عاجل
الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

خالد يوسف عن الجدل المثار حول أصحاب ولا أعز: هري ناتج من الإحباط والعقد النفسية

تحيا مصر

علق المخرج خالد يوسف عن الجدل المثار على فيلم أصحاب ولا أعز ، والذي أدى إلى انقسام الراي في المجتمع إلى رأيين الأول معارض والثاني مخالف، كما نال هذا الفيلم نصيب الأسد بمناقشات وسائل الإعلام المختلفة اضف غلى ذلك وساءل التواصل الاجتماعي خاصة فيس بوك وتويتر.

 تحيا مصر

جاء ذلك عبر صفحة المخرج خالد يوسف عبر بوست قام بنشره على صفتحته الرسمية فيس بوك بعنوان”أسئلة واجبة في ازمة فيلم ( اصحاب ولا أعز ) “.

خالد يوسف عن الجدل المثار حول أصحاب ولا أعز: هري ناتج من الإحباط والعقد النفسية

وقال خالد يوسف:” مع يقيني بأن التيارات السلفية وكتائبها الإلكترونية والمتأثرين بهم لها نصيب في اشتعال الازمة بل ان مصالح ( منصات منافسة ) قد تدخلت ايضا لصالح اشتعالها ومع تسليمي بأن الكثير من ( الهري ) الموجود ناتج من الإحباط والعقد النفسية التي تتواري خلف شاشة موبيل ويخلط خلطا مريعا مابين ممثلة تخلع (الاندوير ) طبقا لدورها وبين الفنانة التي احبوها واحترموها

بل ان معظم من علق علي الازمة لا يعرف ماهو الدور الذي يجب ان يقوم به الفن

الا ان ذلك كله لا يمنعني من ان أجد الأمر -في عمقه - الذي شغل الناس يتجاوز ذلك كله وله أسبابه الحقيقية وليس مصنوعا بالكامل .. ومن الخطأ ان نتصور ان أزمة الفيلم أخدت أكبر من حجمها وان نسطحها ونحسبها ترندا زائلا لان الفيلم في رأيي قد طرح قضيتان في منتهى الأهمية… القضية الاولي قد طرحها عن قصد لأنها هي قصد الفيلم الإيطالي الأصلي المأخوذ عنه الفيلم العربي وبالأحري المستوحى من مسرحية "الزوجات الثلاث الكاملات" لأليخاندرو كاسونا وسأتحدث عن ذلك لاحقا أما الآن سأتحدث عن القضية الثانية التي طرحها الفيلم دون قصد - وأؤكد على أن صناع الفيلم لم يقصدوها - القضية هي الترويج للمثلية الجنسية والديوثية ( الديوث الذي لا يأبه لعرضه وشرف نسائه) بأعتبار ان الفيلم قد قدم مشاهد تحتوي علي قبول بعض شخوص الرواية للمثلي جنسيا واعتباره أمرا يخصه وحده وعلينا ان نقبله ولا نزدريه وأن كل شخص حر في التصرف في جسده وليس لنا أن نحكم عليه أخلاقيا او حتي من منظور ديني ،..كما احتوي الفيلم مشاهد تنم عن قبول أب لحق ابنته ان تفعل ماتريد بما فيها اقامة علاقة جنسية مادام قد بلغت سن الثامنة عشرة

خالد يوسف: عدم انتباع صناع الفيلم لجمهوره : الدنيا قامت ما قعدتش

في الفيلم الايطالي الاصلي كان الامر طبيعيا والمشاهد عادية لانهم ينتمون لمنظومة قيم المجتمع الغربي والذي حسرت مفهوم ومقياس الشرف علي تلك الافعال التي ترتكبها في حق المجتمع أو في حق الإنسانيه مثل الرشوة السرقة النصب الخداع التمييز العنصرية الخ ..وان الانسان البالغ سن الرشد ليس من حق احد التحكم في افعاله حتي لو كان بإسم الابوة او الامومة ..كما قلت كان الامر طبيعيا والمشاهد عادية بالنسبة للمشاهد الغربي لانها من صميم قناعات قطاعات كبيرة في مجتمعاتهم اما في الفيلم العربي لم ينتبه صناعة ان جمهورهم مختلف فقامت الدنيا ولم تقعد..

أما القضية الثانية التي قدمها الفيلم وكان صناعه منتبهين لها ويقصدون مناقشتها بالفعل هي الصندوق الاسود الساكن داخل كل منا،

فماذا لو كان مكشوفا للآخرين خاصة المقربين منا ك( الزوج او الزوجة او العائلة او الاصدقاء وغيرهم) وما حجم الدمار الذي سيحدث لو اطلعنا علي سرائر وضمائر بعضنا البعض،؟

ما بين مؤيد ومعارض

أعتقد أن معظم من شاهد أو سمع عن فكرة الفيلم واستهجنها قد صارح نفسه والآخرين حوله أن سبب ثورته هو القضية الاولي والتي تدور حول هدم قيم المجتمع وما ادعي البعض أن الفيلم قد حاول أن يروج للشذوذ أو الديوثية ولكنني أعتقد أيضا أن معظم هؤلاء لم يجرؤا عن مصارحة انفسهم بسبب ثورتهم الآخر، أنهم خشوا أن يروا ذواتهم في المرآة او أن يشاهد الاخرون بالذي يسكنها من أسرار وشطحات خيالية ، ومعظم هؤلاء ابتعدوا عن السبب الثاني لثورتهم ( ولزقوها) في هدم قيم المجتمع لأن ذلك يجعلهم أكثر أخلاقا وانتصارا للفضيلة ولقناعات المجتمعات وثوابته ف(يتلككون ) بادانة خلع (الآندر وير ) واستهجان قبول المثلي وصب اللعنات علي الاب المنفتح ( المعرض لامؤاخذه كما وصفوه )

والاسئلة الكاشفة الناتجة من هذا التحليل هي :-

اولا :- هل مجتمعاتنا تريد او قادرة علي قبول منظومة قيم مغايرة لموروثها ..؟

ولو كانت الاجابة بلا هل ذلك يعني الجمود ام الحفاظ علي الاصالة من وجهة نظر رافضيها ..؟

ولو كانت الاجابة بنعم ماهو حدود هذا القبول وذاك التأثر والتأثير ( dialectic) اللازم للتطور والتقدم ..؟

ثانيا :- هل النفس البشرية - بشكل عام وليس الانسان العربي فقط - مجبولة علي المداراة وكنز الاسرار في الاعماق ..؟

وهل المكاشفة والشفافية هو أمر مستحيل لعدم القدرة علي مواجهة الذات والآخر ..؟

ثالثا:- هل تشي هذه الازمة ضمن ماتشي وتكشف بأن مجتماعتنا باتت اكثر تحفظا او قل اكثر رجعية وتخلف

ام تظهر انها مجتمعات تحافظ علي اصالتها ..؟

رابعا :- لماذا الان اكثر من اي وقت مضي الخلط بين الفن والواقع وبين الممثل وما يؤديه كدور وبين حياته كإنسان..؟

ولو كانت ظاهرة سلبية كيف الخلاص منها ..؟

خامسا :- كيف يتم استغلال واستخدام الترند لأغراض أخرى سواء سياسية او اقتصادية ..؟

سادسا :- هل الانسحاق للترند وراء الآخر مهما كان تافها يؤدي لتأخر المجتمعات ام انه امر للتسلية لا ضرر منه ..؟

سابعا :- ماهي وظيفة الفن ..؟ هل هي تكريس قيم وتقاليد المجتمعات وغرسها في الوجدان أم التمرد عما يراه مرتبطا بموروث متخلف من وجهة نظر صناع الفن..؟

ثامنا :- هل الفن يقدم الحلول أم وظيفته في الأسلوب الذي يستخدمه في طرحها ووضع الاسئلة الكاشفة عن بعض او كل جوانب القضية التي يعالجها لكي تجد المجتمعات بكل قواها المعرفية اجابات تصلح لوضع حلول وصنع مستقبل افضل ..؟

انا هنا اطرح الاسئلة فقط وعلينا جميعا ان نجد اجابات عنها لنعرف جميعا كيف يسير العقل الجمعي لمجتمعاتنا والي اين يتجه

وبرغم الكلام السطحي الهائل الذي قيل عن الفيلم،فالمؤكد ان الفيلم قد طرح قضايا مهمة راميا بحجر هائل في مستنقع الرتابة والركود كي يجعلنا نفكر فيما نريده لانفسنا ولمجتمعاتنا

تابع موقع تحيا مصر علي