عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024 الموافق 14 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

الفنان دينق مـجــوك أجــاك: الغناء سلاح لتوصيل صوت المنسيين... ولا يجب أن تحتوي الاغاني على شتائم

تحيا مصر

أكد ديـنــق مـجــوك أجــاك، الفنان من دولة جنوب السودان، أن  الغناء نوع من أنواع الأسلحة التي تستخدم أحياناً للمقاومة أو كوسيلة أكثر سلمياً في توصيل صوت المنسيين في الدولة خاصة الفئة الأكثر ضعفاً، مؤكدا أنه يغني من أجل هؤلاء المنسيين من أبناء بلده.

تحيا مصر 

وعن نشأته أكد ديـنــق مـجــوك أجــاك، في حوار أجراه على هامش زيارته للقاهرة  لاحياء حفلة خيرية لجعمية جنوب السودان،  وقد حاوره الصحفي أتو عامر، أنه من مواليد منطقة "أبيي" بجنوب السودان في عام 1982م وأنتقل إلى الجريف شرق  ولاية الخرطوم في 1988م ونشأ في أسرة تتكون من تسعة أفراد أب وأم وأربع بنات وثلاثة أولاد، ثم التحق بمدرسة إبراهيم صباحي الأساسية، ثم مدرسة مبارك زروق الثاناوية، والآن أب لأبناء.

وبين أن الوطن منحه أجداداً من حسب ونسب، ويحسب لهم ألف حساب، انطلاقاً من جده "أجاك" مروراً بكل خير من بداية خطاه الأولى وتتبعها رغم تواجدنا سابقاً في جمهورية السودان على أتم الكلمة والفعل آنذاك أيام الشدة، و الهدنة سنة 2010م مقابل التضحيات الجسام التي بدت في شكل الاستقلال، وكان بالفعل استقلالا، لو لم تستفحل أيادي أبناء الزوايا من خونة وقيادات البارحة أعوان المستدمر الذي تسلل بعضهم واخترق قبيل الاستقلال 2008م وبعد الاستقلال 2011م.

وعن بدايته للغناء، أكد  ديـنــق مـجــوك أجــا أنه بدأ  كعازف جيتار في 1997م في فرقة "راى جاز"  وفرقة "فيوران شول" ثم بدات أشارك في الحفلات في مركز السجانة في 2000م وكان أستاذه الذي تعلم منه الكثير هو ذآك الإنسان  الأستاذ/ سبت بانداس، هو من شجعن في هذا المجال.

الفنان  دينق مـجــوك أجــاك: الغناء سلاح لتوصيل صوت المنسيين... ولا يجب أن تحتوي الاغاني على شتائم

ولفت ديـنــق مـجــوك أجــا، إلى أنه في 2002م أنتقل من عازف جيتار إلى مغني وكاز يجد معارضة بشدة من بعض زملائه في الفرقة كانوا يريدوه أن يكون عازف فقط وليس فناناً ولكن موهبة الغناء بداخله كانت تجبرنه دوماً إلى أن أكون فنان وليس العكس عازفاً وهذا ماحدث بعد مرور الوقت، وكنت معجب جداً بالفنانيين أبناء بلدي الفنان/ماركو كوال ديينق، والفنانة الراحلة المقيمة/ تريزا نياكول مثيانق، هؤلاء هم من شجعوه إلى الغناء والطرب، وبدأت الغناء في كنيسة الجريف شرق في (2002--2003) ثم أنتقل إلى الغناء في نادي بري  وكمبوني قراوند وفي أحياء ولاية الخرطوم في 2003م، وكان أول حفلة بنسبة لي عانقت فيه الجماهير كان في نادي بري في 2004م.  

واضاف أنه يكتب كلمات تلك الأغنيات بنفسه ثم يقوم بتلحينها في البدء بآلة الجيتار التي يجيد عزفها من قبل، وأحياناً يعرض كلمات الأغنية على بعض زملائي في الفرقة الموسيقية والعازفين من أجل الاستماع إلى وجهات النظر في كلمات الأغنية واللحن، حتى أستفيد من أي نقد أو النصيحة التي يقدموها لي، كنت دوماً أحرص على اختيار كلمات الأغنية من الظواهر الاجتماعية والسياسية التي تحيط بالمجتمع الذي أنتمي إليه.

وأشار ديـنــق مـجــوك أجــا، إلى أن التواصل هو النموذج الحقيقي والمثال في الأخذ والعطاء لبناء كيان وحدوي أساسه القوة المنافسة، وللحفاظ على التوازن المثالي، وتقليص المسافات، وليعرف الجميع أنه  مازال في حاجة لمعرفة ومعارف الآخر لأني بدونه لا أمثل شيء والكيان هو "اتحاد فنانيين بلادي."


وأضاف ديـنــق مـجــوك أجــا أنه لم يخرج من دولة جنوب السودان ليختار دولة أخرى حتى الآن حيث ظل طول تاريخها يسافر زيارات للخارج وأستغرق فيها أقل من شهر ثم أعود من بعد ذلك إلى وطني الذي أؤمن بأن لا حياة سعيدة خارجه.
واضاف أنه تفاجأ  بالشتائم، والنقد والهجوم من بعض المتشددين على الأغنية "شباب ده نيال" التي تعني شباب أبيي فوق، جاء كل هذا الهجوم فقط لمجرد أنني قمت في الأغنية بتشجيع الشباب الذين نظموا أنفسهم دفاعاً عن أرض أبـيـي، خاصة عندما أتى الهجوم على منطقة أستطاعوا عن يدافعوا عن الأرض حتى ولو كلف الأمر أرواحهم، إن هؤلاء الشباب الذين مدحتهم في الأغنية هم في الحقيقة تنظيم شبابي خلقه الصدفة والضرورة  وأنهم غير منظمين من قبل تنظيماً سياسياً أو اجتماعياً هذا هو الحقيقة لا يعرفها الكثيرين.
وأشار إلى أنه  لا يفضل  الأغنيات التي يكون كلماتها عبارة عن"شتائم" والتي يكون الغرض منها إشعال الفتنة، موضحا أنه يحب السلام الاجتماعي و أن أرى بلدي ينعم في السلام وتنمية، أشجع الشباب للنهوض بالوطن، هناك أغنيات غنيتها ربما قد يكون لم يسمعوها هؤلاء من قبل وهي كانت أغنيات تشجع حكومتنا الحركة الشعبية في 2009م التي يتمثل في رئيسها سلفاكير ميار ديت، رغم عني لا أحب عن أمدح أحد بغنية كما يفعل الكثيرين اليوم، ولكن ذكرت اسم الرئيس في الأغنية لأنه رمز للدولة وأنه يمثل شعب السودان الجنوبي ككل.  

واختتم ديـنــق مـجــوك أجــا، بالتأكيد، أنه لن يجد أحسن من الإنترنت والرقمية التي أثمرت بتقليص المسافات، وبنت جسور تواصل أجمل وأروع، لقاء أبناء وبنات السودان الجنوبي أتمنى أن يتحقق أخيراً التواصل المثمر، مؤكدا على حبه وتقديره واحترامه لشعبنا في السودان الجنوبي من خلال حبي وتقديري واحترامي إلى شعب السودان الشمالي والسودان الجنوبي وبصفة خاصة مسقط رأسي شعب "أبــيـي."

تابع موقع تحيا مصر علي