عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

كورونا يبدل المقاعد المعتادة بين المواطن والحكومة.. سلوكيات العامة تضعهم في محل انتقاد وتنصف السلطة..تغيرات لافتة في تفاعلات راسخة بسبب الوباء

تحيا مصر

أحدث فيروس كورونا تبدلات غير متوقعة في المفاهيم الراسخة عن طبيعة العلاقة بين الشعب والحكومة، فالمستقر والمعتاد أن يكون الشعب في السياقات العادية هو صاحب الحق على الدوام، وأن تكون الحكومة في موقع المتهم الموصوم بالتقصير على الدوام، إلا أن الأمر

المثير لأقصى درجات العجب الآن، أن لعبة للكراسي الموسيقية وتبديل المقاعد قد أحدثت انقلابا في تلك المعادلة.

رصد "تحيل مصر" انطلاق مؤسسات الدولة منذ بواكير أزمة تفشي فيروس كورونا، بداية من الإجادة في استقدام المصريين في ووهان، مرورا بالتشديد في إجراءات الرقابة الطبية في المطارات، وصولا إلى القرارات الأخيرة من مجلس الوزراء بمنع التجمعات والصرامة في التطبيق من الأجهزة المختصة، إلا أن الصدمة كانت في السلوكيات الصادرة عن المواطنين، واللذين لم يظهروا حتى الآن نفس المستوى من الإجادة في التعامل مع الأزمة.

الحكومةحركت أجهزتها كافة فيما يشبه الاستنفار الشامل، انطلق رجال القوات المسلحة للتطهير في كافة أرجاء الجمهورية، وتحرك رجال الشرطة ليلا نهارا للتأكد من سريان القرارات بمنع التجمع، ودخل رجال قطاع الصحة في مهمة باتت مقدسة الآن، وهكذا التموين والمحليات والإسكان والسياحة والطيران وغيرهم، إلا أن كل ذلك قوبل بحالة من إبداء اللامبالاة، والتحايل بكافة الطرق على الجهود والقرارات الحكومية الأخيرة.

ظهر الشباب في مقاطع عديدة للفيديو وهم يتجمعون في المقاهي، وصار البعض يتباهي بفتح محلاته عقب مرور الأجهزة الشرطية مباشرة، وواصل الأهالي إقامة الأفراح والمناسبات والعزاءات، كما أن عدد ليس بالقليل من المدرسين قاموا بمواصلة نشاطهم المتمثل في عقد الدروس الخصوصية، المسألة التي تعد على النقيض تماما مما عهدناه من العلاقة وشكل القرارات والتفاعلات بين المواطن والسلطة.

ويتطلب الأمر في تلك اللحظة بلا أية مواربة، أن يكون هناك وعي شعبي جامع مانع وغير مسبوق، لتدارك سيناريوهات ليست بعيدة لبلدان تعاملت بالقدر ذاته من الاستخفاف، كإيطاليا وإيران، وانطلق الناس في الشوارع وانخرطوا في التجمعات، فلم يعد ينفعهم الآن البكاء على اللبن المسكوب، خاصة أنه في تلك اللحظة الأمر يتعلق بالحياة وليس أقل من ذلك، وفيروس كورونا المستجد لازال عصيا عليه أية لقاحات أو أدوية واستعدادات فائقة، وإنما الحذر والوقاية فقط لاغير.
تابع موقع تحيا مصر علي