عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

باحث سوداني: سد النهضة يسبب تصحر شمال الخرطوم وتهديد مدن بالغرق (تفاصيل)

تحيا مصر

يبدو أن بعد هجوم ميليشيا إثيوبيا المسلحة وتعديها على الحدود السودانية المشتركة معها في نهر عطبرة، لسحب كميات من مياه النهر السوداني، وتسببها في مقتل شخصين على الحدود، تبدلت المواقف السودانية تماما لتُصبح أكثر قوة ووضوح بشأن سد النهضة الإثيوبي. 

فاليوم لم تقف السودان على الحياد كما في السابق، بل بات موقفها صارم وواضح من ملف القضية الشائكة، أو يمكننا القول بأن القيادة السياسية "أفاقت" مؤخرا لتعي تماما كم المخاطر التي تحيط بالسودان بسبب بناء سد النهضة وملؤه على مساحات شاسعة، وبمنسوب مياه مرتفع لتوليد الكهرباء، وهو يشكل خطر على دول المصب. 

في هذا الصدد، نشر الباحث السوداني د. أحمد عبد الله الشيخ ، بحثا تفصيليلا لتداعيات بناء سد النهضة، مؤكدا أن هناك من يَسُوقون حجج بهدف إقناع السودانيين بأهمية سد النهضة للسودان، دون الاستناد إلى دراسات أو بحوث علمية، وإنما بنظرٍ قاصر ليس متعمق.

ومن أهم هذه الحجج ما أعتبره الشيخ " الحماية الوهمية من الفيضان " لافتا إلى أنه في حالة (مثل فيضان سنة 1988) يهدد سلامة السد، إذ لا مفر من أن تفتح بوابات السد وفي هذه الحالة، فإن خطورة الفيضان وأضراره على السكان أسفل النهر تتضاعف في حالة وجود السد بالمقارنة مع حالة عدم وجوده ، مشيرا الى أن منظمة الأنهار الدولية حذرت فى وقت سابق ، من الاعتقاد بأن بناء السدود الكبيرة يقى من خطر الفيضانات، واعتبرت المنظمة أن هذا الاعتقاد يعد من أكبر الحيل التي تستخدم من قبل الحكومات لإقناع السكان بجدوى السدود.

بين وعود ومخاطر سد النهضة 

ولفت الشيخ ، في دراسته "بين وعود ومخاطر سد النهضة" إلى أن الغرض - حسبما قالت أديس أبابا - من سد النهضة هو إنتاج الكهرباء، وهذا يعني أن منسوب المياه في بحيرة السد سيكون مرتفعا نسيبا طوال العام، وأن أي زيادة غير معتادة في منسوب الأمطار في المنطقة مصحوبة بفتح بوابات سد النهضة يمكن أن تؤدي إلى فيضانات كبيرة ستكون هي وآثارها غير مسبوقة في مناطق النيل الأزرق والجزيرة والخرطوم.

وأشار الباحث السوداني إلى أنه بالنسبة للسودان هنالك حاجة حقيقية للفيضانات وبخاصةٍ في المناطق التي تقع من شمال الخرطوم الي الحدود مع مصر لطبيعة تلك المناطق الصحراوية ، إذ تهب كثير من الرياح التي تجرف معها الرمال من الصحراء وتكون كثبان رملية على ضفتي النيل، ولكن في موسم الفيضان يتم جرف تلك الكثبان أمام الفيضان وتستبدل بطمي من النيل، هذا الطمي يجدد التربة في تلك الضفاف مما يسمح بزراعتها، وبالتالي انقطاع دورة الفيضان عن تلك المناطق يعني عدم تجدد التربة، وانعدام الخصوبة بل والحياة عنها، وتتسارع عمليات التصحر مما يحول الأراضي الي صحراء جرداء مع مرور الزمن.

اقرأ أيضا: خبير بـ "الأزمات الدولية": انهيار سد النهضة وارد لهذه الأسباب (تفاصيل)

وعن حجز الطمي ، من خلال العديد من الدراسات أكد الشيخ ، أن الطمي يجدد التربة ويزيد من خصوبتها ويمنع عنها الملوحة مما يقلل استخدام الأسمدة والمخصبات والمبيدات. التي تؤدى الزيادة في استخدامها إلى انتشار الأمراض والأوبئة وتلوث المياه الجوفية وفقدان المنتجات العضوية مضيفا أن أيضا من مضار حجب الطمي تغير طبيعة المياه، فتصبح قليلة العكارة (بيضاء)، وتقل فيها تغذية الأسماك مما يؤثر سلباً على الثورة السمكية.



تابع موقع تحيا مصر علي