عاجل
الجمعة 10 مايو 2024 الموافق 02 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

ألفة السلامي: «الشاشة» قبل النوم!

تحيا مصر

أن تجعل طفلك ينام ليلاً هو أحد أصعب الأشياء التي سيتعين عليك القيام به على الإطلاق، معظم الأطفال ممتلئون بالنشاط لدرجة أنهم سوف يسحبون كل طاقتك قبل أن يصلوا إلى منتصف الطريق من مخزون طاقتهم. وهنا قد يكون اختيارك هو السماح للطفل بالجلوس أمام الشاشة استعدادا للنوم وهذا اسهل اختيار لتهدئة طفلك وإراحة نفسك للتخلص من إرهاقه، ولكنه الأصعب والأخطر على سلوك الأطفال حيث سيكتسبون عادات سيئة قد تصل إلى إدمان الشاشات!.

تحيا مصر 

كل أب أو أم لديه صورة مثالية لما ستكون عليه تربية أطفاله. وتعتبر الأفكار المسبقة التي ترفع شعارا "لن نفعل ذلك مع أطفالنا أبدًا" أمرا شائعًا للعديد من الآباء والأمهات الذين يمرون بهذه التجربة أو سيختبرونها عن قريب. الواقع العملي سيأتيهم بحقائق أخرى قد تكون عكس مبادئهم وقناعاتهم التربوية. وهنا الصمود أمام "السهل المدمر" هو ما يصنع أبوين صالحين وأطفالا على درجة فضلى من السلوك السويّ.

الحقيقة هي أنه في غالب الأحيان تكون الأبوة والأمومة أمرًا بالغ الصعوبة والإرهاق حقًا، ولن يكون لديكما وقت لالتقاط الأنفاس أو حتى اختطاف ربع ساعة للنفس، للاستحمام على سبيل المثال.

وهنا تأتي المعضلة: أنت تعلم أنه إذا سمحت لطفلك بمشاهدة شيء ما فسيظل كذلك طوال الوقت ولن يتسنى لك بعد ذلك تصحيح هذا السلوك؛ ولن تلومن حينئذ إلا نفسك إذا تراجعت عن مبدئك!.

ربما وعدت نفسك سابقا أنك لن تكوني تلك الأم (أو ذلك الأب) التي تُتيح لأبنائها الجلوس أمام الشاشة، حتى لو كنت قد صارعت والديك للفوز بهذا الحق عندما كنت طفلة أو مراهقة! استمر في التزامك بوعدك من أجل طفلك وليس من أجلك أنتِ ولك في هذه الدراسة دليلا علميا على صحة قناعاتك. 

أجرى باحثون في جامعة أريزونا دراسة على 547 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 7 و9 سنوات. وتتبعت عدد المرات التي يُسمح فيها للأطفال باستخدام الشاشات بالإضافة إلى أنماط نومهم.

كما أجرى الباحثون استطلاعًا للآباء حول مزاج أطفالهم وقدراتهم على تنظيم السلوك الذاتي. كما جعلوا الأطفال يرتدون ساعات يد تسمى أكتيغرافس والتي تتعقب الحركة والضوء المحيط. ساعد هذا البحث في تتبع مدة نوم الأطفال.

وجدت الدراسة أن الأطفال الذين لم يقضوا وقتًا أمام الشاشات قبل النوم يتمتعون بمدة 23 دقيقة إضافية من النوم أسبوعيا، كما أنهم ذهبوا إلى فراشهم قبل 34 دقيقة تقريبًا من نظرائهم الذين يستخدمون شاشة التلفزيون أو جهاز ايباد.

 على الرغم من أن ساعة تقريبا هي الزيادة في مدة النوم إلا أن جودة النوم مهمة للغاية في نمو الأطفال.

يوضح استبيان آخر حول المخاطر المحدقة بالشباب، والصادر عن مركز السيطرة على الأمراض سي دي سي عام 2018 ، أن النوم الجيد يمكن أن يؤثر على حياة الطفل بعدة طرق، بما في ذلك التمتع بالوزن المثالي والتحصيل الدراسي الجيد وتميز الدرجات.  

على سبيل المثال، ينام الطلاب المتميزون في الدراسة لمدة تترواح بين نصف ساعة وساعة أكثر وبمعدل 7 ساعات تقريبا كل ليلة، مقارنة بالطلاب الحاصلين على تقييم متوسط إلى ضعيف. كما أظهرت دراسة أخرى أجرتها جامعة بنسلفانيا عام 2018 أن الأطفال الذين يعانون من أوقات نوم غير منتظمة يكونون أكثر عرضة لزيادة الوزن. وكشفت أن الأطفال الذين لديهم أوقات نوم متناسبة مع العمر عندما كانوا في التاسعة أصبح مؤشر كتلة الجسم لديهم أكثر صحة في سن الخامسة عشر من أولئك الذين لم يكن لديهم وقت كافٍ للنوم. وأشارت إلى أن الأطفال الذين تأثر نومهم أكثر من غيرهم بالوقت الذي يقضونه أمام الشاشة، سجلوا أيضًا مستويات أعلى من التشتت والإجهاد.

 وبالرغم من صعوبة التحكم في استخدام طفلك للتليفون والايباد وشاشة التلفزيون، فإن عدم الاستسلام وتركه أمام تلك الشاشات وهو على وشك الذهاب إلى الفراش يعد أمرا بالغ الأهمية وهو بمثابة الاستثمار في مستقبل الطفل.  

ومثلما هو أمر مهمّ للكبار أن يناموا دون أيِّ مُشتّتات، فإن الأمر أكثر أهمية بالنسبة للأطفال أن يتمتعوا بنوم جيد. في النهاية، سيتجاوزون هذه المرحلة بسلام، رغم تعب الأبوين الذي لن يتوقف، حيث سيضطران قريبا إلى القلق بشأن إيقاظهم كمراهقين؛ لكن هذه فكرة جيدة لمقال آخر!

[email protected]

 

تابع موقع تحيا مصر علي