضة الشريفة، وغلق مقبرة البقيع.

وكثفت السلطات السعودية جهودها في إجراءات تعقيم الحرم المكي، بعد إخلائه من المصلين، ووصفتها بأنها خطوة غير مسبوقة، لمنع انتشار فيروس كورونا.


كان لوقع الصور التي أظهرت فراغ صحن الطواف من العبادة، حزنا في نفوس المسلمين، حتى أرجع البعض أسباب إنتشار الوباء وغلق الحرمين الشريفين ما هو إلا غضب إلهي على البشر بما فيهم من لا حول له ولا قوة.. وأن الله أراد بشعوب الأرض المرض والموت والفناء. ولكن الله تعالى خلق كل شيءٍ بمقدار، لم يوازنه الإنسان مُحدثا خللا في نظامه البيئي ما يؤثر على نظامه الصحي. وهو ما حدث في الدولة الصينية الموبوءة والتي صدرت المرض لمعظم دول العالم.
تابع موقع تحيا مصر علي