عاجل
الثلاثاء 07 مايو 2024 الموافق 28 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

أشرف رشاد يكتب: "المعلومات" زاد المعلم والتلميذ

تحيا مصر

من منا لم يقرأ تلك المعلومة التى جاءت فى رؤيا عزيز مصر، وفسرها يوسف (عليه السلام)، عن سنواتٍ الجدب والغوث، فنجت الأمة ومرت السنوات العجاف بما أعدوا لها بناءًا على المعلومة.

‏‎من منا لم يبهره تأويل العبد الصالح لما لم يستطع عليه نبى الله موسى صبًرا فى قتله للغلام وخرقه السفينة وفى أمر الجدار.
‏‎إنها المعلومة.. ‏‎لعلها فى المثلين السابقين إلهام من الله، لكن هذا لا يعنى ألا نبحث عنها.

‏‎إننى أزعٌم أن الانتصار فى السياسة وفى الحروب وفى العلم وفى التقدم عامة بين الأمم قائم على المعلومات قبل الأسلحة والأموال.. ‏‎إياك أن تخطو خطوة دون قرار مسبق بهدف مبتغى جاءت رغبته على غير علم.

‏‎إياك من سلك الدرب المجهول بأمل خرف لا يقوم على وعى بآليات تحقيقه.. ‏‎الآمال بلا معلومة ضرب من المراهنة، وبعلم هى السعى المحمود.

‏‎اجمع معلوماتك وادرسها جيدا، وتمعن فيها ودعها تقودك للبدائل بعلم ووعي وإدراك وإلمام تام بمفرداتها، كن كسيدنا إبراهيم عليه السلام.. وقد تأكدت المعلومة.. راح يتمعن فيها سائلا ربه. أرنى كيف تحيى الموتى ليطمئن قلبى بعلم بمراحل الحقيقة.

‏‎سل نفسك فى كل المواقف وكل خطواتك: لما ولماذا واجب ؟ ثم اخطو.. فكر من ثم رافق.. ابحث متى وانطلق .. استثمر بالاستفادة المجانية من خبرات الآخرين، والأحرى ان تدرس خبرتك أنت.
‏‎
توكل على الله متمعنا فى قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) تفكر فيها كيف ينفى رسول الله على المؤمن ألا يستفيد من التجربة، وما أعظمها من وصية أن تدرك مستقبلك انطلاقا من معلومات الماضى.

‏‎انظر إلى هديه الكريم حين عين عبدالله بن أبى بكر.. لموافته كل ليل بالمعلومات عن قريش فى هجرته، تعلم من أهتمامه بالمعلومات فى غزوة بدر حينما كلف طلحة بن عبيد الله التيمي وسعيد بن زيد بن تقيل، بجمع المعلومات عن القافلة التي كان يقودها أبو سفيان وهي قادمة من الشام، ويظهر من خلال رواية ابن هشام أنه أرسل مجموعة أخرى جديدة بعد عودة المجموعة الأولى.. إنها المعلومات ودورها فى الأمم التى تبغى الانتصار والنجاح.

‏‎إن لم يأتيك الإلهام، فابحث فى العلات وبواطن الأمور واستشرف الغد بعلم حينما حط الحبيب فى موقعة بدر، بمكان غير لائق عسكرياً، قال الحبَّاب بن المنذر للنبي : يا رسول الله أرأيت هذا المنزل ؟ أمنزل أنزلك الله ، ليس لنا أن نتقدم أو نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فقال : (بل هو الرأي والحرب والمكيدة)، فقال الحبَّاب رأيه بان يكون المقام حول الماء وقام فورًا رسول الله بجيشه حيث نصح.

اقرأ أيضًا: أشرف رشاد يكتب: اجتهدتَ قدر المستطاع .. لكنه قدر السياسي!

‏‎انظر حذيفة بن اليمان عين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على العدو في معركة الخندق كان من السهل أن يقتل زعيم قريش أبا سفيان وهو يدخل الى معسكر المشركين ولكنه لم يفعل التزامًا بوصية الرسول ودوره فى جمع المعلومات فقط دون أن يرمى بسهم ولا حجر وكذا الحال لعبد الله بن أبي حدود الأسلمي الذي أرسله الرسول (صلى الله عليه وسلم) عينًا على قبيلتي ثقيف وهوازن اللتان كانتا تهمان غزو المدينة وكان بإمكانه قتل زعماء تلك القبيلتين ولم يفعل ، ولقد أجدى ما جمعوه من معلومات نفعا اكثر من قتلهم زعماء العدو.

المعلومات سادتي : منبت القرار وعضد الفطن ومصباح الناجحين.

‏‎ذاك مدخلى لهذا الخضم من الروعة لمن أراد النجاة والفوز.

‏‎اسوقه لكل من يسفسط بأن الحداثة والتطور والمعلومات مستجدات على الاديان ولا علاقة لها بالتمسك بالقيم.. لا صراع ولا نزاع ولا تضاد سادتى بين أن نكن أسياد العالم بماضينا المشرف وأسياد العالم بمستقبلنا المشرق.

‏إن التراخى عن اللحاق بحرب المعلوماتية فى نظرى خنوع وخيانة للأوطان.
تابع موقع تحيا مصر علي