عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

المستشار شعبان رأفت عبد اللطيف يكتب.. تاريخ أرض وسيرة شعب

المستشار شعبان رأفت
المستشار شعبان رأفت عبد اللطيف

تعد سيناء البوابة الشرقية لمصر وهي ملتقى القارتين آسيا وأفريقيا والجسر الذي يربط بينهما وتمثل حيزاً استراتيجياً في خريطة التوازنات الإقليمية والدولية فهي حلقة الوصل بين الشرق والغرب ، وهي الأرض المباركة التي لها ارتباط وثيق بالأديان ، والتى مر عليها الأنبياء فعبرها سيدنا يوسف عليه السلام هو وأخوته وأبيهم ، وفيها كلم سيدنا موسى عليه السلام رب العزة سبحانه وتعالى ، وعبرها سيدنا عيسى عليه السلام إلى فلسطين ، كما أنها شاهداً على الأحداث الدينية مثل خروج بنى إسرائيل من مصر ، ورحلة العائلة المقدسة الى مصر ، وعبرها الجيش الإسلامي حتى تمكن من فتح مصر عام 639م ، وذكرت في القرآن الكريم .

وكانت سيناء قد احتلت عام 1967 واستمرت حتى حرب التحرير لاستعادة الشرف والعزة والكرامة التي قادتها القوات المسلحة المصرية والمدعومة حباً واحتراماً وتقديراً من الشعب المصري حرب أكتوبر 1973 التي أعادت سيناء قلب المصريين الى الوطن الغالي مصر، تلك الحرب التي قضت على أسطورة إسرائيل وجيشها الذي لايُقهر حتى أضحت استراتيجية إدارة القوات المسلحة لهذه الحرب تُدرس حتى الآن في الكليات والمعاهد العسكرية العالمية فقد قدمت القوات المسلحة المصرية في حرب أكتوبر أروع الأمثلة في الوطنية والفداء والتضحية ، وقدمت دروساً سجلها التاريخ بحروف من نور ، واكتمل هذا النصر بنصر دبلوماسي وقانوني ساحق في أعقد معركة قانونية قادتها مصر لاعادة طابا من الاحتلال الإسرائيلي إلى السيادة المصرية عن طريق التحكيم الدولي الذي انتهى الى القضاء بمصرية طابا بموجب حكم التحكيم الصادر في 29 سبتمبر 1988 عن هيئة التحكيم الدولية في جنيف.

وإدراكاً من القيادة السياسية لأهمية وحتمية تطوير سيناء فقد رصد الرئيس عبدالفتاح السيسي مبلغ 600 مليار جنية لمشاريع البنية التحتية من طرق وأنفاق ، وتنمية زراعية ، ومشروعات صناعية وخدمية ، واتصالات ، وإسكان بهدف أن تعم التنمية كافة أرجاء الوطن .

وفى تقديرى أنه إذا كان العالم لايزال يدرس استراتيجية حرب أكتوبر 1973 ، فانه سيقف طويلاً أمام عبقرية هذا الجيش وعبقرية قادته وجنوده ، والذي استطاع فضح المؤامرة الدولية في أحداث الربيع العربي ودور قوى الشر في تمويل ورعاية الإرهاب الذي دمر معظم شعوب المنطقة ، والذي تحاربه مصر بالوكالة عن العالم أجمع في الوقت الذي يتخاذل فيه العالم عن تقديم دعم حقيقي لمصرإلا أن مصر تدرك تماماً حجم المؤامرة عليها وستنتصرعلى الإرهاب وقيادة التنمية الاقتصادية الشاملة في الداخل في آن واحد.

ولايثنى مصرفي حربها على الارهاب وإسقاط مخططاته مايحدث من اعتداء على أفراد الجيش في الكمائن وغيرها من المواقع كما حدث مؤخراً في الاعتداء على أفراد الكمين بمنطقة بئر العبد فهذه الحرب التي لاهوادة فيها هي حرب وجود وبقاء لشعب مصر بأكمله فالشعب هو الجيش وهو ملتف خلف قيادته بعزيمة صلبه لن تنحني ولن تنكسر ، ولن يثنيه مايحدث فتاريخ الأرض يحكى مامرت به عبر العصور وأنها تمثل الكرامة والعرض ، وسيرة الشعب تحكى كيف حافظ أبناؤه على مر العصورعلى الأرض وكيف خرج ويخرج الأبطال من هذا الشعب جيلاً بعد جيل.

وهكذا حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، وكيف يسطرون بدمائهم يوماً بعد يوم أروع البطولات التي تعجز عنها أقوى الجيوش والاستراتيجيات العسكرية في العالم.. إنها مصر وجيش مصر،.. مصر قاهرة الغزاه والمعتدين على مر العصور.. مصر التي لم تفرط يوماً في شبر من أرضها ، ولم تكن ذات يوم معتدية أو طامعة في أرض غيرها ..وستنتصر بإذن الله على قوى الشر وكل من تآمر ضدها وضد أمنها القومي ، وستظل رايتها خفاقة عالية ذات وحدة وطنية قوية بفضل الله ثم بفضل قيادتها الحكيمة وقوة وبأس أبنائها.. فتحية لشهداء الوطن الذين سجلوا في صفحات التاريخ أمجادهم ، ورووا الأرض بمسك دمائهم الشهداء الخالدين الذين جادوا بأرواحهم في سبيل أن تحيا مصر.
تابع موقع تحيا مصر علي