عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024 الموافق 09 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

نشأت حمدى يكتب: الهجارسة.. ومعادن الرجال

الكاتب الصحفى نشأت
الكاتب الصحفى نشأت حمدى

المحن والأزمات تظهر معادن الرجال، وأخلاقهم هكذا أظهر وباء كورونا حقيقة العديد من البشر وكشفت أن هناك رجالا مزيفون وآخرون معادنهم أصيلة ونفيسة ،وشتان الفارق بين هذا الرجل وذاك .

وفى ظل محنة تواجه البشر ،ولم تخلو بقعة على كوكب الأرض الا عانت وارتعبت من ذلك الوباء إلا أننى احزننى كثيرًا ما أتابعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي من عمليات شد وجذب بين بعض المواطنين حول وباء كورونا وتنمر البعض من المصابين والمتوفين وشاهدت مثل غيرى إحدى السيدات تبث فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي تشتكى فيه ،من سوء معاملة سكان العقار الذى تقطن فيه ولا تستطيع ان تحصل على متطلبات أسرتها ليس لذنبا اقترفته سوى ان زوجها أصيب بكورونا .

وذلك يعيد للأذهان مشهد قرية شبرا هور، التى رفضت دفن طبية توفت بكورونا فى مشهد يعكس أن بعض من يقطنون عقار السيدة التى اشتكت من جيرانها ومن يسكنون بقرية الطبيبة المتوفية رجال مزيفون سقط عنهم أقنعة النخوة والرجولة بسبب التعامل المخزى وقت الشدائد التى تكشف المعادن النفيسة من الرخيصة .

ولم أتوقع ان تتخطى ظاهرة التنمر بين الأشخاص الى التنمر بين البلدان وبعضها البعض، وهذا ما يحدث فى ربوع الجمهورية المختلفة وكون أن الصحفى ليس منعزلًا عن مجتمعه فللأسف سأضرب مثالًا حقيقًا لذلك الوضع المشين وهو ما حدث فى مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية التى تقع فيها قرية الهجارسة التى تعد واحدة من أفضل قرى الشرقية على المستوى التعليمي ومستوى النظافة العامة وتعد واحدة من أشهر قرى المحافظة نظرًا لوجود عدد كبير من ابناءها الذين تفوقوا فى عدة مجالات .

فمن خلال متابعتى للسوشيال ميديا وتواصل البعض معى ،وجدت عدد كبير من ابناء قرية الهجارسة التى ظهر فيها حالات اصيبت بكورونا ،استشهد منهم حالة وشفيت باقى الحالات ، يطلقون حملة على السوشيال ميديا للدفاع عن قريتهم ضد ما وصفوه بتجاوز بعض الأشخاص ضدهم ،ووصم قريتهم بأنها بؤرة للمرض تهدد بانتشاره وبدأت حملة الدفاع عن الهجارسة بنشر اسماء أعلام القرية مثل الشيخ محمود الشريف العلم القرآني الكبير والذى كان رحمة الله عليه من أشهر قراء مصر وكذلك بطل العالم فى الأولمبياد الخاص محمد عبده عبدالقادر، الفائز بالميداليتين الذهبية والفضية في سباق 100 متر و200 في الجري على الجليد، وذلك في بطولة اﻷلعاب العالمية الشتوية ﻷوليمبياد النمسا وغيرهما ممن لهم شأن كبير فى القرية .

بأعتبار أن لى أقرباء كثر فى قرية الهجارسة وأصدقاء أعزاء أعرف جيدا مدى تقدم ورقى تلك القرية التى كانت دائما تتصدر مسابقات القرى النموذجية على مستوى محافظة الشرقية ،واعلم جيدا كيف تعيش تلك القرية نهضة علمية وتعليمية كبيرة ،وكيف تتمتع بوجود عدد كبير من الخدمات الحكومية التى تجعلها أشبه بالمدينة ولا يحتاج سكانها الى الخروج منها كثيرا لقضاء مصالحهم الحكومية فضلًا عن أنها كانت منارة للتعليم لوجود عدد كبير منها مدرسين بالتربية والتعليم وكانت لهم إسهامات كبيرة فى العملية التعليمية فى كفر صقر.

فى الحقيقة أحزننى ان تظهر معادن بعض المواطنين بكفرصقر الذين يهاجمون تلك القرية التى تعد نموذجًا يحتذى به ،ولكن هكذا أظهرت كورونا أن المعدن الحقيقى لهؤلاء المواطنين الذين سقط عن وجوهم قناع الرجولة وأختارو لأنفسهم الوقوف فى خندق الخزى والعار الذين يعايرون أهل الهجارسة بسبب ظهور حالات انتقلت اليهم العدوى خلال أداء عملهم ليكون من مات شهيدًا فى هذة القرية عاش رجلا ومات رجلا حيث أصيب بالوباء اثناء سعيه على رزقه ورزق أهل بيته.

وفى المقابل أظهر ت كورونا المعدن الأصيل والنفيس لأبناء قرية الهجارسة الذين ساعدوا المصابين نفسيا واطلقوا حملة لدعمهم ضد المتنمرين كما شكلوا مجموعات عمل لمساعدة المخالطين وتوفير احتياجاتهم ،والآن أصبحت القرية بلا إصابات ذهب المرض وبقيت مواقف الرجال التى تظهر وقت الشدة ليثبت ابناء الهجارسة أنهم رجال أوفياء لقريتهم ..ونتمنى ان تنتهى تلك الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا و أن يراجع من أختاروا لأنفسهم المعدن الرخيص أن يتوقفوا عن تلك المهاترات المخزية التى لا يقبلها العقل والمنطق ويرفضها الدين.
تابع موقع تحيا مصر علي