عاجل
الخميس 18 أبريل 2024 الموافق 09 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

الصناديق الانتخابية تذيب الفوارق بين "مصر الجديدة ومنشأة البكاري".. أوبر ينتشر في حي الرؤساء والتوكتوك يسيطر في ريف البكاري.. أغاني شادية تزين اللجان في الأولى والليثي مطرب معتمد في الثانية

تحيا مصر

رغم القواسم المشتركة التي تجمع العملية الانتخابية التي انطلقت في البلاد اليوم بسباق الشيوخ، إلا أن مفارقات وتباينات لافتة تظهر في اللجان التي تختلف في توزيعاتها الجغرافية وطبيعتها السكانية، وقد خاض تحيا مصر اليوم تجربة معاينة واقع اللجان في منطقتي "مصر الجديدة" والذي يطلق عليه "حي الرؤساء"، و قرى منطقة "منشأة البكاري".

ورصد تحيا مصر مجموعة من الدلالات والتناقضات في المشهد الانتخابي بين المقرات الانتخابية بمصر الجديدة، وبين مدارس منطقة منشأة البكاري، حيث يتسرب للأذهان انطباع إيجابي بحالة الثراء والتنوع في تركيبة المجتمع المصري، وهي سمات قد يشوبها الاختلاف أو التشابه، إلا أنها تتضافر نحو هدف واحد، وهو تقوية أركان ودعائم البلاد، من خلال الاستحقاقات الدستورية والنيابية الحالية.

أوبر .. توكتوك

تظهر الفوارق أيضا في طريقة الوصول إلى اللجان في مصر الجديدة والبكاري، فالأولى يظهر بوضوح اعتماد الناخبون فيها على سيارات الأوبر، والتاكسي الخاص أو سياراتهم الخاصة، مع استثناءات نادرة لمواطنين ترجلوا من الميكروباص، فيما يعد "التوكتوك" هو الوسيلة الوحيدة في منشأة البكاري، والذي يتناسب تماما مع طبيعة الشوارع، بخلاف استغناء الكثيرين عنه لأن بيوتهم جميعا لاتبعد كثيرا عن مقر المدارس الواقعة في ذات الحيز الضيق للقرية.

شادية .. محمود الليثي

مكبرات الصوت والديجيهات هي أهم سمات أيام الانتخابات، حيث تحمس نغماتها المارة والمواطنين في المحيط، وتضعهم في القلب من الحدث الاحتفالي الديمقراطي، وبينما ظهر صوت "شادية" بأغنيتها الخالدة "ياحبيبتي يامصر"، والتي سيطرت على أغلب لجان مصر الجديدة، مع استثناءات التزمت حالة صمت، إلا أن نجوم الأغنية الشعبية حكيم ومحمود الليثي سيطرت أغانيهم الدعائية للانتخابات بمنشأة البكاري، وسط حالة تفاعل واسعة من المواطنين على أغنية "مصر حلوة" للمطرب الليثي.

باور بانك..حقيبة الخضار

تظهر الفوارق واضحة وجلية بين المنطقتين، في المقتنيات الشخصية التي يحرص الناخبون على اصطحابها إلى اللجنة الانتخابية، وبينما حرص عديد من سيدات حي مصر الجديدة على أن يكون في أيديهم "الشاحن الإضافي" للهواتف المحمولة أو ما يسمى بـ"الباور بانك" أو زجاجات المياه المعدنيه، كانت العلامة الأبرز في لجان منطقة منشاة البكاري هما "شنط الخضار"، أو تلك الحقائب التي ذكرت أكثر من سيدة لـ"تحيا مصر"، أنهم سيستخدمونها في جلب احتياجاتهم مباشرة عقب التصويت، من خلال أسواق الخضار والفاكهة شديدة الالتصاق بالمدارس في مناطقهم الشعبية، موضحين: جينا ننتخب بدري، علشان نلحق السوق واحتياجاتنه منه بدري.

كمامات ملونة.. طرحة

وسط حالة تشديد قصوى من القائمين على العملية الانتخابية لمراعاة الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا، إلا أن التعاطي مع ذلك اختلف من منطقة مصر الجديدة لنظيرتها في منشأة البكاري، ففي الأولى حرصت الفتيات والنساء على ارتداء الكمامات الطبية الملونة، وأيضا الكمامات الطبية مرتفعة الثمن، وفي البكاري استعان السيدات بالكمامات القماشية العادية، وأغلبهن وضع فوقها جزء مما يرتدوه من "غطاء الرأس"، وسط ممازحات بأن "الطرحة" لايمر منها فيروس كورونا أبدا.

المشترك المبهر

ورغم الفوارق الواضحة، إلا أن مجموعة من العوامل التي وحدت المشهد في النهاية، وفي مقدمتها حالة السعي المخلص التي جمعت بين كل من خرج وتوجه إلى الصناديق الانتخابية، ثم مظاهر التنمية الواضحة، سواء في مصر الجديدة التي أجمع الناخبون على أنه بفضل سلسلة الكباري وإصلاحات الطرق لم تعد شوارعهم ولجانهم تعاني التكدس المروري، وأيضاً في منشأة البكاري والتي أشار أهلها إلى أنهم باتوا يحصلون على حقهم في التموين وتوصيل الغاز للمنازل أكثر من أي وقت مضى، لتتقاطع مشاهد التنمية مع أكتمال مؤسسات الدولة عبر استحقاقات دستورية ونيابية تليق بحجم مصر في محيطها وأمام العالم.
تابع موقع تحيا مصر علي