عاجل
الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

الصدقة أم الأضحية ؟ الأزهر يوضح حكم منع الذبح في العيد بسبب جائحة كورونا

تحيا مصر

أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المُبارك هذه المناسبة الدينية ذات الطقوس الإسلامية والتي أمرنا الله تعالى فيها بالذبح ومساعدة المحتاجين وأداء فريضة الحج لمن استطاع إليه سبيلا.

وبسبب ما تتعرض له البلاد من جائحة فيروس كورونا التي تهدد حياة المواطنين ومستقبل البلاد، بات الأمر يختلف وكما اتخذت الدولة قرارات بغلق المساجد ومنع الحج وتوقف الطيران وإقامة الشعائر في جماعة، سيحل عيد الأضحى مختلفا أيضا دون إقامة شعائره، حتى أن العديد من المواطنين يتسائلون حول حكم الشرع من التصدق بأموال الأضحية للمحتاجين من مرضى فيروس كورونا. وهل شراء الأضحية أولى أو التصدق بثمنها على المحتاجين إلى الدواء أو مصاريف العالج؟، سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف.

وجاء رد لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية كالآتى:

للأضحية فضل عظيم يدل عليه ما روته عائشة -رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: {مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، وَإِنَّهُ لَيَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَأَنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللَّهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا} رواه ابن ماجة والترمذي.

وقد أجمع الفقهاء على مشروعية الأضحية، لقوله- تعالى -: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ} [الحج: 36]، وقوله -تعالى -: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]. ولما رواه أنس -رضي الله عنه- {أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ، أَمْلَحَيْنِ، أَقْرَنَيْنِ، فَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صَفْحَتِهِمَا، وَذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى، وَكَبَّرَ.} متفق عليه.

والراجح فقها كونها سنة مؤكدة، ولا تجب إلا بالنذر، كما هو مذهب الجمهور استنادا لما رواه ابن عباس -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال {ثَلاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرَائِضُ، وَهُنَّ لَكُمْ تَطَوُّعٌ: الْوَتْرُ، وَالنَّحْرُ، وَصَلاةُ الضُّحَى} رواه الحاكم والدارقطني.

اقرأ أيضا: "الصحة" تنفي وجود مرض كواساكي الأطفال.. وتؤكد: لدينا جهاز ترصّد وبائي ولم نرصد أي حالات

وبخصوص أولوية الترتيب بين الأضحية وبين الصدقة بقيمتها على المحتاجين في الظرف العادية، فالأضحية أفضل وفق قول الفقهاء؛ لأن جعل الأولوية للصدقة في الظروف العادية يميت سنة الأضحية، وهي من شعائر الإسلام، غير أنه في ظل الظروف غير العادية كحاجة الناس للوقاية والعلاج من فيروس كورونا، فإن التصدق بقيمتها لهذا الغرض يقدم على الأضحية عند التزاحم إعمالا لفقه الأولويات الذي يعرفه العز بن عبد السلام بأنه: {المواظبة على أفضل الأعمال فأفضلها بحيث لا يضيع بذلك ما هو أولى بالتقديم منه}.


تابع موقع تحيا مصر علي