عاجل
الجمعة 17 مايو 2024 الموافق 09 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
عمرو الديب

دعيت على نفسي بالسرطان مكان أمي.. إسلام: بشقى بدعائي.. وبتمنى الدولة تقف جنبي

إسلام أسامة
إسلام أسامة

ما بين كسرة فقدان الأم، وصدمة الإصابة بالمرض الخبيث، يعيش إسلام إسامة حياته بين تلك الضائقتين اللاتان ألمتا به في أقل من شهرين فقط، وهو يتحسر على دعوة خرجت منه فأصابت السماء، وكأن أبوابها كانت مفتوحة ليبتلي الله بمرض السرطان مثل والدته التي دعى بأن ينتقل المرض منها إليه.

يحكي «أسامة» والحسرة تملأ قلبه، في لقاءه مع موقع تحيا مصر، قصته الحزينة التي هزت قلوب كل من يعرفها: «ماما كان عندها 39 سنة وأصيبت بالسرطان، واستمر معها سنتين و37 يوم.. كنت بقولها ربنا يرد عليك عافيتك.. فكانت ترد علي وتقول اللهم آمين.. لحد ما جات في مرة بدعيلها بنفس الدعاء، قالتالي لأ قول اللهم هون عليا سكرات الموت».

تقاسم إسلام أسامة معاناة المرض التي لازمت والدته إلى آخر لحظة فارقت فيها الحياة، يقول: «كانت دعوة صعبة جدا خاصة وأنا كنت بنام معاها في نفس الأوضة، وكنت بصحى في نص الليل أشوف هي بتتنفس ولا لأ وعايشة ولا ميتة، لأنها كانت عايشة بجهاز تنفسي.. لكن مستحملتش أشوفها في المنظر ده».

دعيت على نفسي بالسرطان

وأضاف: «أنا فكرت إني أدعي على نفسي، فنزلت المسجد في المحراب ودعيت قولت يارب لو ده مش مرض الموت اشفيها ورد عليها صحتها، ولو ده مرض الموت فمتتعبش أكتر من كده واقبضها، يارب لو ليها عمر في المرض هاتهولي أنا واقبضها هي، وأنا استحمل هي متستحملش».

وكانت المفاجأة.. استجاب الله دعاء إسلام، فقبض روح والدته، وهي في عمر الـ 42 عامًا، وأصيب بعدها مباشرة بالمرض: «المرض جالي في وقت الكورونا.. بعد موت ماما بـ 50 يوم بدأت أسخن وأتعب، وكل ما أروح أكشف يقولويلي أعزل نفسك.. وقولتلهم في حاجات وارمة في جسمي في كل حتة، قالولي ده التهاب بسبب السخنية».

أبواب السماء مفتوحة

وتابع: «ماما جاتلي في المنام، وهي بتعمل أكل وكان باين عليها الزعل، قولتلها ارتاحي وأنا هعمل أنا الأكل، قالتلي لأ أنا ارتحت وأنت اللي تعبان، فبقولها لأ مش تعبان، قالتالي لأ انت عندك سرطان وشاورتلي على أماكن الورم».

يواصل إسلام وهو يحبس الدموع في عينيه: «روحت لواحدة بتفسر أحلام، قالتلي والدتك بتقولك روح اكشف.. ولما روحت كشفت عرفت إن عندي سرطان مرحلة رابعة».

رحلة محاربة السرطان

وهنا تبدأ رحلة إسلام أسامة في محاربة السرطان، في ظل ضعف دخل الشهري الذي لا يغطي تكاليف المواصلات: «أنا محامي من 2020، وفي حاجه اسمها جدول عام وابتدائي واستئناف ونقض، والجدول عام ملهوش قبض، لكن له مكافئة وأنا باخد 1500 جنيه، ولسه زايدة من شهر، وقبلها كنت باخد 500 و 1000 جنيه».

يحكي تجربته الصعبة مع المرض: «أنا مكنش عندي شعر في حواجبي ولا في راسي وبمشي على عكاز، ورغم ذلك كنت بنزل الشغل.. اصحابي خذلوني، ومحدش سأل عني، وكنت بواجه لوحدي، مفيش غير خالتي وخالي وعمي الصغير وبابا وعمي هما اللي كانوا بييجوا معايا الجرعة.. واصحابي بعدوا عني بحجة إنهم مش قادرين يشوفوني كده».

وتابع: «جات فترة ويأست وقررت ما أخدش جلسات كيمياوي تاني، لأني باخد ومفيش نتيجة، كل مرة يقولولي دي آخر جرعة، وبعدها أفاجئ أني في 8 جرعات جديدة، والأوردة باظت ومكنتش بعرف أفرد دراعي ومتمرط ومحدش معايا.. أصعب خيانة في الدنيا هي خيانة الصحة».

واستطرد: «بروح النقابة علشان العلاج يقولولي ملكش تأمين،أروح نفقة الدولة، يقولوي أنت محامي روح هات تأمين، وأنا معايا البرنت غير مؤمن عليا حاليًا، ولسه عامل عملية من أسبوع، والنقابة تدخلت وخلتني أدفع 25 % من العلاج، ودي الحاجة الوحيدة اللي النقابة عملتها معايا».

وأردف: «أنا مش معايا أدفع تكاليف العلاج ومليش تأمين.. وعملنا مبادرة، قولنا المحامي اللي مش بيستفيد من علاجه، يمضي من 10 محامين يدولوا العلاج، يبقا كده 500 ألف، ياخد بيهم جرعة الكيماوي، لكن النقابة رفضت.. فاحنا كده هنموت».

" src="">

وطالب إسلام من النقابة والدولة الوقوف بجانبه مراعاة لمرضه: «أنا طالب من النقابة إنها توظفني أو الدولة تديني وظيفة، وكمان أنا مقدمة على الشقة في الإسكان الـ 14%، ومحتاج أدفع 60 ألف، هدفعها إزاي وأنا قبضي 1500 جنيه..قدمت على كارت الخدمات المتكاملة، قالولي معندكش إعاقة، رغم إن شهادة الجيش بيرديني رفض طبي غير قادر عن العمل، وده بيخليني أترفض من أي وظيفة».

تابع موقع تحيا مصر علي