عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024 الموافق 15 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

مرتضى منصور يواصل إلقاء كرات اللهب..يعصف بأهم مكتسبات السيسي لاستعادة هيبة الدولة..ولجنة برلمانية ساهمت في تقوية شوكته

تحيا مصر

بذلت القيادة السياسية مجهودات جبارة من أجل استعادة هيبة الدولة المصرية ورجالها، فعقب فترة من الاضطرابات التي حاول فيها أعداء البلاد التطاول على رموزها الحط من شأن كوادرها ومسوؤليها، كان للرئيس عبدالفتاح السيسي دوراً تاريخياً في الحفاظ على الدولة وأعمدتها وأركانها الوطنية، إلا أن البرلماني ورئيس نادي الزمالك مرتضى منصور كان له رأي آخر.

حالة من التوتر والاضطراب والعصبية والصراع يكون بطلها على الدوام المستشار مرتضى منصور، والذي يلقي فيه وجه الدولة بكم هائل من المشكلات وإثارة القلاقل، والسير عكس اتجاه القيادة السياسية الهادفة دوما إلى اطفاء التوترات والحفاظ على استقرار الدولة، والوأد السريع لأية استقطابات أو سجالات حادة من شأنها تكدير السلم العام، والذي دفعت مصر ضريبة باهظة من أجل إحلاله والوصول إليه.

تأثير كارثي
يدفع البعض بأن حالات العصبية الزائدة للمستشار ماهي إلا "زوبعة في فنجان"، فيما يحتفظ البعض برأي آخر أقرب إلى الصواب، وهو أن الأمر آخذ في التمادي، يزيد مقدار الغضب مرة تلو الأخرى، للدرجة التي بلغ فيها حد التطاول على رئيس وزراء مصر على مرأى ومسمع من الجميع، وقبلها مايشبه حالة "طرد" وزير حكومي رفيع من النادي، وهو وزير الشباب والرياضة، بعدما كان الأمر مقتصراً على انفعال عابر في مكالمة ببرنامج رياضي مع مدحت شلبي أو أحمد شوبير.

منصور يهدم أغلى ماتملك الدولة المصرية في المرحلة الحالية "الهدوء والاستقرار وهيبة الدولة"، يفتح نيرانه على الجميع، لايفرق بين رئيس نادي ورئيس وزراء، ولايدرك أن لما يفعله تأثير سلبي خطير، حيث يشجع من بعده الكثيرين ليتجرأوا على الدولة وقياداتها، خاصة من فئة الشباب، اللذين بينما كانوا في حاجة إلى التأكيد على هيبة الدولة منعاً لأية انفلاتات، أصبحوا يتداولون على هواتفهم مقطع يتم خلاله تقزيم رئيس الوزراء وسؤاله بشكل مهين: إنت مين، نادي الزمالك اللي عملك.

حصانة مطلقة
المدقق فيما وصلت إليه ظاهرة المستشار من فداحة، لايمكنه إلا أن يشير إلى دور مباشر للجنة التشريعية بالبرلمان، في "تقوية شوكة" رئيس نادي الزمالك، بعدما رفضت مايقارب الـ 10 طلبات لرفع الحصانة، في سابقة برلمانية غير معهودة، دافعت خلالها عن منصور بكل ماتملك، دون أن تقيم وزناً لطلبات واردة من كيان بقيمة وقامة المكتب الفني للنائب العام المصري، والذي كان يرد على طلباته بحق منصور بأنها:كيدية.

اللجنة التشريعية في مجلس النواب رسخت لدى العامة مؤخرا، وبسبب منصور، اعتقاد كارثي بأن الحصانة البرلمانية، أصبحت "سيف مسلط" على الرقاب، وجدار حماية لايمكن تخطيه، وضمان لارتكاب أية مخالفات وتطاولات وإهانات وتكون لك الحصانة "طوق نجاه"، وقد اكتوى بهذه النار عديد الأشخاص اللذين بطش بهم منصور قولاً وتصريحاً ومنهم النادي الأهلى ورئيسه محمد الخطيب مؤخراً.

مستقبل هادئ
أكثر ماتحتاجه مصر خلال فترة تزدحم بالتحديات الخارجية والداخلية، هو الهدوء الذي يساعد على التصرف السليم وتوجيه طاقات الرأي العام، نحو الاصطفاف مع الرئيس السيسي في الملفات الحساسة المطروحة على كافة الجهات والمواقع.

أشد ماتحتاجه البلاد هو ترسيخ شكل التعامل مع رجال الدولة، من منطلق الاحترام والتوقير عقب كل مابذلوه خلال فترة لاتقل تحدياتها عن الحروب والظروف الاستثنائية، والتي برز فيها قيادات بحجم مصطفى مدبولي الذي أصبح بحكم التاريخ والسياق الحالي ضمن أهم رؤساء الوزراء في مصر، ليتم التطاول عليه وعلى وزيره للشباب والرياضة بهذا الشكل، وهو مالايجب أن يتكرر في المستقبل القريب الذي سيشهد انعقاد مجلس الشيوخ والنواب بقيادات برلمانية لايجب أن تستغل الحصانة الخاصة بها بهذا الشكل الخاطئ.
تابع موقع تحيا مصر علي