عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

المستشار محمد عبدالمولى يكتب: الحقيقة الغائبة

المستشار محمد عبدالمولى
المستشار محمد عبدالمولى

حين نشأت منظومة الأمم المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية، خدعت العالم بشعارات العدالة والسيادة وحق الشعوب في حماية مصالحها وثرواتها، ولكن الحقيقة أن هذه المنظمة قامت لفرض سيطرة القوى العظمى على العالم، من خلال مجلس الأمن الذي في حقيقته هو مجلس المصالح القائمة على القوة.

ودارت السنوات، وحلت النزاعات، ووقع الاعتداء والاحتلال في بقاع كثيرة، مما أكد للعالم أن القوة والمصالح هي الدافع الأول للتدخل، ولم ينصف الباب السابع من ميثاق الامم المتحدة فلسطين ولن ينصفها.

من يملك القوة في هذا الكون، يمتلك الحق، غفر له، وسمح له، وتسامح معه المجتمع الدولي، وإن كنت ضعيفا فمكانك بجانب زملائك أصحاب الحقوق الدولية، تأخذ رقم، أو أرقام وتنتظر دورك لقرارت دولية تتشدق بها في محافل دولية وتظل ورقة يتوارثها الأجيال، لكن من يملك السلاح والعتاد ومن ثم الحق يُنظر في أمره سريعا ويسترد حقه كاملًا.

الشعب المصري عبر أجيال يدرك تلك الحقائق، ويعي هذه المعاني، فهو ظُلم في كثير من الوقائع من جانب قوى عالمية وإقليمية، ولم ينصف إلا حين نظم الصفوف، ورتب قوته، وانطلق يسترد حقه من منطلق القوة والتوازن.

حين تخاطب أبناء شعبنا البسيط حول تعنت اثيوبيا في مفاوضات سد النهضة، تجد داخله شعور بقوه الجيش وقدرته على حفظ الحقوق، دون أن يدرك أمرًا عن طبيعة وحجم التسليح، لكن ترسخ لديه قاعدة أن الجيش لن يخذله في استرداد الحق والدفاع عنه.

شعب أدرك حقيقة ذلك، وعلم أن المجتمع الدولي الهش، إن امتلكت فيه القوة، أصبحت سرقة تركيا لبترول سوريا، والاعتداء علي حق المياه في العراق، واغتصاب حق الأكراد في العيش الآمن، مشاكل تحل سلميا وعلى مدى طويل، وبالتغاضي عن الجرائم التي ارتكبتها تركيا بحق الشعوب.

لكن الأمر يختلف حين يصطدم ذلك البلطجي بحقوق مصر في حدودها البحرية، أو أمنها القومي في الحدود الغربية فمصر تمتلك القوة الرادعة لحماية أمنها داخل الحدود وخارجها.

ومن هذا المنطلق، فإن ذهاب مصر للأمم المتحدة تم من منطلق القوي الذي يملك ردع الآخرين ولكن لا بأس أن نذهب للمكان الذي يدعون أنه يملك حل المسائل القانونية محل النزاع.

إن مصر لم تذهب لمجلس الأمن للحصول على ورقة، ولكن قرارها نابع من كونها لديها ما يردع المعتدي أولًا، ثم تُعرض الأمور إن شاء على المجتمع الدولي، والحقيقة التي ستظل راسخة هي أن هذا الشعب لديه ثقة في أبناء القوات المسلحة.


تابع موقع تحيا مصر علي