سد بوط عصب حياة السودانيين .. كيف حاصرت المياه 600 أسرة من 3 جهات

يعتبر سد بوط عصب الشعب السوداني على مر تاريخه، ورغم أن السودان دائما ما تتعرض للفيضانات التي إذا جاءت أزاحت معها المنازل والبيوت البسيطة للعائلات الصغيرة، إلا أن أخر عامين تواجه السودان أزمة بسبب سد بوط، إذ واجه السد أزمة أوشكت على انهياره العام الماضي، لتتكرر نفسها هذه الأيام، تزامنا مع أزمة لحقت بالبلدين مصر والسودان بعد ملء سد النهضة الإثيوبي.

ورغم أن السودان -وهي دولة مصب- ستتعرض لأزمة حقيقية تؤثر على منسوب وسرعة وصول حصتها من مياه النيل الأزرق، بسبب بناء سد النهضة الإثيوبي، إلا أن سد إثيوبيا لم يكن السبب وراء ما يتعرض له سد بوط هذه الأيام من شقوق وانهيار جزئي.

انهيار سد بوط وتشريد 600 عائلة سودانية

أعلن المدير التنفيذي المكلف لمحلية التضامن بولاية النيل الأزرق نسيبة فاروق كلول، انهيار أكثر من 600 منزل بأحياء مدينة بوط، جراء انهيار مفاجئ لسد بوط الذي يستخدم لتخزين نحو 5 ملايين متر مكعب من المياه القادمة من وديان جبال الأنقسنا، وفقا لما ذكته صحيفة "سودان تربيون" السودانية، أمس الخميس.

وقالت كلول، في تصريحات صحفية، إنّ المياه حاصرت 600 أسرة أخرى في أحد الأحياء، مع تعذر الوصول إليها، موضحة أنّ المياه غمرت المنطقة من 3 اتجاهات، وحذرت من حدوث موجة نزوح كبيرة في المنطقة التي يمثل سد بوط عصب الحياة بالنسبة لها وتضم سوقا كبيرا وأكثر من 9 مدارس للتعليم الأساسي، وظلت طوال فترة الحرب ملاذا أمنا للنازحين من جميع أرجاء الولاية.

اقرأ أيضا: الأرقام تكشف الأسباب الحقيقية لانهيار سد بوط السوداني (تفاصيل)

وأكد الدكتور عباس شراقي رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية، في تصريحات له، أن السد سعة التخزينية 5 مليون متر مكعب، موضحا أن سعته تدل على أنه من السدود الصغيرة، التي تنشأ داخليا في الدول، لتخزين المياه وفقا لاحتياجات الدول داخليا، مُضيفا أن انهيار ذلك السد ليس له علاقة بسد النهضة، إذ أن مياه تصب في النيل الأزرق، ولا دخل لسد النهضة بانهياره، مشيرا إلى أنه قبل شهرين جري التنبؤ أن موسم الأمطار في السودان سيكون شديدا، خلال العام الجاري.

وتابع رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث الإفريقية، بأنه جرى تأكيد، الأربعاء الماضي، أن السودان ستشهد أمطارا شديدة وخصوصًا في منطقة شرق السودان حيث يقع السد، مضيفًا أن السيول والأمطار الشديدة هي من تسبب في انهيار السد.