عاجل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

الإسلام لم ينتشر بالسيف.. خريجي الأزهر تفند دعاوى المتطرفين للاعتداء على المخالفين

خريجي الأزهر
خريجي الأزهر

قال الدكتور أحمد حسين - عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، خلال محاضرة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر لتفنيد دعاوى المتطرفين، إن الدين الإسلامي لم ينتشر بالسيف كما يدعي البعض، بل انتشر عن طريق التجار المسلمين وأخلاقهم الحسنة في المعاملة، وهناك بعض البلاد غالبيتها من المسلمين ولم تصل الفتوحات المسلمة إليها مطلقًا.

الدين الإسلامي لم ينتشر بالسيف

وأوضح عميد كلية الدعوة الإسلامية، أن الحروب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن إلا لرد العدوان، وأن أساس دعوة رسولنا الكريم، الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، مصداقا لقوله تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ).

جاء ذلك خلال محاضرة (تفنيد دعاوى المتطرفين .. للاعتداء على المخالفن في الرأي)، ضمن فعاليات برنامج المحاضرات التفاعلية التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر؛ لتصحيح المفاهيم المغلوطة، بمقرها الرئيس بالقاهرة لعدد من الطلاب الوافدين من دول: (نيجيريا - تشاد - الكاميرون - النيجر).

جانب من المحاضرة

الإسلام حرم الاعتداء على النفس البشرية

وأشار الدكتور أحمد حسين، إلى أن الجماعات المتطرفة تستغل الدين لتحقيق مآربها الشخصية، وتتخذ من العنف منهجا لتحقيق ذلك، مؤكدا أن الإسلام حرم الاعتداء على النفس البشرية بأي صورة من الصور، مصداقاً لقوله تعالى: (وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).

وشدد عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، على أن الإسلام دين سلام، وهو دعوة إلى السلم والمسالمة، ومن هذا المنطلق يعمل الأزهر الشريف، فهو يجمع الطلاب من مختلف الجنسيات، باعتباره قبلة العلم والعلماء من كافة أنحاء العالم.

محاضرة خريجي الأزهر

التنوع في الشريعة الاسلامية

كما قال الدكتور ابراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق - المستشار العلمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر: إن المتطرفين يرفضون اختلاف التنوع في الشريعة الاسلامية  فاختلافهم دائما اختلاف تضاد، يقفون بمنهجهم وفساد معتقداتهم أمام مرونة الإسلام، وذلك يرجع لعدم إلمامهم بالعلوم الشرعية واستخدامهم المنهج الخاطئ في الاستنباط وإقامة الدليل؛ مما جعلهم ينحرفون عن جاده الصواب، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك في حكمهم على أنهم على صواب وغيرعم على خطأ، وبهذا المنهج الخاطئ أحيوا فكر الخوارج الذى قُبر منذ مئات السنين؛ فانتقلوا للحكم بالفسق وخروج المخالفين لهم في الرأي وخروجهم عن الملة ودفعهم هذا لحمل السلاح عليهم، واستباحتهم للدماء والمال والعرض. 
جاء ذلك خلال ورشة العمل تحت عنوان "نبذ التطرف الديني وترسيخ الوسطية والاعتدال" التي عقدت أمس بمقر المنظمة العالمية لخريجي الأزهر؛ لعدد من الأئمة والدعاة بدولة الصومال، بالتنسيق مع فرع المنظمة بمقديشيو، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.

بناء نفوس عالية الهمم

وأوضح، أن هؤلاء المتطرفين لم يفهموا أن الاسلام جاء لبناء نفوس عالية الهمم مبنية على الأخلاق والقيم، كتكوين نفس أمينة صادقة متقنة للعمل حريصة على فعل الخير أينما حلت، تحترم الآخر في القول والسلوك، تميل للعفو أكثر من الانتقام .. فكلها أخلاق تُحمل على الوسطية التي ينادي بها الإسلام، مشيرا إلى أن مرونة الشريعة الإسلامية تكمن في مراعاة تجدد مصالح الانسان عبر الزمان والمكان  وتحقيقها وفقا للفهم الصحيح للنصوص الشريعة التي تخدم الانسان وتعمل على سعادته في الدنيا والآخرة.
وأكد الدكتور الهدهد أنه من هنا تأتي ضرورة مواجهة هذا الفكر الضال بأسلوب ممنهج يعتمد على إقامة الحجة والبرهان ودحض آرائهم الضالة وأفكارهم العدوانية التي تهدد أمن الأفراد والمجتمعات من منطلق أن الفكر يواجه بالفكر.

تابع موقع تحيا مصر علي